الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الناقل الوطني

6 ابريل 2010 22:45
الناقل الوطني هي الكلمة التي تطلق على شركة الطيران الرئيسة في بلد ما، وهذه الكلمة تعطي العديد من المزايا لشركة الطيران، حسب منظمة الطيران المدني التي تنظم اتفاقيات النقل الجوي بين بلدان العالم. الناقل الوطني، هو الذي يحتكر حق تسيير الرحلات الجوية على الخطوط بين المدينة أو البلد أو الجهة التي يمثلها، وينظم هذه الاحتكارات اتفاقيات تجارية مع الناقل الوطني الآخر في الوجهة أو البلد التي يسير عليها الخط الجوي. هذا باختصار شديد السبب الذي يجعل شركات الطيران تفخر بحمل لقب الناقل الوطني، فهي تحصل على مميزات التمثيل والاحتكار والتحدث باسم البلد أو الجهة التي تعمل من خلالها. وفي الإمارات، أكثر من شركة طيران تحمل لقب “ناقل وطني” وكلها ولله الحمد شركات كبرى في العالم ولها ثقلها التجاري الإقليمي والدولي، وهذا الثقل نابع من كونها تحمل لقب ناقل وطني لدولة لها ثقل مثل دولة الإمارات، وكل شركة منها ترفع علم الإمارات وتحمل اسم الدولة، وهي تتنقل بين مطارات العالم المختلفة، بل إنها طبقاً للقانون الدولي تُعد كل طائرة منها جزءاً من أرض الإمارات، ولها حصانة وحماية وجنسية الدولة. كل هذا جميل ويحمل معاني كثيرة بقوة القانون، ولكن للأسف ليس هناك قانون يلزم الناقل الوطني بأن يحمل معه الهوية الوطنية..! الهوية بكل ما تحمله من معنى ومن مفردات. وتعالوا معاً نتخيل أننا نسافر على متن الخطوط الماليزية -على سبيل المثال- فستجد نفسك تبحث منذ اللحظة الأولى عن ثقافة هذا البلد في ملابس طاقم الضيافة وفي المطبوعات والنشرات والمجلات وقنوات الدائرة التلفزيونية المغلقة على شاشات الطائرة. وحتى إذا لم تكن تعرف لغة البلد التي ستسافر إليها، فستجد نفسك منشغلاً بشكل الحروف وطريقة الكتابة لهذه اللغة عندما تقابلك في كل مكان على الطائرة، وطبعاً ستجد الترجمة بالإنجليزية، ولكن ستكون اللغة الأولى هي تلك اللغة التي ربما لا يتكلمها إلا البلد صاحبة الطائرة، وهذا طبيعي جداً ومنطقي. ومؤخراً، سافرت على إحدى ناقلاتنا الوطنية، وكانت المضيفة المسؤولة عن القسم الذي نجلس به أوروبية، وقدمت لنا بكل لطف قائمة الطعام لنختار منها، فكانت القائمة بالإنجليزية..! ولاحظت حواراً دار بينها وبين راكبتين مواطنتين من كبار السن مسافرتين للعلاج، لم تستطع أي منهما قراءة قائمة الطعام، ولم تتمكن المضيفة من توضيح الأمر لهما، ولم يفهما أي كلمة منها، وبات الأمر محرجاً عندما تدخل البعض في الحوار لمحاولة شرح قائمة الطعام، والاختيارات المتاحة. وببساطة، سألت نفسي: ما ذنب الراكبتين اللتين سافرتا على متن شركة نقل وطنية..؟ كيف تحمل الشركة لقب الناقل الوطني، وتستمتع بكل مميزات هذا اللقب، بينما تبخل في ترجمة قائمة الطعام التي لا تتعدى صفحة واحدة..؟ هل سيكلفها هذا الكثير من الوقت أو الجهد..؟ هل نحتاج إلى قانون أو تعليمات لإلزام الناقل الوطني بأن يكون وطنياً؟ الحقيقة لم أجد إجابة عن أسئلتي، وإن كنت مستعداً لأكون أول المتبرعين لتنفيذ هذا الأمر.. ومستعد لأن أدعو لحملة وطنية لدعم الناقل الوطني لكي يكون وطنياً.. وأعتقد أننا جميعاً مستعدون لذلك. إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©