فرنسا تكرم أول جندي أميركي أسود

قلدت فرنسا وليام دابني الأميركي الأسود الذي شارك في إنزال الحلفاء في النورماندي أحد أعلى أوسمة الشرف أمس، في اعتراف رسمي للمرة الأولى بدور السود في الحرب العالمية الثانية. وقال دابني «أنا سعيد.. هذا التكريم يأتي متأخراً لكنه اعتراف.. مهما طال انتظاره». ويتذكر دابني (84 عاماً) جيداً وصوله المرعب إلى شاطئ أوماها بيتش في نورماندي في 6 يونيو 1944 مع زملائه الثلاثة في الكتيبة 320 المكلفين المضادات الجوية، ونحو مئة من عنصر من سلاح البر ومشاة البحرية (مارينز). ويروي العضو الوحيد على قيد الحياة من الكتيبة 320 التي كانت مؤلفة من السود فقط «كان الرصاص يأتي من كل الاتجاهات من الجانب الآخر من الشاطئ ومن سفن الحلفاء في عرض البحر». وكانت كتيبة وليام دابني تستخدم بالونات مجهزة بكابلات فولاذية ترتفع في الهواء لإعاقة الطائرات الألمانية التي تحلق على علو منخفض. في يوم الإنزال كانوا يحاولون من أحد القوارب حماية رفاقهم من القصف الجوي النازي. ودفن ثلاثة جنود من الكتيبة 320 في المقبرة العسكرية الأميركية في «كولفيل سور مير» التي تطل على أوماها بيتش حيث يرقد آلاف الجنود الأميركيين الذين سقطوا في المعارك. وأكدت لجنة في البيت الأبيض مكلفة إحياء ذكرى الجنود الذين سقطوا في ساحات القتال «أنه أول اعتراف رسمي بالكتيبة 320 وبتضحياتها وبدورها» في معركة نورماندي. وباستثناء فيلم وثائقي عرض في الولايات المتحدة في 2007 يتطرق عدد قليل جداً من كتب التاريخ أو الأعمال إلى دور الجنود الأميركيين السود في إنزال القوات الحليفة حسبما أوضحت اللجنة. وأوضح دابني «في وقت من الأوقات فكرنا بالانسحاب باتجاه المانش» مشيراً إلى أن استقبال البريطانيين له كان جيداً جداً قبل الإنزال. ومن ثم كانت العودة إلى الولايات المتحدة البلد الذي كان الفصل العنصري لا يزال قائماً فيه ولا سيما في الجنوب