المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل ينطلق اليوم في إسبانيا

تنطلق اليوم بمدنية بيلباو الإسبانيةأعمال المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل والذي تنظمه «شركة أبوظبي لطاقة المستقبل» (مصدر) مؤسس «القمة العالمية لطاقة المستقبل» بالتعاون مع شركة «توريت الشرق الأوسط» والذي يستمر حتى بعد غد. ويشكل المنتدى المنبثق عن «القمة العالمية لطاقة المستقبل» فرصة مهمة لمناقشة الحلول المعنية بالتحديات الكبرى التي يواجهها العالم على صعيد الطاقة حيث يستعرض العديد من الآراء ووجهات النظر الأوروبية والعالمية حول العديد من القضايا والموضوعات، منها «سياسات الطاقة» و»الاستثمارات» و«التمويل» و«الأبنية الخضراء» و«النقل النظيف» و«الطاقة الشمسية» و»الرياح» و«الوقود العضوي». ويستقطب المنتدى خمسة آلاف مشارك من خلال ست جلسات رئيسية و30 ورشة عمل تحت إشراف كبار الخبراء المختصين و100 اجتماع حواري خاص والعديد من الفرص الفريدة للتواصل وتبادل الآراء والخبرات والاطلاع على أحدث الدارسات في مجال الطاقة المتجددة. ويمثل المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل منصة لتبادل المعرفة حول القضايا والمتطلبات وحلول طاقة المستقبل حيث يتضمن المنتدى جلسات حوار رئيسية وورش عمل وندوات تفاعلية كما سيتناول الجوانب التقنية بشكل أعمق. وتركز موضوعات المؤتمر المصاحب للمنتدى على سياسات الطاقة وعلى الاستثمار والتمويل والابنية الخضراء والنقل النظيف والطاقة الشمسية وطاقة الرياح والوقود الحيوي وطاقة المحيطات والحرارة الأرضية وتحويل النفايات إلى طاقة وخلايا الوقود وإدارة الكربون والإستراتيجية البيئية. ويناقش المنتدى، الاستراتيجية الأوروبية وخطط الأعمال والفرص الاستثمارية وكيف يمكن للشركاء الدوليين الاستفادة والتعلم عبر تبادل المعرفة. ويتناول المنتدى أيضاً أهداف الاتحاد الأوروبي المعنية بتخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 20 بالمائة عام 2020، حيث يبحث التقنيات والسياسات الواجب إتباعها لتحقيق هذه الأهداف. وتتطلع «مصدر» من خلال إطلاقها للمنتدى الأوروبي إلى توسيع آفاق هذه المنصة العالمية وتوفير حلقة اتصال مباشر مع منطقة رائدة في مجال تقنيات وحلول طاقة المستقبل. وكانت «مصدر» المملوكة بالكامل لـ«شركة مبادلة للتنمية»، قد أسست «القمة العالمية لطاقة المستقبل» لتكون جزء من رسالتها الرامية إلى تطوير منصة عالمية للتعاون في مجال تطوير حلول الطاقة المتجددة ودعم التنمية المستدامة. تجربة «القمة العالمية» وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» إن نقل تجربة القمة العالمية لطاقة المستقبل جاء بناءً على توجيهات القيادة الرشيدة لحكومة أبوظبي التي أكدت ضرورة نقل هذه التجربة الرائدة إلى كافة أنحاء العالم، و كانت القارة الأوروبية بسجلها الحافل في قطاع الطاقة المتجددة أولى محطاتنا في إطار هذا التوجه. وأوضح أن إطلاق المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل يجسد أهداف «مصدر» الرامية إلى إرساء منصة تعاون مفتوحة على الصعيد العالمي تتمتع بالقدرة على الوفاء بمتطلبات الطاقة المستقبلية، مشيرا إلى أن النجاح منقطع النظير الذي حققته القمة العالمية لطاقة المستقبل بدورتيها عامي 2008 و2009 قد شجع القائمين عليها لنقلها إلى أوروبا والعالم من خلال إقامة هذا المنتدى الذي سيكون منصة فاعلة لتبادل الأفكار والتجارب في قطاع الطاقة المتجددة. وأكد الجابر أن الدعم الذي لمسته مصدر من الحكومات وأبرز قادة وخبراء قطاع الطاقة خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل في دورتها لهذا العام التي استقطبت أكثر من 18 ألف مشارك من 79 دولة كان أيضاً من أهم العوامل التي دفعت «مصدر» نحو الانطلاق بهذه التجربة الرائدة إلى العالمية. وأضاف الجابر «في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية الراهنة فإننا نؤمن بضرورة تفعيل الأفكار والمبادرات التي من شأنها تقديم حلولاً تنافسية وعملية ومبتكرة أكثر من أي وقت مضى، من هنا فنحن نتطلع إلى تفعيل عمليات تطوير موارد الطاقة النظيفة التي تشكل عاملاً أساسياً في تحقيق التقدم في مجال الطاقة المتجددة». وزاد «عبر إقامة المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل فإننا نحرص على إيجاد الفرص والشراكات في مجال الطاقة المتجددة والتي تشكل بدورها حافزاً لتحقيق النمو والتطور الاقتصادي في المنطقة والعالم». ولفت إلى أن أبوظبي تتطلع من خلال هذه المبادرات ومنتديات التعاون المفتوحة إلى مواصلة ريادتها في قطاع الطاقة من جانب ومشاطرة المعرفة والخبرات التي تملكها مع الآخرين من جانب آخر. الأزمة والابتكار ومن جهته قال ريتشارد هيز رئيس شركة «توريت الشرق الأوسط» «يأتي المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل في وقت بالغ الحساسية والأهمية بالنسبة لكل من يريد الاضطلاع بدور رائد في قطاع الطاقة المتجددة في أوروبا خاصة وأن أهم الدروس المستقاة من الأزمة المالية العالمية تتمثل حالياً بأن التنافسية تكمن في القدرة على الابتكار». وأوضح أن «المنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل» يشكل تجمعاً لصناديق الاستثمار الخاصة وصناديق الاستثمار في التقنيات النظيفة والمؤسسات المالية في أسواق الاتحاد الأوروبي لهذا العام فضلاً عن أنه يمثل منبراً مهماً لتبادل المعرفة والخبرات في قطاع الطاقة المتجددة على مستوى الاتحاد الأوروبي. وأضاف أنه في هذا الإطار يتطلع القائمون على الحدث إلى تشجيع وتعزيز جهود تطوير حلول الطاقة المستدامة وذلك من خلال مشاركة أبرز المبدعين والأكاديميين والعلماء والمستثمرين والخبراء في مجال الطاقة المتجددة من حول العالم. ونوه إلى أن القمة العالمية لطاقة المستقبل تنعقد على غرار «المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس» سنوياً في أبوظبي كمنبر دولي لحوارات ونقاشات طاقة المستقبل، وسيتم تطوير جملة من المنتديات التفاعلية الأخرى لتعزيز مستوى تبادل المعرفة بطريقة تفاعلية في أسواق مختلفة حول العالم. ويشارك في المنتدى والمؤتمر ممثلو الحكومات والمنظمات غير الحكومية والوكالات البيئية ورجال الأعمال والمستثمرين والمؤسسات المالية ورواد الأعمال وشركات الطاقة والمختصين بقطاع الطاقة والمهندسين المعماريين والمقاولين والمهندسين المدنيين والمطورين ومخططي المدن وموردي خدمات النقل والمصنعين والمهندسين الميكانيكيين والمصممين وممثلي وسائل الإعلام. ويتضمن المنتدى فعاليات وأنشطة حيث سيقام ست جلسات رئيسية رفيعة المستوى و30 ورشة عمل متخصصة حول مواضيع محددة و150 ندوة تفاعلية وجولات تقنية إلى مواقع طاقة المستقبل ولقاءات تعارف غير رسمية ومركز إعلامي وقاعة لقاءات صحفية وبرنامج مخصص لكبار الشخصيات وتنقل صديق للبيئة واستعراض وسائل النقل البيئي ومنطقة تجسد مفهوم العمران المستقبلي بالإضافة إلى أجنحة عالمية من الصين وألمانيا واليابان والولايات المتحدة. وتبلغ مساحة المعرض ،المصاحب للملتقى، 15 ألف متر مربع وعدد العارضين أكثر من 200 عارض وخمسة آلاف زائر وأكثر من 15 دولة ممثلة بأجنحة وطنية. وتشمل قائمة العارضين ،الشركات والمؤسسات التجارية والتكنولوجية والخدماتية وفى مجالات الوقود الحيوي وإدارة الكربون وخلال الوقود وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية والهندسة والحرارة الأرضية وطاقة المحيطات والكتلة الإحيائية وتحويل النفايات إلى طاقة والاستخدام الفعال للطاقة والنقل النظيف والابنية الخضراء والتمويل. قطاع الطاقة الإسباني ويأتي انعقاد الدورة الأولى للمنتدى الأوروبي لطاقة المستقبل 2009 بمدنية بيلباو الإسبانية حيث يشهد قطاع الطاقة المتجددة في إسبانيا نمواً كبيراً واستثمارات ضخمة وهناك التزام جدي من قبل الحكومة بتطوير هذا القطاع الذي ينطوي على فرص استثمار غير محدودة وستنمو سوق طاقة الرياح في إسبانيا بنسبة 50 في المائة هذا العام لتتجاوز مبيعاتها 3100 مليون يورو ويصل حجمها إلى نحو 16 ألف ميجاوات (13800 ميجاوات في عام 2007 بنمو بنسبة 75ر13فى المائة). وستصل قيمة الاستثمارات في الطاقة الكهروضوئية الشمسية والطاقة الكهروحرارية في إسبانيا إلى 470 مليون يورو مما يعني نمواً بنسبة 125في المائة. وبلغت مبيعات هذين النوعين من الطاقة أكثر من 3600 مليون يورو خلال العام 2008 بزيادة نسبتها 55 في المائة مقارنة بالعام 2007. وتشير تركيبة النشاط الصناعي المتميز في بيلباو إلى الأهمية الكبرى لقطاع الطاقة بوصفه المحرك الرئيسي للاستثمار والتنافسية الاقتصادية. وقد استثمرت حكومة الإقليم ما يزيد على أربعة مليارات يورو في إنشاء محطات الدورة المركبة لإنتاج الطاقة والتوليد المشترك للطاقة إضافة إلى مجموعة متنوعة من موارد الطاقة المتجددة بهدف مضاعفة قدراتها الإنتاجية من الكهرباء. وتعد بيلباو مركزاً للابتكار والتكنولوجيا الحديثة حيث شهدت المدينة ارتفاعاً في أنشطة الأبحاث والتطوير بمقدار 20 ضعفاً خلال الأعوام العشرين الماضية وتوفر هذه المدينة التي تضج بالحياة بيئة عمل مريحة ومنصة مثالية للتواصل مع مختلف الأطراف المعنية بالقطاع