الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احذر «تعكر» المزاج

23 فبراير 2013 20:17
لا أعرف إن كان تقلب و»تعكر» المزاج سبباً أم عرضاً؟ مؤكداً أن الإجابة المنطقية تجزم بأن الإنسان «يتعكر» مزاجه عندما يكون هناك سبب لذلك، لكن في كثير من الأحيان تبقى الأسباب كامنة وغير واضحة تماماً. فالحالة المزاجية قد تتغير فجأة دون معرفة الأسباب، ويفسر الطب النفساني هذه الحالة بما يعرف بـ «اضطراب المزاج»، وهذا معناه أن هناك خللاً في الوضع العاطفي، حيث يشعر الإنسان بعواطف غير ملائمة للظروف أو للأحداث المرافقة، وينعكس هذا التغير على السلوك وعلى التعامل مع الناس، وحتى على تعامل الإنسان مع نفسه. فإذا كان المزاج كئيباً فكل شيء نراه حزيناً وقاتماً، وإذا كان المزاج «منبسطاً» وفرحاً، فكل شيء نراه جميلاً ومشرقاً. اضطراب المزاج بوجه عام، حالة نفسانية تصنف مرضاً، وتتميز بتناوب فترات من الكآبة، مع فترات من الابتهاج الوقتي غير الطبيعي التي تختلف عن الشعور بالابتهاج الطبيعي، كونها تؤدي بالشخص للقيام بأعمال طائشة أوغير مسؤولة أو خطيرة في بعض الأحيان. ويعرف أن الأشخاص المبدعين وأصحاب المهن والأعمال العقلية والفكرية الإبداعية، مثل الفنانين والعلماء، أكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب. واضطرابات المزاج تصيب الناس في جميع الأعمار، وتحتل حالات الاكتئاب مقدمة هذه الاضطرابات، كما أنها تصيب النساء أكثر من الرجال نتيجة التغيرات الهرمونية التي تصاحب طبيعة الأنثى، وأن ذروة الإصابة في هذه الحالات عندهن هي في الأعمار ما بين الثلاثين والأربعين. عادة نرى الذين يفقدون انبساط مزاجهم كأنهم يعانون الاكتئاب، والإحساس بالنرفزة أو العصبية الزائدة وانعدام الاستمتاع بأشياء وأعمال كانت في السابق مركز اهتمام، كما يشعر المريض بالانزعاج من التعامل مع من يحيط به سواء بالعمل أو بالبيت، ويفضل الخلود إلى الوحدة والعزلة، ويجد نفسه متضايقاً من الأضواء أو الصخب أو الازدحام وكثرة الناس من حوله. وعادة يصبح التفكير عنده مشوشاً وغير منتظم، وتغلب عليه طابع السلبية، وانعدام الصواب في اتخاذ القرارات. وتصل شدة المرض أحياناً إلى مرحلة أن الإنسان يكثر من لوم نفسه، ويجلد ذاته على كل خطأ أو فشل أو مشكلة تحصل معه أو تمس عائلته أو تخل بعمله ونجاحه مهما كان بسيطاً. وهناك مستويات مختلفة لاضطراب المزاج، منها حالات خفيفة الشدة أو متوسط الشدة أو الشديدة، وعادة ما يصاحب النوبة الاكتئابية انخفاض في المزاج، وتضطرب القدرة على الاستمتاع والاهتمام بالأشياء والتركيز، ويشيع الشعور بالتعب الشديد حتى بعد أقل مجهود. وعادة ما يكون النوم مضطرباً والشهية للطعام قليلة، وينخفض تقدير الذات والثقة بالنفس، وكثيراً ما توجد بعض الأفكار حول الإحساس بالذنب أو فقدان القيمة حتى في الحالات خفيفة الشدة. وقد يصاحبه ما يسمى بالأعراض الجسدية، مثل فقدان الاهتمام والأحاسيس المبتهجة والاستيقاظ في الصباح ساعات عدة قبل الموعد المعتاد. علينا أن نعود إلى أنفسنا، ونتأمل دواخلنا عند الإحساس بأن مزاجنا يهرب منا، فلا أظن أن هناك من يستطيع أن يسلم من «تعكر» المزاج، لكن علينا أن نتعلم كيف نتعامل معه، وهو ما سنتعرض له لاحقاً. وسلامتك. المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©