أزاحت جنرال موتورز تويوتا تحقق أعلى مبيعات في العالم

حملت نتائج أداء الشركات العالمية الكبرى لصناعة السيارات عن الربع الأول من العام الجاري بعض المفاجآت غير المتوقعة· إذ عادت قصة التناوب على حمل لقب (الشركة الأكثر مبيعاً للسيارات في العالم) بين شركتي جنرال موتورز وتويوتا· فبالرغم من المبيعات القوية لجنرال موتورز خارج موطنها، فإن ذلك لم يكن كافياً لتعويض التراجع الكبير في مبيعاتها في أميركا الشمالية وبما خفّض من مجمل مبيعاتها بنسبة 0,6 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي لتبلغ 2,25 مليون سيارة· وبهذا تراجعت إلى الموقع الثاني بعد غريمتها اللدود تويوتا· وأعلنت مصادر تويوتا عن أن مبيعاتها العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري بلغت 2,41 مليون سيارة بارتفاع بلغ 2,7 بالمئة عن الربع الأول من العام الماضي· وتراجعت مبيعات جنرال موتورز في أميركا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) بمعدل 10 بالمئة إلى 947498 سيارة بسبب ارتفاع أسعار الوقود والخوف من تفاقم تداعيات أزمة الرهن العقاري والركود العالمي، وهي الظاهر التي زعزعت ثقة المستهلكين· وقالت مصادر الشركة إنه بالرغم من هذا التراجع فأن حصة جنرال موتورز من السوق الأميركية بلغت 21 بالمئة· وأعلنت جنرال موتورز عن تحقيق زيادة في المبيعات في ثلاث من أصل أربع مناطق رئيسية في العالم خلال الربع الأول تضمنت زيادة في المبيعات بلغت 20 بالمئة في أميركا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط· وسجلت مبيعاتها في منطقة آسيا الهادي رقماً قياسياً بلغ 411 ألف سيارة أو ما يمثل زيادة بنسبة 5,8 بالمئة عن الفترة ذاتها من العام الماضي· وقالت مصادر الشركة إنها ستواصل مشروعها لاستثمار مليار دولار كل عام في الصين في إطار توسيع عملياتها وطاقتها الإنتاجية وتطوير التكنولوجيات التي تعتمدها في صناعة السيارات الجديدة· وفي أوروبا، سجلت مبيعات جنرال موتورز زيادة بلغت 3,3 بالمئة عن الفترة الموافقة من العام الماضي إلى 572137 سيارة بسبب النمو السريع المسجل في روسيا· وبلغت مبيعات جنرال موتورز خارج الولايات المتحدة نسبة 64 بالمئة من مبيعاتها العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري· وزادت مبيعاتها خارج سوقها المحلية 8 بالمئة بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي· ويتطابق سلوك جنرال موتورز مع بقية الشركات الصناعية في الولايات المتحدة التي أصبحت تعتمد على الاستثمار الخارجي بسبب ضعف الاقتصاد المحلي· ويذكر أن جنرال موتورز وتويوتا سجلتا تقارباً كبيراً في حجم المبيعات والعوائد والأرباح خلال عام ·2007 وبالرغم من أن تويوتا تفوقت على جنرال موتورز في الربع الأول بمقياس المبيعات، فأن عوائد وأرباح جنرال موتورز كانت أعلى· وبالنسبة لشركة فورد، ثاني أكبر شركة أميركية لصناعة السيارات، فقد فاجأت أوساط صناعة السيارات مؤخراً بالإعلان عن تسجيل أرباح لأول مرة منذ بضع سنوات· وبلغت أرباحها عن الربع الأول من العام الجاري 100 مليون دولار بالرغم من الانخفاض الكبير لمبيعاتها في السوق الأميركية وخاصة في فئة الشاحنات الخفيفة وسيارات الاستخدامات الرياضية الثقيلة ذات الدفع الرباعي· ويبدو للخبراء أن الشركة بدأت تقطف ثمار الإجراءات الإصلاحية التي تبنتها عندما أطلقت حملة تخفيض عدد موظفيها وعمالها· ولقد صرحت مصادرها أنها بصدد إلغاء المزيد من مناصب العمل خلال الأشهر القليلة المقبلة· وعلى المستوى العالمي، يبدو أن شركة فولكس فاجن كانت من بين أكبر الرابحين خلال الربع الأول من العام الجاري حيث قامت بتسليم 1,572 مليون سيارة بزيادة بلغت 7 بالمائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي· أما في منطقة الشرق الأوسط، فقد شهدت فولكس فاجن زيادة كبيرة في حجم المبيعات في عموم المنطقة، بلغت 34 بالمائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي بحسب بيان صحفي للشركة أمس· وقال هانز- ديتر كيلر، المدير الإداري لفولكس فاجن الشرق الأوسط: ''لقد بلغت نسبة مبيعات طراز جيتا أكثر من ضعف ما تم تحقيقه العام الماضي، الشيء الذي ساهم ايجابياً في تحقيق نسبة كبيرة من مبيعات فولكس فاجن في المنطقة· كما حقّق الطراز الجديد من سيارة إيوس الكوبيه المكشوفة، حجم مبيعات جيد للغاية إقليمياً· أما سيارة طوارق، فلا تزال تستهوي العملاء في منطقة الشرق الأوسط، كونها أكثر سيارات فولكس فاجن شعبية في المنطقة''· وتابع كيلر قائلاً: ''نحن على ثقة بأننا سنحقّق أرقام تسليم قياسية جديدة في سنة ،2008 خصوصاً مع الطرح الوشيك للطراز الجديد من سيارة تيجوان ذات الاستخدامات المدمجة والتي ستدخل أسواق الشرق الأوسط في شهر مايو· ونحن على ثقةٍ بأنها ستُساهم في نمو حجم مبيعاتنا لعام 2008 إلى حدٍ كبير''· وعلى المستوى العالمي، لعبت أسواق الصين والبرازيل دوراً مهماً في زيادة حجم المبيعات الذي حقّقته المجموعة في الربع الأوّل من العام الجاري· وفي الصين، باعت 268,204 سيارة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري· أما في البرازيل، ثالث أكبر سوق للمجموعة، فقد ارتفعت المبيعات إلى 147,752 سيارة، بزيادة نسبتها 23,3 بالمائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي· كما توسّعت المجموعة بقوّة في أسواق روسيا والهند، حيث ارتفعت نسبة تسليم السيارات إلى أكثر من 45 بالمائة في الدولتين معاً· وفي روسيا، باعت المجموعة 22,643 سيارة بزيادة قدرها 57,6 بالمائة، وفي الهند، بلغ حجم المبيعات 4,980 سيارة بزيادة قدرها 46,1 بالمائة· أما في سوق السيارات المتراجع في الولايات المتحدة، فقد باعت المجموعة 72,224 سيارة بانخفاض نسبته 0,7 بالمائة· وفي ألمانيا، ارتفعت نسبة تسليم السيارات في الربع الأوّل إلى 2,6 بالمائة ببيع 240,654 سيارة، الشيء الذي رفع حصة المجموعة في سوق السيارات إلى نسبة قياسية بلغت 32,3 بالمائة· وعالمياً، قامت علامة فولكس فاجن بتسليم 920,209 سيارة بزيادة بلغت 8,3 بالمائة· أما في أوروبا الغربية، فقد تم تسليم 771,716 سيارة، وبلغت حصتها في السوق 18,6 بالمائة، أي مماثلة لتلك النسبة التي تم تحقيقها خلال الفترة نفسها من العام الماضي· نقلاً عن ''وول ستريت جورنال'' و''انترناشيونال هيرالد تريبيون''