ألمانيا المرفهة تستوعب احتياجات السائح الخليجي

لا تقتصر زيارة ألمانيا من قبل المسافر الخليجي على السياحة العلاجية وحسب، وإنما تشمل كذلك نزهات الاستجمام في الطبيعة والاستمتاع بحركة الشوارع النابضة بالتسوق. وألمانيا التي تقع وسط القارة الأوروبية بمساحة شاسعة تفوق 357000 كم مربع، تزخر بالمناطق الريفية النضرة والمدن العصرية التي تبدأ من بحر البلطيق في الشمال الشرقي وتنتهي بجبال الألب في الجنوب. وعند التفكير بها كوجهة سياحية لا بد من الأخذ في الاعتبار أنها تضم مواقع طبيعية تستحق المشاهدة بعيداً عن أشهر مدنها برلين وفرانكفورت وميونيخ. سواء كان التخطيط لزيارة ألمانيا هو قضاء إجازة ذات تكلفة معقولة أو الاستمتاع بعطلة فاخرة، فإن مناطقها الغنية بالخيرات تقدم لزائريها مجموعة منوعة من البرامج السياحية المناسبة لمختلف الاختيارات. ومما لا شك فيه أن المناظر الطبيعية الخلابة التي تتصف بها ألمانيا والتي تضم البحيرات والغابات والجبال المغطاة بالثلوج، تجعل من هذه البلاد وجهة مثالية للقيام بمجموعة من الأنشطة. وعلى رأسها رياضة المشي في الهواء الطلق، والتجديف، وركوب الخيل والتزلج. أما مدنها الحديثة فتوفر مزيجاً انتقائياً من الأنشطة الثقافية، وهي تعد موطناً لأكثر المناطق شعبية للتسوق في أوروبا. وبإمكان العائلات التي تصطحب معها أطفالها أن تستمتع باستكشاف ألمانيا من خلال العديد من المراكز الترفيهية والمنتزهات المنتشرة في أرجاء البلاد. دلال في ألمانيا الترويج السياحي لألمانيا والحديث عنها كبلاد مرفهة بالمناخ البارد والأراضي الخضراء، كان موضوع ورشة عمل استضافتها الأسبوع الفائت كل من أبوظبي ودبي وحملت عنوان “دلال في ألمانيا”. الحدث الذي جمع ممثلي وكالات السفر والسياحة الألمانية استعرض سلسلة من المبادرات التي أطلقتها ألمانيا والهادفة إلى تنشيط علاقاتها السياحية مع الإمارات والوقوف عند متطلبات السائح الإماراتي، فضلاً عن تسليط الضوء على الفرص والخدمات التي تقدمها الإدارات السياحية لديها. ومنها ما يناسب السائح الخليجي، كتقديم كتيبات إرشادية باللغة العربية وتأجير الشقق المفروشة للعائلات، وذلك كبديل عن الغرف الفندقية. أكثر من 20 جناحاً تابعاً لمواقع مختلفة من ألمانيا (معظمها مناطق غير معروفة) توزع في فندق “جراند حياة” - دبي وفندق “انتركونتيننتال” - أبوظبي لتقديم الشرح الوافي عن خدماتها. وهناك قدم المعنيون معلومات تتعلق بمناطقهم، بهدف جذب المزيد من السياح القادمين من الإمارات وذلك عبر عرض بالصور وبالخرائط. إضافة إلى أهم الاحصائيات التي توضح حجم الإقبال على هذه المنطقة أو تلك. وكان من اللافت توزيع المعلومات الضرورية بما يزيد عن 5 كتيبات للجناح الواحد جزء كبير منها مطبوع باللغة العربية. وجهة مفضلة تعليقاً على أهمية انعقاد هذا الحدث المنعقد على أبواب الصيف، تورد أنتيه رودينج، مديرة منطقة الخليج في المكتب الوطني الألماني للسياحة، أن المكتب شرع بإتباع استراتيجية تعتمد على إشراك مباشر للمسافرين الإماراتيين بمجموعة من الأنشطة المتنوعة. “ولعل الإقبال الذي شهدته ورشة العمل “دلال في ألمانيا” والاستجابة التي شهدناها في دبي وأبوظبي يشيران إلى أننا سائرون على النهج الصحيح الذي يخولنا من الوصول إلى هدفنا”. ويواصل المكتب الوطني الألماني للسياحة تكثيف جهوده الرامية إلى ترسيخ مكانة ألمانيا كوجهة مفضلة للسفر بالنسبة لمواطني الدولة. وتعتبر هذه اللقاءات التعريفية المفتوحة فرصة مناسبة تمكن من زيادة “فهمنا للمنطقة وتعريف وكلاء السفر ووسائل الإعلام ببلدنا. ونحن سعداء بحجم المشاركة وبالاستجابة التي تلقيناها من إمارتي دبي وأبوظبي”. نمو ديناميكي بالنظر إلى حجم السياحة فيها، فقد شهدت ألمانيا على مدار السنوات القليلة الماضية، زيادة سريعة في أعداد السياح القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي الذين دأبوا على قضاء إجازاتهم في المانيا. وتشير احصاءات مكتب الإحصاء الفيدرالي الألماني، أن عدد السياح القادمين من دول الخليج خلال العام الماضي قد بلغ 258.883 سائحاً، غالبيتهم من المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت، مما يدل على زيادة قدرها 7.07 % مقارنة بالعام 2008. وهذا ما يجعل من منطقة الخليج إحدى الأسواق الخارجية المهمة بالنسبة لصناعة السياحة في ألمانيا. واستجابة لهذا النمو الديناميكي، تواصل ألمانيا جهودها لجذب المزيد من الزوار من المنطقة من خلال إطلاق عروض ترويجية جديدة تلبي مختلف الاحتياجات والتكيف معها. ويدعم جهود ألمانيا الى حد كبير 30 مكتباً تمثيلياً حول العالم، بينها المكتب الوطني الألماني للسياحة في دبي والذي يعتبر الجهة المسؤولة عن الترويج لألمانيا في كافة الأسواق الرئيسية بدول الخليج، وهي الإمارات، البحرين، الكويت، عمان، قطر، والمملكة العربية السعودية. تقدير مركز الآثار العالمية يجتاز ألمانيا بعض أشهر الأنهر في قارة أوروبا، وهي تشتهر بمناظرها الخلابة والتي حازت بمعظمها على تقدير مركز الآثار العالمية التابع لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونيسكو). وتجاور ألمانيا الكثير من البلدان مما يجعلها من أكثر الدول الأوروبية التي تملك حدوداً مشتركة في القارة، وتشمل هذه الدول كلاً من فرنسا وجمهورية التشيك والنمسا وسويسرا وبلجيكا ولوكسمبوج، فضلاً عن هولندا والدنمارك وبولندا. دلال في ألمانيا أطلق على الورشة تسمية “دلال في ألمانيا” كون ألمانيا تتمتع بطبيعة رائعة ومدن خلابة، وتتوافر فيها الفنادق الممتازة والمطاعم الراقية والفرص المتنوعة للتسوق. وهي كذلك تقدم الضيافة الألمانية المعتادة التي تعبر عن ذاتها من خلال جودة الخدمة ودفء الترحيب الذين يطالان كل فرد يزورها. ويقدم المجلس الوطني الألماني للسياحة خدمات تسويقية، ويقع مقره الرئيسي في مدينة فرانكفورت ولديه 30 مكتباً تمثيلياً حول العالم. وهو يسعى إلى تعزيز الصورة الإيجابية لألمانيا كوجهة سياحية مفضلة حول العالم وزيادة حجم الحركة السياحية من خارج ألمانيا ومن داخلها. ويجمع المجلس شركاء سياحيين في رحلات ترويجية في الأسواق الخارجية وشركاء ألمان من صناع السياحة.