السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العولمة والتطوير التربوي

العولمة والتطوير التربوي
29 ابريل 2008 23:08
نعيش زمن التحولات والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لذا تتأكد أهمية التربية والتعليم، باعتبارها من عوامل تنظيم هذه التحولات، وتكييف هذه المتغيرات بما يناسب مصالح الأمة الإسلامية والوطن العربي ككل· والأمم التي لا تراجع نظمها التعليمية والتربوية لتطويرها نوعاً وكماً في زمن التحولات تضمحل لديها القدرة الفعلية على الإمساك بمصيرها الراهن· وذلك لأنها ستتعرض وعلى مختلف الصعد والمستويات إلى العديد من التحديات، دون أن تمتلك مقومات مواجهتها بشكل سليم وحضاري، لذلك فإن اهتمام الأمم بالتربية والتعليم هو في حقيقته اهتمام بصناعة المستقبل واستجابة ايجابية للتحولات والمتغيرات التي تجري في العالم المعاصر فالتعليم هو احد محركات الأمم والشعوب، وعصر اليوم هو الوقت الملائم لاغتنام فرص التحولات والمتغيرات بما يتناغم وتطلعات تلك الأمم ومطامحها البعيدة· وحتى لا تكون لهذه التحولات السريعة آثار اجتماعية وتربوية وقيمة خطيرة، تحتاج الأمم دائماً وفي زمن التحولات بالذات إلى مراجعة فلسفة التربية والتعليم وأطرها المستخدمة ومناهجها ووسائلها، حتى تكون هذه المراجعة حافزاً حقيقياً لصقل النفوس وتهيئة عناصر وأطر التربية لمواجهة التحولات الجديدة أولا،ثم لتطوير التعليم· والمتغيرات في المجتمع التي لا يصاحبها تطوير تربوي وتجديد تعليمي وتنمية للموارد البشرية عادة ما تكون لها آثار عميقة وخطيرة على البنيان المجتمعي بأسره· ولهذا فإننا نرى أن العامل الحاسم، الذي يحدد قوة أية امة أو مجتمع، هو مقدار مستوى تنمية الموارد البشرية· وهنا تراءت أمام ناظري حكيم الأمة وزعيمها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حين قال مقولته الشهيرة الصادقة، (الإنسان أغلى ما نملك) لأن الإنسان هو مصدر الموارد جميعا فإذا كانت الأمة متقدمة في مجال تربية الإنسان، فهذا يعني أنها تمتلك عامل الحسم والقوة الحقيقي· أما الأمة التي تفقد هذا العامل، فإنها لن تستفيد الاستفادة الكبرى من كل إمكاناتها وثرواتها· ومؤسسات التعليم هي وعاء صناعة البشر الذين هم الثروة التي لا تضاهيها أية ثروة· والتعليم الذي يعجز عن صناعة المواطن المبدع والقادر على تحمل مسؤوليته الأخلاقية والوطنية على أكمل وجه، فإن ذلك يعني على المستوى العملي، أن كل جهود ومشروعات التنمية والبناء ستصاب بالعطب والتعطيل، لأن مؤسسات التعليم هي المسؤولة عن رفد مشروعات التنمية بالطاقات البشرية المؤهلة للقيام بدورها التنموي· هدى جمعة الحوسني / موجهة تربوية بمنطقة أبوظبي التعليمية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©