الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كندا والفلسطينيون

4 يونيو 2009 01:54
كانت الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس السلطة الفلسطينية إلى كندا هذا الأسبوع، محل اهتمام العرب والمسلمين الكنديين ومواطنيهم الكنديين الآخرين المهتمين والمتعاطفين مع المأساة الفلسطينية، وأيضاً مثار اهتمام للصحفيين بالصحف الكندية الكبرى. وقبل قدوم «أبومازن» إلى أوتاوا، وأثناء الزيارة الرسمية، كتب كثير من الصحفيين والكتاب المشهود لهم بالنزاهة والشجاعة حاثين رئيس حكومة «المحافظين» أن ينتهز فرصة زيارة الزعيم الفلسطيني لتحسين العلاقات الكندية مع الفلسطينيين، وأن «يكفر» عن أخطائه المرصودة والمسجلة ضدهم، وليس آخرها أو أولها موقفه الذي استفز مشاعر مواطنيه -وليس العرب والمسلمين وحدهم- عندما قال بفظاظة شديدة، تعليقاً على حرب إسرائيل ضد غزة وأهلها إن العمليات العسكرية، التي كانت محل استنكار العالم، وراح ضحيتها مئات الأطفال والنساء وكبار السن من المدنيين: (إن ذلك أمر محسوب ويساوي «العدوان» اليومي الذي يقوم به الإرهابيون في غزة بالصواريخ على المدنيين الإسرائيليين)! يومها ازداد الاستنكار والاحتجاج الشعبي ضده حتى شمل بعض «عقلاء» المحافظين! وكتب كثيرون يدعون رئيس الوزراء الكندي بأن يلحق بالموقف الدولي، الذي صار مجمعاً عليه في الأمم المتحدة، وحتى داخل الولايات المتحدة، ودعوه إلى أن يتخذ موقفاً عادلا وصارماً ضد أصدقائه الإسرائيليين وبخاصة حكومة نتانياهو، التي ترفض وتصر على استمرار التصعيد من خلال بناء وتشييد المستعمرات في الضفة، وهذا يخالف إجماع المجتمع الدولي، وأن يعلن بصراحة ووضوح أن كندا تؤيد «خريطة الطريق»، التي أصبحت هي المشروع الدولي الوحيد المتفق عليه لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، وقيام الدولة الفلسطينية إلى جانب الدولة اليهودية، بل إن بعض الكتاب والصحفيين اليهود الكنديين حذروا رئيس الوزراء الكندي بـ«بلطف»، وقالوا له إن كندا بهذا الموقف ستعزل نفسها دولياً، وتفقد مصالحها في الشرق الأوسط. وذهب بعضهم إلى القول بأن مثل هذه المواقف يقوي الإرهابيين، ويزيد من التفاف الجماهير الفلسطينية والعربية. «أبومازن» عقد اجتماعاً وحيداً مع رئيس الوزراء الكندي، ولم يشارك الرئيس الكندي في المؤتمر الصحفي، وترك ذلك لوزير خارجيته الذي أدار المفاوضات مع الوفد الفلسطيني. وزير خارجية كندا أجاب على سؤال في المؤتمر الصحفي عن الموقف الكندي باختصار، قائلا (إن كندا كما هو معلوم، تؤيد خريطة الطريق). ولم يهتم بالإجابة على السؤال الأهم، والذي من أجله طلب الفلسطينيون من كندا أن تستعمل نفوذها لدى الصديق والحليف -أي إسرائيل- لإيقاف بناء المستعمرات في الضفة التي قال صائب عريقات إنها كانت وستظل العقبة أمام استئناف وبخاصة المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية. لا سيما أن أوباما ضغط على نتانياهو، وطالبه بوقف بناء المستعمرات، وذلك عندما التقاه قبل زيارة عباس لواشنطن. إذا كانت هذه الزيارات الرسمية يُقاس نجاحها أو فشلها، ففي تقديري أن زيارة «أبومازن» لم تحقق النجاح الذي كان الرئيس الفلسطيني يرجوه في كندا. صحيح أن كندا حددت التزامها باستمرار دعم السلطة مالياً (300 مليون دولار)، وبعض الصحف أفردت مساحات معقولة لزيارة الوفد الفلسطيني، وطالبت رئيس حكومته بأن يعود بكندا لموقفها التاريخي في الصراع العربي- الإسرائيلي وأن يخفف من انحيازه إلى إسرائيل وتأييده للسياسة الإسرائيلية. لكن المرء يشكك كثيراً في أن يتحقق ذلك في عهد حكومة «ستيفن هاربر»، الذي سيقدم له الاتحاد اليهودي- الكندي الأسبوع القادم جائزة مشهورة باسم «سول هايز» اليهودي الكندي في مجال حقوق الإنسان والسلام! عبدالله عبيد حسن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©