لا تدلل طفلك كثيراً

استغرب كثيرا من زوجي الذي لا يكف عن تدليل طفلي الصغير بشكل كبير لدرجة أصبحت أنبهه لكثير من الأخطاء التي يقع بها دون أن يعي، لأن التدليل الكثير يؤدي في النهاية إلى تشويه أخلاقيات الطفل، وجلست مع زوجي لأشرح دور الأسرة التي تعتبر المؤسسة التربوية التي يتعلم فيها الطفل كل شيء، وتتشكل شخصية الطفل في السنوات الخمس الأولى من الأسرة، وتتكون الأساليب التربوية والخاطئة في تربية الطفل إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لإتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات· وقد يتجه الوالدان أو أحدهما إلى اتباع هذا الأسلوب'' الدلع والتدليل'' مع الطفل بسبب أنه الوحيد أو انه جاء بعد أكثر من بنت، أو قسوة الأب، فتشعر الأم هنا تجاه الطفل بالعطف الزائد وتدلل الطفل وتعوضه عما فقده والعكس صحيح· ولاشك أن الاعتدال في المعاملة هو الأفضل فلا إفراط ولا تفريط، فالشيء إن زاد عن حده انقلب ضده فمن نتائج ذلك تربية الطفل على التدليل الزائد تجعله ضعيف الشخصية تافه الاهتمامات، ومن مظاهر الترف الاهتمام الزائد بمظهر الطفل، وتلبية جميع مطالبه· وقديما قال الأجداد : ''ولد الدلع ما يعيش ولو عاش، يعيش قليل صحة'' برغم براءة هذه المقولة لا نعرف إلى أي مدى ممكن أن تكون صحيحة في ظل انعدام الرؤية التربوية الموحدة بين الأم والأب، فهذا يجر الحبل فرى اتجاهه والآخر يمسك به ، وهذا ينهى وذاك يسمح، وهذا يداعب والآخر يعاقب· يا ترى هل التدليل يؤدى إلى أفساد الأبناء، والى أي مدى ؟ وهل الشدة والتدليل سببان لنشوء الشخصية الضعيفة ؟ وما علاج حالة الدلال الزائد؟ حسناء عبدالله