الصاروخ الهجين.. صديق للبيئة

أبوظبي (الاتحاد) مجموعة من طلاب جامعة الإمارات جمعتهم الأفكار المبدعة، فاشتركوا في إنجاز مشروع مبتكر يسمى «الصاروخ الهجين»، وهؤلاء الطلاب تخصصوا في مجال الهندسة الميكانيكية، وهم علي الشامسي، أحمد آل علي، أحمد النعيمي وعبدالله البلوشي، وأشرف على مشروعهم العلمي البروفيسور محمد يونس سليم، وقد استغرق العمل بروح الفريق الواحد لمدة عام تقريباً، ويطمح هؤلاء الطلاب إلى تطويره، خصوصاً أنه مشروع تخرج أثبتوا من خلاله كفاءتهم العلمية وطموحاتهم المستقبلية في عالم الابتكار. وقود صلب يقول علي الشامسي «مشروع الصاروخ الهجين هو نتاج عمل دؤوب، إذ يعمل من خلال نوعين من الوقود الأول، وهو عبارة عن الوقود الصلب العضوي المحضر من بقايا بذور نبتة تم استخراج الزيت منها، وبحيث تستخدم في صناعات متعددة والمتبقي من هذه البذور، والذي يعد من المخلفات التي لا يتم الاستفادة منها، يتم طحنه واستخدامه مجدداً كوقود لهذا الصاروخ، لافتاً إلى أن النوع الآخر من الوقود هو الوقود الغازي يتمثل في غاز الأكسجين المضغوط الضروري لعملية الاحتراق». إجراء التجارب ويشير إلى أنه تم العمل والانتهاء من هذا المشروع من خلال فريق عمل مؤلف من مجموعة من طلبة من جامعة الإمارات الذين تخصصوا في مجال الهندسة الميكانيكية، والذين كانوا يحظون بإشراف البروفيسور محمد يونس سليم، مبيناً أن العمل في هذا المشروع قد استغرق فصلين كاملين، وتمثل الأول في إجراء جميع البحوث المتعلقة في هذا المشروع لتكوين الجانب النظري منه، أما الفصل الثاني فقد تم العمل على تطبيق جميع النظريات التي تم جمعها لاستخدامها في الحياة الواقعية من خلال صناعة المجسم الحقيقي للصاروخ الهجين، وإجراء التجارب عليه. قوة دفع ويذكر أحمد النعيمي، أن هذا المشروع يتميز عن غيره بالاستخدام عالي الكفاءة للطاقة البديلة المتمثّلة في الوقود العضوي، ومن ثم توليده لقوة دفع ممتازة وغير متوقعة، فضلاً عن أن الوقود المستخدم هو وقود نقي تماماً مستخرج من البذرة نفسها، ولم يتم خلطه مع أي مواد كيميائية أخرى، أو مشتقات نفطية، وكما هو معلوم عن الوقود العضوي فهو صديق للبيئة، ولا يصدر كمية كبيرة من الانبعاثات الضارة، كتلك المصاحبة لاحتراق الوقود الاحفوري. غاز الأكسجين ويوضح أحمد آل علي، أن طريقة عمل الصاروخ تتم على عدة مراحل، إذ إنه في البداية يتم ضغط مسحوق الوقود العضوي في عدة قوالب باستخدام جهاز الضغط المثبت بجانب الصاروخ، وبعدها يتم فتح فوهة الصاروخ الخلفية وتعبئة خمسة قوالب في الداخل، ومن ثم إغلاق الفوهة بعد الانتهاء من التعبئة، بعد ذلك، يبدأ الاحتراق من خلال تمرير شعلة في فوهة الصاروخ الأمامية، ومن ثم تمرير غاز الأكسجين، وفور انتقال الشعلة إلى كامل منطقة الاحتراق في الصاروخ يتم أخيراً توليد قوة الدفع بشكل تدريجي، ويتم زيادة تدفق غاز الأكسجين إلى داخل الصاروخ لزيادة قوة الدفع.