الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتخابات إسرائيل.. استفتاء على نتنياهو!

23 فبراير 2015 02:43
إذا ما فاز في الانتخابات القادمة، سيبدأ رئيس الوزراء الحالي «بنيامين نتنياهو» الولاية الرابعة كرئيس لحكومة إسرائيل، ويكتسب لقب «الملك بيبي». بيد أن هناك منافساً له في الفوز بالمنصب، وهو المحامي «اسحق هيرتزوج»، سليل الأرستقراطية الحاخامية والعسكرية والسياسية. ويعتبر هذا أمرا نادر الحدوث في السياسة الإسرائيلية. فقد أظهرت استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في 17 مارس أن المنافسة أصبحت قريبة للغاية بين المرشحين. وسيشكل فوز «هيرتزوج» انعكاساً مذهلا لمستقبل اليمين المتشدد الصاعد، والذي يرى أعضاؤه أنفسهم كشركاء لنتنياهو حال فوزه. وفي الصور الفوتوغرافية المفبركة والمنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي، بدؤوا في تصوير هيرتزوج مرتدياً غطاء الرأس الفلسطيني. ومن المنتظر أن يواجه الفائز بعلاقة مقطوعة مع البيت الأبيض ورئيس أميركي كالبطة العرجاء، علاوة على قيادة فلسطينية حازمة تدفع باتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد إسرائيل أمام الأمم المتحدة، ومواجهة محتملة مع إيران بسبب طموحاتها النووية. وظاهرياً، يبدو المرشحان مختلفين تماماً. فنتنياهو يتصارع مع أوباما. أما هيرتزوج، فيريد أن يكون هو الرئيس أوباما: فزعيم حزب «العمل» يبني حملته على أساس النسخة الإسرائيلية من «الأمل والتغيير». ويحذر نتنياهو من «الناس الذين يريدون قتلنا»، كما أنه يركز على الملالي الإيرانيين الذين، كما يقول، يشكلون تهديداً وجودياً للدولة العبرية وما وراءها. ومن ناحية أخرى، فإن نتنياهو مستعد للمخاطرة بغضب البيت الأبيض والديمقراطيين لعرض قضيته أمام جلسة مشتركة للكونجرس في 3 مارس. وهو يعتقد أن أي معاهدة تسمح لإيران بأن تحوم حول اندلاع نووي هي «اتفاق سيئ». وعلى الجانب الآخر، يقول هيرتزوج إن كل ما فعله نتنياهو هو أنه أغضب أقرب حيف لإسرائيل، وأن رحلته المزمعة إلى واشنطن، من دون دعوة من أوباما، هي غلطة من شأنها الإضرار بدعم الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإسرائيل، والتي تتلقى مساعدات أميركية ثابة بقيمة 3 مليارات دولار سنوياً، بما في ذلك الأسلحة المتطورة. وفيما يتعلق بإيران، قال هيرتزوج: «إنني على ثقة بأن أوباما سيتوصل لاتفاق جيد». وأضاف: «أوافق أن إيران النووية بالغة الخطورة، وأعتقد أنه يجب منعها، ولن يقبل أي زعيم إسرائيلي بإيران نووية». إن كل الخيارات مطروحة أمامي على الطاولة، بما في ذلك الضربات العسكرية الإسرائيلية. لكن بدلا من العمل ضد أوباما أو مواجهة وزير الخارجية جون كيري، «أود إجراء محادثات جادة وتجديد الثقة التي تعد ضرورية بين الولايات المتحدة وإسرائيل»، كما قال هيرتزوج. كما رفض وصف إيران بأنها تمثل «تجديداً وجودياً»، واكتفى بالقول: «إنها تهديد كبير وهذا يكفي». ويرى النقاد أن السباق هو في الأساس بمثابة استفتاء على نتنياهو. فالحملات والإعلانات مليئة بمحاكاة ساخرة على الإنترنت ولا تمثل شيئاً جوهرياً. وكان الخبر البارز الأسبوع الماضي يدور حول الأموال التي أنفقها نتنياهو وزوجته على تناول الطعام في المطاعم وراتب الخادمة. ولم يجر المرشحان أية مناظرات حتى الآن، ومن غير المرجح أن يقوما بذلك. ولا أحد يشير إلى الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني، كما أن قضية إيران ينظر إليها من ناحية ما إذا كان نتنياهو سيتحدث أمام الكونجرس أم لا وليس ما الذي قد يفعله بشأن إيران. أما أنصار هيرتزوج، فيريدون التغيير، لكنهم قلقون منه. ويريد ناخبو نتنياهو الحفاظ على المسار، حتى وإن لم يكونوا متأكدين إلى أين سيقودهم رئيس الوزراء. ومن الواضح أن الناخبين لديهم شكوك فيما يتعلق بهيرتزوج، الذي تعرفه وسائل الإعلام الإسرائيلية، وكذلك نتنياهو، بأنه رجل لطيف لكنه طفل. وكتب الصحفي «آشر شيشتر»، وهو من مؤيدي هيرتزوج، في صحفية «هاآرتس» قائلا إن «الكثير من الآمال تعقد على كتفيه الصغيرتين». وقارن المرشح بـ«حيوان صغير يستخدم المكر والدهاء لكي يحيا في الغابة». وفي استطلاع للرأي أجرته جامعة تل أبيب للقناة العاشرة الإخبارية في إسرائيل، أيد 44% من الناخبين نتنياهو، بينما حصل هيرتزوج على 36%. ويرى أنصار نتنياهو أنه متغطرس، لكنهم يقولون إنه رجل قوي في منطقة صعبة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الناخبين قد سئموا من نتنياهو، لكن الكثيرين لا يتخيلون مكتب رئيس الوزراء بدونه. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©