الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الشمبانزي يتبنى أيتام القردة في غابات غرب إفريقيا

5 ابريل 2010 20:53
ذكر فريق من الباحثين الألمان أن قردة الشمبانزي التي تعيش في غابات غرب إفريقيا تتعاطف مع صغار الشمبانزي الأيتام وتتبناها، الأمر الذي يعكس إظهارا جليا لمشاعر الإيثار وحب الغير. وكان افترض في الأعوام الأخيرة أن إظهار مشاعر الإيثار القوية تجاه أعضاء غرباء لا ينتمون إلى المجموعة هي سمة تنفرد بها المجتمعات البشرية، الافتراض الذي دعمته دراسات تجريبية أجريت على قردة شمبانزي تعيش في الأسر. غير أن فريقا من الباحثين بقسم علم الرئيسيات في معهد ماكس بلانك لعلوم الإنسان والتطور بمدينة لايبزج الألمانية يكشف حاليا عن 18 حالة قامت فيها مجموعة من قردة الشمبانزي بحديقة “تاي” الوطنية في غرب إفريقيا بتبني صغار أيتام من تلك القردة، حيث تبنت قردة ذكور نصف هؤلاء الأيتام، فيما لوحظ أن واحدا فقط من هؤلاء الذكور هو أب لأحد الصغار. ويستمر هذا التبني من جانب القرد البالغ لأعوام ويتضمن رعاية شاملة للشمبانزي اليتيم. وتشير هذه الملاحظـات أنه في ظل الظروف البيئية الاجتماعيـة الملائمـة، تقوم حيوانات الشمبانزي برعاية قردة غرباء من غير مجموعاتها. وأن مشاعر الإيثار وحـب الغير أكثر انتشارا بين الحيـوانات التي تعيش في البرية ما أظهرته الدراسـات التي أجريت على القردة التي تعيش في الأسر. وكتب علماء في الموقع الإلكتروني لمجلة “بلوس وان” العلمية أن “تبني أيتام من جانب ذكور بالغين شكل إسهاما مهما يعود بالنفع على الصغار. حيث شوهد الذكور وهم يتقاسمون معهم الطعام ويعملون على خدمتهم ودعمهم أثناء الصراعات الاجتماعية”. ونضج اثنان من صغار القردة اللذين تبناهما الذكر المسيطر في مجموعة من قردة الشمبانزي بعد تبنيهما، دون أن يبدو عليهما تأخر في النمو الجسماني الذي يظهر عادة على القردة اليتيمة. وقال باحثون إنه لذلك فإن تلك القردة تنتفع كثيرا من هذا الإسهام. ولوحظ أن كافة الذكور البالغين من مجموعة أخرى تبنوا أيتاما صغار قد خطوا خطوة إضافية للأمام من خلال مساعدة الصغار الرضع وحملهم أثناء التنقل لعدة أشهر. ونظرا لأن قردة شمبانزي متنزه “تاي” الوطني تسير ما يقرب من ثمانية كيلومترات يوميا في المتوسط، فإن ذلك يمثل إسهاما كبيرا يعود بالنفع على الصغار. كما شوهد بعض الذكور وهم يتقاسمون قردة الشمبانزي الصغار في مآويهم ليلا. وكتب العلماء الألمان أن “فريدي ، الذكر الثالث في مجموعة “ايست جروب” تبنى فيكتور ابن فانيسا، التي توفيت إثر إصابتها بالجمرة الخبيثة في ديسمبر 2008 ، وتقاسـم معـه مــأواه كــل ليلة، وحمله على ظهـره في كافـة الرحلات الطويلة، وتقاسم معه جوز الكولا الذي كسره، من ديسمبر 2008 إلى يوليو 2009”. واختتم الباحثون قولهم بأن “تبني الذكور البالغين للأيتام، الذين غالبا ما يكونون من غير ذريتهم، يظهر بوضوح أن قردة الشمبانزي رقيقة الشعور تميل إلى رعاية قردة غرباء لا تنتمي إلى مجموعاتها، على عكس النتائج الهائلة التي جرى التوصل إليها في السابق”.
المصدر: لايبزج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©