الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فوائد التشجير

2 مارس 2014 22:36
لا ترتبط عملية التشجير في الإمارات بموعد أسبوع التشجير، لأن الزراعة والتشجير عملية مستمرة طوال العام، وحسب الموسم الزراعي للأصناف، وقد شهدت دولة الإمارات في السنوات الماضية زيادة ملحوظة في مساحة المسطحات، وفي الأحزمة الخضراء في المناطق الحضرية، على الرغم من كل الظروف الطبيعية غير المواتية كنقص المياه ونوعية التربة وارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما أكد عليه وزير البيئة والمياه في كلمته بمناسبة التشجير، حيث قال إن السياسة الزراعية الجديدة، هي اتجاه تنتهجه الدولة بناء على توجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وقد أثبتت قدرتها على تجاوز تلك الظروف، من خلال التركيز على الاهتمام بالنظم الزراعية المقتصدة للمياه، وزراعة الأصناف الملائمة لنوعية التربة والمناخ، والتوسع في استخدام نظم الري الحديثة وفي استخدام المياه المعالجة في الري. ولا شك أن من أكبر التحديات التي تواجهنا كبشر على كوكب الأرض، قضية الاحتباس الحراري، والارتفاع التدريجي في درجة حرارة الأرض، مما يؤدي إلى تحديات أخرى تواجه الإنسان ومنها تبخر المياه، فكيف نصل إلى نجاح المعادلة؟، نحن نريد أن نواجه الاحتباس بالزراعة لأن الأشجار تعمل على تحسين الهواء، وفي ذات الوقت تلك العملية الزراعية بحاجة لمياه، ولكن تلك المياه في مختلف أرجاء العالم بشكل عام تتبخر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ولهذا نتسابق من ضمن دول العالم على إيجاد تقنيات جديدة، نتغلب بها على شح المياه وعلى تملح المياه والتربة نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، وللحد من هذه الظاهرة فقد أعلن عن بروتوكول «كيوتو» الذي جاء لمواجهة خطر الاحتباس الحراري، بفرض قيد على الصناعات التي تساعد على زيادة الاحتباس الحراري، والعمل على إيجاد بدائل أخرى تعتبر صديقة للبيئة. يلعب الغطاء النباتي دوراً مهماً في التوازن البيئي الطبيعي، بتنظيمه لكمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتثبت التجارب المعملية أنه إذا ازداد تركيز ثاني أكسيد الكربون، فإن الحجم الخضري للنبات يزداد، أي أن مساحة الأوراق وأعدادها تزداد، وهذا يعني أن زيادة ثاني أكسيد الكربون تؤدي إلى زيادة المساحة الخضراء على سطح الأرض، مما يزيد امتصاص هذا الغاز المهم للنبات من الجو، ويحسن من المناخ في أي مكان، وبذلك عندما نزرع ونزيد من عمليات التشجير، فإننا بذلك نكون من الدول المساهمة في التغلب على الاحتباس الحراري العالمي. إن الماء من أهم عناصر الحياة، ولذلك فإننا في حال التشجير علينا أن نبحث دوما عن تلك البدائل التي تستخدم للري، ومنها أن نلجأ لزراعة أشجارنا المحلية، التي طالما تحدثنا عنها كبديل مستدام، لأنها لا تحتاج للري الكثير أو المنتظم، والدليل أن هناك آلاف الأشجار توجد في مختلف الإمارات، في أماكن لا تصل لها اليد البشرية لأجل أن ترويها، وهي تعيش معتمدة على الرطوبة في التربة وعلى ما تجود به السماء من أمطار، قد تكون تلك الأمطار شحيحة في الكثير من المواسم، ومن تلك الأشجار السدر والسمر والنيم والغاف.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©