الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... ومعركة خلافة «كيم» الأب

كوريا الشمالية... ومعركة خلافة «كيم» الأب
4 يونيو 2009 01:54
نشرت مصادر استخبارية في كوريا الجنوبية أنباء عن اختيار الزعيم الكوري الشمالي، «كيم يونج إيل»، لنجله الثالث والأصغر البالغ من العمر 26 عاماً، «كيم يونج أون»، ليكون خليفة له، ويبدو أن «كيم» الأب في عجلة من أمره لاختيار من سيخلفه على رأس البلاد بعد تنامي الأسئلة حول الفترة المتبقية له في الحكم بالنظر إلى الجلطة الدماغية التي تعرض لها في شهر أغسطس الماضي، فضلا عن أمراض أخرى يعاني منها. وعلى رغم عدم صدور أية إشارة من كوريا الشمالية تلمح إلى مسألة الخلافة التي تشغل اهتمام القيادة، إلا أن العديد من المراقبين يعتقدون أن التجربة النووية الأخيرة وإطلاق الصواريخ الباليستية، يراد بهما إثبات قوة موقف «كيم» الأب بغض النظر عن ضعفه الجسدي، بل أكثر من ذلك تشير معلومات أخرى إلى أن كوريا الشمالية بصدد نقل صاروخ بعيد المدى إلى موقع في الساحل الغربي لإجراء تجربة شبيهة بأخرى قامت بها «بيونج يانج» على ساحلها الشرقي في 25 من شهر أبريل الماضي. ويؤكد هذا الطرح «نيكولاس إيبرشتاد»، الباحث في معهد «أميركان إنتربرايز» بواشنطن قائلا: «إن الخلفية التي تؤطر مشهد التجربة النووية وإطلاق الصواريخ هي وجود قائد يحتضر دون أن يتوفر من يخلفه»، مضيفاً أن هذا القائد «يريد لكل المرشحين أن يصطفوا وراءه في صف طويل». لكن مع ذلك يشكك المحللون في طبيعة التقارير التي تناقلتها وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية حول اختيار «كيم يونج إيل» لابنه الأصغر لخلافته، إذ مع أنه يُعتقد أنه أفضل من أخويه الآخرين، إلا أن افتقاره للتجربة يثير العديد من الأسئلة حول الممسك الحقيقي بمقاليد الأمور. فـ«كيم ينوج أون» الذي قالت التقارير إنه الزعيم القادم لكوريا الشمالية ليس ضمن نخبة حزب العمال الحاكم، كما أنه ليس عضواً في جمعية الشعب العليا وهي الهيئة التشريعية التي تمرر جميع القرارات التي يتخذهـــا «كيم» الأب دون مناقشــــة، بــــل إنـــه ليس حتى عضواً في لجنة الدفاع الوطني التي تحظى بسلطات واسعة، وإن كان قد مُنح مؤخراً لقب «مفتش» للقوات المسلحة، وهو يتولى بالإضافة إلى ذلك منصباً حكومياً ثانوياً. ومع ذلك تعطي وسائل الإعلام في سيئول الكثير من المصداقية للموجز الذي قدمه جهاز الاستخبارات الوطنية لأعضاء في الجمعية الوطنية بكوريا الجنوبية ينتمون إلى حزب المعارضة عادة ما ينتقدون الأداء الحكومي، بحيث نقلت أغلب الصحف الرئيسية تكهنات حول مسألة الخلافة في كوريا الشمالية دون أن تؤكدها رسمياً مصادر حكومية في سيئول. فحسب إحدى الصحف واسعة الانتشار في كوريا الجنوبية فقد «تم تعيين خليفة لكيم يونج إيل، ونُقل القرار إلى حزب العمال الحاكم الذي مرره بدوره إلى قيادات الجيش، وذلك بعد التجربة النووية في الأسبوع الماضي»، وتضيف الصحيفة أن كبار القادة في كوريا الشمالية اطلعوا مبكراً على القرار قبل أن يصل إلى مسؤولين في المراتب الوسطى. وفي هذا السياق أيضاً أفاد «بارك جي وان» وهو مساعد لـ«كيم داي يونج» الرئيس السابق لكوريا الجنوبية الذي أطلق سياسة «الشمس المشرقة» الموجهة للتصالح مع كوريا الشمالية، أن مسؤولين في جهاز الاستخبارات الوطنية أطلعوه على أن مسؤولين في بيونج يانج «يقدمون حالياً فروض الطاعة والولاء» لـ«كيم يونج أون»، النجل الأصغر للقائد الحالي. ويذكر أن «بارك جي وان» العضو الحالي في الجمعية الوطنية سبق أن ساهم في تنظيم القمة الثنائية التي جمعت الرئيس الكوري الجنوبي السابق، «كيم داي يونج»، مع «كيم يونج إيل» في بيونج يانج خلال عام 2000. بيد أن التودد الذي يعامل به «كيم يونج أون» من قبل المسؤولين في كوريا الشمالية، لاسيما في ظل إشاعات تفيد بتحضير أغانٍ تمجده على غرار والده تصيب المراقبين بالكثير من الحيرة بالنظر إلى تربيته في مدرسة «بيرن» في سويسرا حيث تعلم الإنجليزية والفرنسية والألمانية، كما أنه أحد المولعين بالبطولة الوطنية لكرة السلة في الولايات المتحدة، ولا يوجد في حياته ما يؤهله لمنصب قيادي عدا حب والده. ويبدو أن انشغال «كيم يونج إيل» بمشاكله الصحية هو العامل الأساسي وراء اهتمامه بمن يخلفه وإقدامه على خطواته العسكرية الأخيرة. لكن مع ذلك يتساءل «كيم تاو»، الباحث البارز في المعهد الكوري للدفاع، عما إذا كانت التقارير التي تتحدث عن صعود «كيم يونج أون» سابقة لأوانها، وعن ذلك يقول: «صراحة لا أثق بتلك التقارير حتى لو كان كيم يونج أون الابن المفضل لدى والده». غير أنه بالمقارنة مع أخويه الآخرين يبدو الأوفر حظاً، فأخوه الأكبر «كيم يونج نام» البالغ من العمر 38 عاماً، عدا مآخذ أخلاقية عليه، تلطخت أيضاً صورته عندما اعتقل في أحد المطارات اليابانية قبل ثماني سنوات وهو يحاول دخول البلاد بجواز سفر مزور. وأما الأخ الأوسط، «كيم يونج شول» فقد تم استبعاده من قبل والده لعدم صلابته. ويعتقد «بروس كلينجر»، الباحث البارز في مؤسسة «هيريتيج» بواشنطن أن «علينا التعامل مع كل تلك الروايات عن خلافة «كيم يونج إيل» بحذر، لأنه مهما كان الشخص الذي سيخلفه فلن تخرج القيادة، في نهاية المطاف، عن إطار جماعي». دونالد كيرك - كوريا الجنوبية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©