الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النيو - لوك»..«فانتازيا» جراحية بكل الألوان

«النيو - لوك»..«فانتازيا» جراحية بكل الألوان
7 يونيو 2009 01:03
هل أصبحت العمليات التجميلية للجنسين«صرعة» هذا الجيل؟ ولماذا أصبح«النيو- لوك»موضة؟ ولماذا يقبل الكثيرون على أنواع متعددة من الجراحات التجميلية ؟ هل يعتقد البعض أن جراحة التجميل نوع من السحر الذي يعيد الزمن بهم إلى الوراء؟ من المسؤول عن الترويج لهذه الثقافة؟ أهي أجهزة الإعلام، والبرامج مدفوعة الأجر، والكتابات الترويجية غير المسؤولة التي تظهر المعجزات الجراحية وتقنياتها الطبية والنتائج الباهرة، دون ألم ولا ندب ؟ أم«القدوة»من الفنانين والفنانات الذين أصبحوا في «غمضة عين» مثلاً أعلى لكثير من الشباب والمراهقين؟ هل أصبحت« صناعة المعجزات»، ومشرط الجراح أمل الذين يتطلعون إلى الجمال«الصناعي»؟ ولماذا التهافت على جراحات التجميل ؟ تساؤلات تحملها«دنيا الاتحاد» في استطلاع لرأي عدد كبير من الجنسين: ويقول سعيد رشدان«موظف»:»لا أوافق على جراحة التجميل للرجال إلا لضرورة ما، لأنها في نظري حرام، لكن لا أمانع إن كانت تضيف جمالاً للأنثى»، وهو ما يؤيد عليه عبد السلام قطيش«مصمم إعلانات»، ويقول:«إنني أؤيد عمليات التجميل إن كان هناك تشوه نتيجة حروق أو حوادث خلقية أو إصابات لأي سبب، فلا عيب أن يحرص الشخص على مظهره وجماله واطلالته، لكنني ضد العمليات التي تجرى للإناث لملء الخدود أوأسفل الجفون والشفتين أو الصدور، أو حقنهن بالدهون في أماكن التجعيدات لإزالتها بالبوتوكس التي تستخدم للقضاء - بشكل مؤقت على تجاعيد الجبهة - أو لملئها بواسطة مواد مماثلة لأنسجة الجلد الطبيعية، وأعتقد أن ذلك تغيير متعمد في الخلقة والهيئة التي خلقنا الله عليها». تجارة مربحة أما تامر سعد«مهندس»، فيقول:«لا أوافق على إجراء هذه العمليات للرجال أو النساء إلا لضرورة، فليس هناك أجمل من الهيئة التي خلقنا الله عليها، فكل شخص له جماله، لكن عادة نجد أن هناك من لا يرضى بحاله، وفي نظري أن الأمر أصبح تجارة مربحة، وموضة سائدة بسبب وسائل الإعلام». وأعتقد أن الذين يقبلون على هذه العمليات يفتقدون الثقة فيما أصبحوا عليه مقارنة بأصحاب الجمال الطبيعي». لكن إيدن زوجة تامر«مهندسة»توافق على إجراء العمليات التجميلية للجنسين على حد سواء، وتسأل:«لماذا نرفض؟وما المشكلة إن كانت تجعل صاحبها أو صاحبتها بصورة أجمل؟». إقبال متزايد ترى سمر القاضي«موظفة»أن عمليات التجميل تشهد إقبالاً متزايداً من قبل النساء أكثر من الرجال في الإمارات، وهن يلجأن إلى هذه العمليات بغرض تحقيق تناسق أكبر في أجسادهن أو أشكالهن واطلالتهن، ومع التطور الكبير الذي شهدته العلوم الطبية والتكنولوجيا المستخدمة في العمليات الجراحية في السنوات الأخيرة، فإن هذه العمليات لم تعد تقتصر على شد الجلد والتجاعيد، وإنما باتت متنوعة إلى درجة جعلت بعض النساء يسعين إلى استعادة زمن الصبا الجميل عبر عمليات معقدة يعتبرها البعض من قبيل «النحت الجسماني». ولا أوافق عليها بالنسبة للرجل، ولا يمنع الأنثى أن تلجأ إلى ذلك، فالأنثى بطبيعة الحال تبحث عن الجمال، فماذا يمنع إن كانت العملية تزيل عيباً أو تصلح جانباً غير مريح في الشكل أو الجسم، ولا نتعجب من إقبال الفتيات على عمليات التجميل بهذه الصورة، إن الأنثى مولعة بلفت انتباه الغير إلى جمالها، ولنرى فنانات كثيرات اعترفن بإجراء مثل هذه العمليات مثل ناسي عجرم، وهيفاء وهبي، وأليسا، ونرى كم كان الفرق قبل وبعد العملية!». وتضيف زينب أبو شادي«ممرضة»:«لا أوافق على تجمل الرجل بعملية جراحية مهما كان، إلا لضرورة، فهذا حرام، وفي رأيي أن غير ذلك انتقاص من رجولة الرجل، فالرجل لا يعيبه شكله، ولا عدم جماله، ولا عدم كثافة شعره، بعكس الأنثي، وأعتقد أنها أيضاً يجب ألا تبالغ في ذلك، ولا تغير شكلها إلا مضطرة، أو لتصحيح عيب بارز فيها». إن الإعلام والتليفزيون والفيديو كليب وراء هذه الموجة التي أصبحت موضة». مواكبة الموضة من جانب آخر تقول إيمان الكندي«طالبة جامعية»:«المرأة تنفق الكثير من مالها، وخاصة الفتيات، على أنواع متعددة من الكريمات ومستحضرات التجميل لمسايرة عجلة الموضة، وتحافظ على شبابها ورونق بشرتها. وتهتم المرأة الإماراتية بجمالها كثيراً، بدءاً من الاهتمام بالشكل الخارجي، وخاصة مشكلات البشرة، فقد تنفق بعضهن آلاف الدراهم الإماراتية على عمليات الليزر لإزالة الشعر الزائد من الوجه، أو تقويم الأسنان، أو غير ذلك، ويعتمد الجمال دائماً على شخصية المرأة وما يهمها في مظهرها، لكنني لا أوافق على مثل هذه العمليات على الإطلاق، إلا في حالة وجود عيب خلقي، أو آثار حادث معين». لكن الفنانة فضة المحيربي، تتساءل:«هل هناك ما يمنع من أن «تضبط» الأنثى نفسها ومظهرها وشكلها؟ أرى أن لا مشكلة في ذلك، لكن الرجل لا يعيبه شكله، ولا غرابة أن نجد أن هذه الموضة منتشرة بين الوسط الفني، فالفنانة تحديداً تحب دائما أن تطل على جمهورها في«لوك جديد»، وجيل اليوم غير جيل الأمس، وربما أصبح الجمال رخصة لدخول عالم الفن، على العكس من أيام زمان، فالمقدرة والموهبة كانت تأتي في المقدمة، أما الآن فالجمال أولاً ولو على حساب الموهبة، فالمهم أن يطغى الجمال ولو على حساب أشاء عديدة». وتضيف فضة:«إن هوس الجمال والموضة يحقق نجاحات باهرة على الصعيد المادي، ومن الملاحظ أن فئة الطالبات هي من أكثر الفئات التي تهتم بآخر صيحات الموضة، فيما يختص بالشعر والأصباغ وعالم الأزياء والتجميل، ويُشهد للمرأة الإماراتية الاهتمام بمظهرها وأناقتها وجمالها، وهي لا تبخل على مظهرها وأناقتها، وفي السنوات الأخيرة، لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل تعداه إلى الاهتمام بعمليات التجميل، التي قد تؤدي أحياناً إلى تغييرات شاملة في شكلها». ويؤكد عتيق عيسى:«لا أوافق على العمليات التجميلية للرجل، وممكن للفتاة إن كان هناك ضرورة، فلا شيء يفوق الجمال الذي أبدعه الخالق سبحانه وتعالى، ويفترض أن نظل على ماهو عليه«زين أو شين»، لكن المشكلة أن القنوات الفضائية وما تعرضه على شاشاتها أوجد حالة من الهوس عند الكثيرين، والتقليد أصبح قاعدة، وهناك حالات نراها مسخاٍ مشوهاً والعياذ بالله. ويجب أن نرضى بالخلقة التي أوجدنا وخلقنا عليها مهما كان الأمر إلا لسبب ضروري». كذلك لا يوافق أسامة محمد«موظف» على الجراحات التجميلية إن كانت جرياً وراء التقليد والمضة، وتؤيده في ذلك زوجته ميشيل، التي ترفض مثل هذه العمليات للجنسين، وتقرن موافقتها فقط إن كانت هناك حاجة ماسة، فالشكل واللون والاطلالة والملامح الطبيعية لا يمكن أن تقارن بمثيلاتها الصناعية- على حد قولها-». تقول الدكتورة كريستين ميخائيل أخصائية الجلدية:«جمال الوجه هو نتيجة نهائية للعديد من العوامل، منها صحة ونضارة البشرة وتناسق أجزائه من الأنف والخدود والجفون وحتى الحاجبين. ويمكن إعادة رونق الوجه والبشرة إلى الحالة الطبيعية الجذابة بواسطة العديد من عمليات جراحة التجميل مثل شد الجفون، وإزالة الجيوب الدهنية من أسفلها، وكذلك شد الوجه والرقبة، أو جراحة تجميل الأنف، وهناك نوع من العمليات غير الجراحية، التي لا نستخدم فيها المبضع، مثل حقن البوتوكس، وحقن اللدائن أو موسعات الأنسجة، وعمليات الليزر التجميلية، مثل إزالة الوشم، وإزالة الألوان، والتصبغات، والوشم التصبيغي، وإزالة الوحمات الدموية، إزالة الثواليل أو الآفات الجلدية الأخرى، ويعتبر استخدام الليزر من التقنيات الحديثة في جراحات التجميل، ويستخدم الليزر في إزالة الشعر الزائد من أماكن الجسم المختلفة، وكذلك في علاج البقع الجلدية وفى إزالة أثار الجروح وشد الوجه، وعلى جراح التجميل أن يقوم بتحديد نوع العلاج المطلوب والمناسب لكل حالة على حدة تبعاً لعدة عوامل منها حالة المريض الصحية العامة». المواطنات أكثر إقبالاً أشار تقرير أصدرته أخيراً إدارة الصحة والخدمات الطبية بدبي، إلى أن نحو ما يزيد على 24 ألف مراجع من الجنسين ترددوا على عيادات التجميل الخاصة في دبي خلال 2008، وأن علاجات إزالة التجاعيد، والتقشير الكيميائي، والليزر، وعلاج تساقط الشعر، بالإضافة إلى علاجات تجميل الصدر وشد البطن وشفط الدهون وتجميل الأنف هي العمليات الأكثر إقبالاً. كما أفاد التقرير أن عدد المواطنين والمواطنات بلغ 11 ألفاً، ويليهم الوافدون العرب بنحو 5 آلاف متردد ومترددة، والبقية من الجنسيات الأخرى. ومن جانب آخر أشار التقرير إلى أن المواطنات أكثر إقبالاً على تلك العيادات، حيث تبين أن 9 آلاف مواطنة تلقين علاجاً فيما أجرت 4900 عربية الجراحات نفسها، تليهن آسيويات وأجانب نحو 2500 معالجة، وتنوعت العلاجات التجميلية التي سجلها التقرير، وكان أكثرها إقبالاً علاجات إزالة الشعر بالليزر التي أقبل عليها المواطنون متفوقين على الجنسيات الأخرى، حيث أجرت نحو 6 آلاف مواطنة و1805 مواطنين هذه العمليات. الانعكاسات النفسية تشير إنعام المنصوري استشارية العلاقات الأسرية والاجتماعية في العين إلى الانعكاسات النفسية الإيجابية لعمليات التجميل، وتقول:»لم تعد الجراحات التجميلية في كثير من الحالات نوعاً من الترف، وإن كان هناك عدد كبير ممن يلجأون إليها بغرض تحسين هيئتهم أو شكلهم، أو لمحاولة العودة بالزمن إلى الوراء، إلا أننا يجب ألا نهمل البعد النفسي لدى الحالات الاضطرارية، وانعكاسات نجاح الجراحات التجميلية على نفسيات هؤلاء، وإحساسهم بالرضا، فعلى سبيل المثال الشخص الذي يعاني من الاكتئاب المزمن بسبب عدم رضاه على شكله، أو لوجود تشوه خلقي لسبب تعرضه لحادث ما، مما تسبب في ميله إلى الانطواء والانزواء وتجنب الناس، وفي هذه الحالة تعتبر جراحة التجميل هي العلاج النفسي الناجح لذلك المريض، فما أن يرضى المريض عن ذاته، فإنه يقبل على الحياة بشكل أفضل، ويتحول إدباره إلى إقبال، ولا سيما لدى الإناث، وهناك من نجحن في استعادة الثقة بأنفسهن بعد نجاح الجراحة التجميلية التي أجريت لهن. كما أن هناك الكثير من الزوجات من تضاعفت روحهن المعنوية، وثقتهن بأنفسهن وبأزواجهن، فالتأثير الإيجابي الملموس في إحساس الشخص بأنه أصبح أكثر قبولاً لدى الغير، وهو أمر من شأنه أن يحقق التأثير النفسي الإيجابي بكل تأكيد. تعقيب يعقب الدكتور عباس السادات استشاري الأمراض الباطنية، بمركز الخليج للتشخيص في أبوظبي قائلاً:«هناك إقبال كبير في اتجاه الإجراءات التجميلية التي تتم دون جراحة، وقد أدى التطور الطبي في مجالات الليزر والكومبيوتر والألياف البصرية إلى حدوث ثورة هائلة في هذا المجال بالإضافة لملئ التجاعيد بالمواد المختلفة، وإبر البوتكس والثرماج والفراكسل وغير ذلك، ولعل عمليات زراعة الشعر، وشد جلد الوجه وإزالة السمنة، هي الأكثر شيوعاً عند الرجل، والتخلص من السمنة تحديداٍ يرتبط بالأمراض الباطنية من حيث مسببات السمنة وانعكاسات علاجها على صحة المريض العامة، فمسببات السمنة ترجع إلى العوامل الغذائية،أو العوامل الحياتية المتعلقة بنظام الأكل، وممارسة الرياضة من عدمها، أو قلة الحركة والكسل مع تناول أصناف تحتوي على سعرات حرارية زائدة عن حاجة الجسم مما يؤدي إلى الترهل والتشوهات الجسمية، ولا يمكن أن يلجأ المريض إلى إزالة السمنة أو التخلص منها سواء باتباع نظام غذائي معين، أو شفط الدهون، أو بإجراء جراحة من جراحات ربط المعدة أو تدبيس للمعدة دون التنسيق والتعاون مع أخصائي الأمراض الباطنية، لارتباط هذه العمليات بالنظام الغذائي، ونمط حياة الشخص، وحتى لا تتأثر الصحة العامة للمريض. تاريخ جراحات التجميل يرجع تاريخ جراحة التجميل إلى العالم القديم، ووفقاً للتقارير المنشورة بمجلة «جنتلمن-Gentleman s Magazine»، فإن الطبيب الكبير في الهند القديمة سوسروثا، أول من استخدم ترقيع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد، واستمر استخدام هذه التقنيات حتى أواخر القرن الثامن عشر. كما تمكن الرومان من استخدام تقنيات بسيطة مثل إصلاح بعض الأضرار في الأذنين في القرن الأول قبل الميلاد. وفي أوروبا في منتصف القرن الخامس عشر نجح الطبيب هاينريش فون فولسبيوندت-Heinrich von Pfolspeundt في صنع أنف جديد لشخص بعد أن أكلتها الكلاب عن طريق استقطاع الجلد من منطقة خلف الذراع ووضعها مكانها. وفي أميركا، كان الدكتور جون بيتر ميتاير-Dr. John Peter Mettauer. أول من أجرى أول عملية cleft palate عام 1827 بأدوات صممها بنفسه. ثم نجح الطبيب النيوزيلاندي السير هارولد جيليز-Sir Harold Gillies من وضع العديد من التقنيات الحديثة في جراحة التجميل، والعناية بالمصابين بتشوهات الوجه في الحرب العالمية الأولى، ويعد جيليز الأب الروحي للجراحة التجميلية الحديثة. وبعد الحرب العالمية الثانية لمع اسم تلميذه الذي يمت إليه بصلة قرابة وهو أرشيبالد ماكيندو-Archibald McIndoe ، في إجراء العديد من جراحات التجميل لمن عانوا من الحروق الشديدة، وقد أدت جراحات ماكيندو التجريبية، إلى إنشاء نادي غيني بيغ-the Guinea Pig Club.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©