استشهاد أم وأطفالها الأربعة في مجزرة بيت حانون

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة في قطاع غزة، استشهد خلالها 7 فلسطينيين بينهم أم وأطفالها الأربعة· وحمل وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك حركة ''حماس'' المسؤولية، بينما دان الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، المذبحة الإسرائيلية، ودعت حركة ''حماس'' إسرائيل إلى أن ''تهيئ نفسها لدفع ثمن قتل نساء وأطفال''· وقالت مصادر طبية في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمال قطاع غزة: إن ميسر أبومعتق (40 عاماً) وأبناءها الأربعة: مسعد أبو معتق (عام واحد)، وهناء (ثلاثة أعوام) وردينة (أربعة أعوام)، وصالح (خمسة أعوام)، استشهدوا خلال قصف مدفعي عندما سقطت قذيفة دبابة على منزلهم المؤلف من طابق واحد شمال بلدة بيت حانون· وأكد أحمد أبو معتق أنه عاد إلى منزله في بيت حانون صباح أمس، ليجد زوجته وأطفاله الأربعة ''كومة من اللحم الممزق'' بعد أن أصاب صاروخ إسرائيلي منزله، بينما كانوا يتناولون طعام الإفطار· وكان أبو معتق (70 عاماً) يجلس على الأرض بالقرب من بقايا أشلاء ودماء أطفاله وزوجته، وقال بحزن: ''كنت على بعد أمتار من المنزل أبحث عن أحد أبنائي وسمعت صوت انفجار''· وأضاف الرجل وهو يشير بيده إلى المكان الذي سقط فيه أبناؤه وزوجته: ''ان الدماء اختلطت مع طعام الإفطار والحليب''، موضحاً أن ''الأم كانت تحمل بين يديها الطفل الرضيع مسعد''· وقال أبو معتق: ''أتمنى من الله أن الذي أطلق الصاروخ على منزلي أن يحدث معه كما حدث مع عائلتي (···) وأرجو من الله أن ينتقم من إسرائيل وأن يكسرها''· وقال مصدر أمني فلسطيني وشهود عيان: إن اشتباكاً مسلحاً وقع بين قوات الاحتلال وناشطين من ''سرايا القدس'' الجناح العسكري لحركة ''الجهاد الإسلامي'' في جوار المنزل قرب الحدود بين شمال قطاع غزة· وأعلنت السرايا استشهاد أحد ناشطيها في بيت حانون ويدعى ''إبراهيم حجوح (23 عاماً) من سكان بيت حانون شمال قطاع غزة· وقال متحدث عسكري: إن جندياً إسرائيلياً أصيب بجروح طفيفة· وأضاف أن الجيش هاجم قناصة فلسطينيين حاولوا الاقتراب من الحدود، وأن المقاتلين الفلسطينيين أطلقوا قذائف صاروخية مضادة للدروع وقذائف هاون· وتبنت ''كتائب القسام'' قنص 3 جنود شمال بيت حانون، وانها قصفت مستوطنة ''سديروت'' بثلاثة صواريخ''، كما أعلنت ''سرايا القدس'' التابعة لحركة ''الجهاد الإسلامي'' أنها قصفت المستوطنة نفسها بثلاثة صواريخ· وأكد الجيش الإسرائيلي سقوط ما لا يقل عن 13 صاروخاً على ''الأراضي الإسرائيلية''· ودعت ''حماس'' في بيان أصدرته، فصائل المقاومة وفي مقدمتها ''كتائب عز الدين القسام'' الجناح العسكري للحركة، إلى ''الرد بقوة على هذه الجرائم والاستمرار في الجاهزية للمواجهة والدفاع عن الشعب الفلسطيني''· واعتبرت حركة حماس ''المجزرة'' التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في بيت حانون شمال قطاع غزة ''دليلاً على أن الاحتلال غير معني بالتهدئة وعليه أن يكون جاهزاً لدفع الثمن''· وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة ''إن مجزرة الاحتلال هي (جريمة حرب بشعة) يرتكبها أمام أنظار المجتمع الدولي والنظام الرسمي العربي دون أن يحرك ذلك ساكناً من أحد''· وأضاف: ''هذه الجريمة تأتي رغم الجهود التي تبذل لتحقيق تهدئة على الساحة الفلسطينية''· وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان صحفي: ''إن المجزرة الصهيونية الجديدة في بلدة بيت حانون تؤكد من جديد دموية وعدوانية الاحتلال المجرم، وحقيقة نواياه المبيتة لقتل وإبادة الشعب الفلسطيني''· وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك: ''إن (حماس) هي المسؤولة عن الحادثة وعن كل ما يجري في قطاع غزة''· وقالت متحدثة عسكرية للإذاعة الإسرائيلية: ''إن نتائج التحقيقات الأولية أظهرت أن الجيش الإسرائيلي لاحظ مسلحين فلسطينيين اثنين يحملان عبوات ناسفة كبيرة بجوار أحد المنازل في شمال قطاع غزة وأطلق النار باتجاههما''· وأضافت: ''حدث بعد لحظات من إطلاق النار الإسرائيلي انفجار ضخم بجوار المنزل مما أدى إلى مقتل الأم الفلسطينية وأطفالها الأربعة جراء انفجار العبوات التي كانت بحوزة المسلحين الفلسطينيين''· ودان كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية، المجزرة الإسرائيلية، وقال عباس: ''إن هذا الاعتداء لا يخدم الجهود المبذولة للتهدئة ويعيق عملية السلام''، مؤكداً ضرورة الوصول إلى تهدئة لتجنيب أبناء الشعب الفلسطيني ويلات الحرب والدمار· وقال هنية: إن هذه المجزرة ''تعكس الوجه الحقيقي لهذا المحتل ومحاولاته الدائمة لتخريب أي جهود إقليمية أو دولية لإنهاء الحصار ووقف العدوان''·