الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كاتبات ينصحن باتباع الطرق الحديثة في الكتابة للطفل

كاتبات ينصحن باتباع الطرق الحديثة في الكتابة للطفل
23 فبراير 2013 22:39
دبي (الاتحاد) - دعت كاتبات في أدب الطفل يشاركن في مهرجان طيران الإمارات للآداب، الذي ينطلق في الخامس من الشهر المقبل ويستمر حتى التاسع منه، إلى ضرورة مخاطبة الأطفال بأسلوب يتوافق مع طريقة تفكيرهم الحديثة والابتعاد عن النصح المباشر والموعظة من أجل تشجعيهم على قراءة القصص العربية. وفي بيان صحفي وزعته إدارة مهرجان طيران الإمارات للآداب” أمس قالت اللبنانية سحر محفوظ “يفتش الطفل العربي عن القصص الإنجليزية قبل العربية ويستسهلها ويعجب بها، ولكن تفاعل الأهل ووجود المعارض المستمرة في المدارس وصالات العرض وفعاليات القراءة، يمهد الطريق إلى جذب الطفل لإعادة اكتشاف اللغة”. القراءة وأكدت الإماراتية ميثاء الخطيب على أن للأسر “المحبة للقراءة الدور الرئيسي فيما ينقص البيوت العربية تخصيص الوقت المناسب للقراءة يومياً، حيث يفضل الأهل للأطفال استذكار واجباتهم المدرسية بدلاً من قراءة القصص، كما تركز معظم المدارس على علاقة الطالب بكتبه بدلا من قصصه”. وأضافت “يتعلق أطفالنا بالقصص التي تكتب بالأجنبية بسبب الإعلام والمغريات التي تقدمها الدول الأخرى في القصص والألعاب والإلكترونيات وحتى الملابس”. ولاحظت “هناك تنوع في القصص من حيث الأعمار والمواضيع التي نجدها قليلة في عالمنا العربي”. وبينما ترى الكاتبتان اللبنانية منة إبراهيم والأردنية تغريد النجار أن مشكلة القراءة لا تشمل الأطفال العرب فقط، حيث تؤكد منة على “أن نسبة العرب الذين يقرأون لا تتعدى 0.01%، حيث” يفضل العرب الصور والفيديوهات أكثر من الأدب لأنها تستغرق وقتاً أقل في متابعتها، فمشاهدة الفيديو لا تتعدى ثلاث دقائق بينما تستغرق قراءة الكتاب أسبوعاً واحداً، كما تتحدث الصور عن نفسها و ترفه عن مشاهديها ويمكن مشاركتها مع الأصدقاء في الحال”. تشدد النجّار على أن كثيرين يتبنون اللغات الأجنبية في البيت والمدرسة ويهملون لغتهم الأم ويتفاخرون بأن أولادهم لا يتقنون العربية، مما ينعكس على الأطفال الذين يتشبعون بأفكار سلبية من محيطهم عن اللغة العربية حيث يشكون بأنها أصعب وبأنه لا تتوفر كتب مناسبة بالعربية. وفي عصر الهواتف الذكية، يكمن التحدي في تقديم المحتوى الورقي والرقمي المميز لأطفالنا لكي نشدهم إلى الكتاب العربي”. بدورها، رأت الإماراتية نورة النومان أن “الأطفال يقرؤون ما يستهويهم لا ما يستهوي الكبار، ولهذا يجب على الكتاب أن يستمعوا للفئة المستهدفة من أجل فهمها جيداً قبل الكتابة لها في (حوار طرشان) استمر عقوداً”. وخلصت الكاتبات إلى أن السبيل إلى تشجيع الأطفال على القراءة يكمن في ضرورة استخدام الكلمات البسيطة والاقتراب من عقليتهم المتقدمة واحتياجاتهم التفاعلية ومشاركتهم عبر التركيز على ما يريدون مشاركته أو نقله. وقالت منة إبراهيم “أطفال اليوم يتأثرون بالعالم الافتراضي-أي هي البيئة الطبيعية التي اعتادوا عليها ولكن هذا لا يعني أنهم فقدوا حماسهم للعالم الواقعي. يحتاج الكتاب اليوم إلى تكييف أنفسهم مع احتياجات هذا الجيل واتباع أساليب تفاعلية جديدة تستطيع أن تتواصل مع مشاعرهم وواقعهم وعالمهم الافتراضي. كما قالت تغريد النجار “نستطيع أن نشجع الأطفال على قراءة القصص العربية بأن نقدم لهم المحتوى المناسب لأعمارهم وأذواقهم ومن خلال منابر مختلفة، فلا نحاول أن نمشي عكس التيار لأننا سنفشل”. وفي هذا الصدد، توجهت ميثاء الخطيب بالنصيحة إلى “الوالدين بالذهاب مع أطفالهم إلى المكتبة شهرياً لشراء ما يلفت انتباه أبنائهم، وأخذهم إلى معارض الكتاب والمشاركة في المهرجانات وإنهاء يومهم بقراءة القصة وأذكار المساء قبل النوم”. ومع الإقبال المتزايد من المؤلفين العرب على كتابة قصص الأطفال، تنصح الكاتبات المؤلفين بضرورة التعامل جدياً مع أدب الأطفال وتفهم نفسياتهم المتقدمة في ظل التطور المستمر للعالم الافتراضي. مستوى اللغة وقالت نورة النومان “على الكاتب تحديد الفئة العمرية ومستوى اللغة العربية المناسب لها، ولا داعي لاستخدام كلمات صعبة ونادرة من باب التشدق بالمعرفة. السجع أيضاً يحبب الأطفال في النص ويجعله يعود للقصة مراراً وتكراراً، ويمكن إنهاء القصة بالتشويق بدلاً من الموعظة، ولنترك للطفل استنتاج الدروس”. وفي الوقت الذي أكدت فيه منة إبراهيم على “تواجد ما نسبته 2% فقط من المحتوى العربي على الإنترنت”، رأت أنه “يتعين علينا مواجهة أنفسنا بحقيقة أطفالنا الرقميين، فقد نشأوا في بيئة رقمية تفاعلية شفافة، ونحن بحاجة إلى مفكرين منفتحين وإلى كتاب أكثر جدية في تعاملهم مع أدب الأطفال وأكثر فهماً لنفسياتهم المتقدمة، إلى جانب المحتوى الذي يريدونه في هذا العالم الافتراضي”. من جهتها دعت تغريد النجار المؤلفين إلى “أن يتفاعلوا مع قرّائهم فلا يحولوا أدب الأطفال إلى منهج دراسي مستهلك، على أن تدخل العبر في نسيج القصة بشكل تلقائي”. أما سحر محفوظ فأكدت على “ضرورة اطلاع الكاتب على القصص في الأسواق والإنترنت لكي لا يكرر فكرته مع الاعتماد على عنصري التشويق والحسّ الفكاهي، وترك مساحة ولو صغيرة لخيال الطفل خلال القصة، والبعد عن النهايات الحتمية والحادة”. يشار إلى أن كاتبات قصص الأطفال سحر محفوظ ومنة إبراهيم ونورة النومان وميثاء الخطيب وتغريد النجار، سوف يشاركن في جلسات مهرجان طيران الامارات للآداب حيث من المقرر أن يناقشن موضوعات تتعلق بالكتابة للأطفال واللغة العربية والقصص الإسلامية ومتعة اللعب بالعرائس مع الأطفال والآباء عبر الموسيقى والكلمات والقوافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©