«منحة سلامة بنت حمدان».. مبادرة استثنائية تثري الحركة الفنية

لكبيرة التونسي (أبوظبي) انهمكت في خلط الجبس بالماء لتحصل على مادة سائلة عملت على تثبيتها على أسلاك تمتد بين جدارين، ترفع قامتها بالوقوف على مقدمة أرجلها، ثم تنحني لتطلى الجزء السفلي من المجسم، تبتعد قليلًا وتنظر لما قامت به من عمل، لإضافة تعديلات عليه أو التخلص منه والبدء من جديد، هكذا كان حال الطالبة الفلسطينية ميس البيك «خريجة قسم العمارة بالجامعة الأميركية بالشارقة وإحدى المشاركات في الدورة الثانية من برنامج «منحة سلامة بنت حمدان آل نهيان للفنانين الناشئين»، التي قدمتها «مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان»، في نوفمبر 2014 وتستمر حتى سبتمبر 2015، بمشاركة 15 فناناً من المواطنين والمقيمين بالدولة. وأكدت البيك أنها حاولت دمج الفنون بالعمارة من خلال مجسم أطلقت عليه اسم «مأوى» في مسعى منها لتوضيح أن هذه الكلمة تعني السكن والحماية، وأن هذا المأوى قد يكون غير كافٍ للحماية حال تعرضه لأي ثقب، مشيرة إلى أنها استوحت هذه الفكرة من المآسي التي تحدث في فلسطين وفي العديد من دول العالم. إقبال كبير وشهد برنامج المنحة الذي يقام بالتعاون مع «كلية رود آيلاند للتصميم»، وهي إحدى جامعات الفنون الرائدة عالمياً، إقبالا لافتاً من الفنانين الناشئين، حيث تلقى 40 طلباً للتسجيل، وبعد دراستهم من قبل لجنتي تحكيم من حيث المعايير المطلوبة، تم اختيار 10 فنانات و5 فنانين من خمس جنسيات هي: الإماراتية، والسورية، والأردنية، والكندية، والهندية، للحصول على المنحة. تعدد الثقافات وأوضحت خلود العطيات، مدير الفنون والثقافة والتراث في المؤسسة، أن طلبات التسجيل في المنحة كشفت بوضوح عن حجم المواهب الفنية الخلاقة في الدولة، وأكّدت الطابع العالمي المنفتح ومتعدد الثقافات للمجتمع الإماراتي، مع حصول مواهب فنية من خمس جنسيات على المنحة، وقالت: «يشرف المؤسسة دعم هؤلاء الفنانين الناشئين، ولعل أصدق دليل على مدى ثراء الساحة الفنية في الإمارات هو تلقي البرنامج ضعف عدد طلبات الترشيح مقارنة بالدورة الأولى»، مشيرة إلى أن المنحة توفر منهجاً متكاملاً يضم مواد دراسية نظرية وورش عمل فنية وحلقات نقاش لنقد وتقييم الأعمال الفنية للمشاركين ورحلة للولايات المتحدة الأميركية لزيارة مدينة بروفيدلنس عاصمة ولاية رود آيلاند ونيويورك». اكتشاف الذات هدية بدي من الجامعة الأميركية بالشارقة «تخصص تصميم مرئي» وإحدى المستفيدات من برنامج المنحة تحدثت عن تجربتها قائلة: «هذا البرنامج يقود المشاركين فيه نحو النجاح ويعمل على استكشاف مواهبهم الدفينة من خلال توفير الأدوات وإتاحة الفرصة لطرح التصورات الفنية والتجريب والنقاش مع المختصين حول الرؤى والأفكار»، لافتة إلى أنها تقوم من خلال المنحة على إنجاز عمل فني عبارة عن مجسم من الخيش وهو من الأعمال اليدوية الشغوفة بها منذ طفولتها المبكرة، والتي ترى أنها تساعدها على اكتشاف ذاتها. تفاصيل الحياة وأكدت آلاء إدريس من كلية الفنون الجميلة بالشارقة أن المنحة أعطتها فرصة للاستمرار لصقل موهبتها في المجال الفني، من خلال توفير الرحلات الخارجية لاكتساب الخبرات، وكذلك توفير المواد اللازمة لصنع الأعمال الفنية، مشيرة إلى أنها تعلمت كيفية استخدم أعمال النحت من خلال مواد مثل الفحم والحطب والنباتات الشوكية في البيئة الصحراوية، لافتة إلى أن البرنامج منحها فرصة التوقف عند التفاصيل الصغيرة في الحياة.