عباس: مأزق صعب جداً إذا انتهى عهد بوش دون اتفاق

حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس، من امكانية الوصول الى ''مأزق صعب جدا'' اذا انتهت ولاية الرئيس الاميركي جورج بوش في يناير 2009 من دون التوصل الى اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين· وفي الوقت نفسه، عزا نبيل شعث ممثل الرئيس عباس، تفجر الاوضاع في المنطقة الى السياسة الخارجية الاميركية، وهاجم توني بلير ممثل اللجنة الرباعية الدولية في الشرق الاوسط، ووصفه بأنه ''رجل مشغول لم ينجز شيئا'' وقال ان اسرائيل تريد تجسيد انقسام الاراضي الفلسطينية· ومن المقرر أن يلتقي عباس الرئيس المصري حسني مبارك اليوم في شرم الشيخ، وقال في حديث لوكالة ''فرانس برس'' على متن الطائرة التي أقلته من واشنطن في توقف في جلاسكو باسكتلندا: ''اذا انتهى عهد بوش دون اتفاق نكون وصلنا الى مأزق صعب جدا، وعلينا نحن الفلسطينيين، ان نتدارس الخطوة القادمة''· واضاف ان الرئيس بوش الذي استقبله الخميس الماضي في البيت الابيض ''يدرك تماما ويعرف ان الفترة الباقية قصيرة، لكن لديه الأمل بأنه يمكن ان يحقق شيئا''· وتابع عباس ''بهذه الحماسة والقناعة من قبله، نشعر بأن هناك فرصة يجب أن نستغلها''· ودعا الرئيس الفلسطيني الولايات المتحدة الى استخدام ''ثقلها في تطبيق ''خريطة الطريق'' وتطبيق رؤية بوش للدولتين''· وأكد عباس ان محادثاته مع الرئيس بوش كانت ''معمقة جدا وواضحة جدا (···) وبوش كان واضحا، لذلك لا نستطيع ان نتحدث عن فشل إطلاقا''· وأكد عباس ''نحن نطرح المواقف كلها بشكل واضح، لكن المسافات بيننا وبين الاسرائيليين ما زالت بعيدة''· واضاف ان ''كل المواضيع صعبة، وهناك عقبات اساسية، وشرحناها للرئيس بوش في ثلاث نقاط هي: استمرار الاستيطان والحواجز الاسرائيلية ومسألة الحدود، حيث شددنا ان حدود 1967 يجب ان تكون هي حدود الدولة الفلسطينية''· وأكد عباس أنه لا يستبعد ''مبدأ تبادل الأراضي في حدود خفيفة في الحدود على الجانبين''، لكنه قال إن ''هذه النسبة يجب أن تكون في أضيق نطاق''· كما أكد عباس أنه سيلتقي بوش مجددا في 17 مايو المقبل في شرم الشيخ (مصر) موضحا انه لا يعرف من هم القادة الآخرون الذين سيشاركون في الاجتماع· وقال ''هذا يعود الى الدولة المضيفة (مصر) هي تقرر من سيشارك أيضا''· ومن جانب آخر، عزا نبيل شعث ممثل الرئيس عباس، تفجر الاوضاع في المنطقة، الى السياسة الخارجية الاميركية، وقال في مقــابلة مع وكــالة الانباء الالمانيــة (د ب أ) في مكتبه في القاهرة ''إن هناك خطة تفجير سمتها (وزيرة الخارجية الاميركية) كوندوليزا رايس ''الفوضى الخلاقة'' وسمتها ''الشرق الاوسط الكبير'' و''الديموقراطية'' وأسماء متعددة·· هناك استراتيجية اميركية بدأت بعد هجمات 11 سبتمبر'' وأوضح أن ''هذه الاستراتيجية تتكون من شقين: الأول استخدام أقصى قدر من القوة العسكرية من اجل تحقيق أهدافك الاقتصادية والسياسية، بل أحيانا استخدام القوة المفرطة، كان هو الاسلوب الوحيد في التعامل السياسي مع الشرق الاوسط· والثاني: غيِّر المنطقة بتفجير تناقضاتها وبخلق قوى جديدة تسير على ما تريد''· وتابع شعث: ''طبعا، خلق قوى جديدة بينما لا يزال لدى الناس مشاعر قومية ووطنية، فهذا يعني حربا أهلية·· ليس لدى الشعب الفلسطيني فحسب، وإنما لدى الشعب العراقي، والشعب اللبناني، والشعب السوداني، والشعب الصومالي، والشعب اليمني، حصلت تفجيرات داخلهم، وهذه التفجيرات ندفع ثمنها جميعا· وهذا لا ينفي مسؤوليتنا بضرورة التصدي لذلك''·