الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

دبلوماسية «دوتيرتي».. غير المتحفظة

30 مارس 2017 01:03
تمكن الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي بفعالية من الحصول على التمويلات لصالح بلاده، منذ فوزه بالرئاسة الصيف الماضي. فقد حصل على 24 مليار دولار في صفقات مع الصين، ومليارات أخرى من اليابان، بالإضافة إلى عشرات الملايين من الدولارات التي ترسلها الولايات المتحدة كل عام في صورة مساعدات عسكرية وتنموية. والواقع أنه بعد مرور ثمانية أشهر من فترة ولايته، وبعد أن أصبح دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة وأصبحت الشؤون الآسيوية في صدارة الاهتمام، آتت دبلوماسية دوتيرتي غير المتحفظة، وحديثه الذي لا يتوقف عن «قتل المجرمين» أكلها، وعززت شعبيته في الداخل! ويتودد أصدقاء جدد للرئيس الفلبيني مثل الصين التي أرسلت في الأيام القليلة الماضية نائب رئيس الوزراء إلى الفلبين، وروسيا التي أرسلت في الآونة الأخيرة أيضاً سفينتين حربيتين إلى مانيلا في زيارة يبدو أن هدفها إظهار حسن النوايا. وكلا البلدين يعتبر دوتيرتي حليفاً ضد الطموحات الآسيوية للجيش الأميركي. والشريكان القديمان، الولايات المتحدة واليابان، قد يزعجهما خطاب دوتيرتي وسجله في حقوق الإنسان، ولكنهما أيضاً مستعدان لتخفيف انتقاداتهما لأنهما يحتاجان إلى مساعدته في مواجهة مطالبة الصين بحقها في السيادة على معظم بحر الصين الجنوبي. ودوتيرتي سعيد فيما يبدو بمغازلة عدة أطراف وبمراوحته بين شدة اللهجة ومعسول الكلام والتراجع بحسب الحاجة. وكان دوتيرتي الذي شغل منصب رئيس بلدية مانيلا لفترة طويلة قد وعد أثناء حملته الانتخابية بسياسة خارجية فلبينية «مستقلة» متعهداً بالتصدي للأميركيين، والحصول على المال من الأطراف الدولية الأخرى. ويعتقد هيرمان كرافت، الباحث في العلوم السياسية في جامعة الفلبين، أن سياسة دوتيرتي الخارجية ليست إلا تعاطياً قصير الأمد. ودوتيرتي يروقه الاستعراض. فقد تحدث بلهجة شديدة عن الرئيس الأميركي في ذلك الوقت باراك أوباما، ثم تحدث أيضاً عن العثور على «أفضل الأصدقاء» الجدد في موسكو وبكين. ومن جهتها وجدت الصين في دوتيرتي فرصة لكسب ود حليف أميركي أساسي، ودعته إلى العاصمة الصينية حيث وقع هناك على صفقات بمليارات الدولارات. وشكر دوتيرتي مضيفيه بمهاجمة الولايات المتحدة. ولم يمر شهر على كلمته في بكين، حتى جعله فوز ترامب بالرئاسة يردد نغمة مختلفة. ومن ثم أعلن أن الفلبين والولايات المتحدة يمكنهما الآن نبذ الخصام في تحول سمح له بمساحه للتواصل بهدوء مع الولايات المتحدة. وبينما كان ترامب يستعد للتنصيب، ذهب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، حليف الولايات المتحدة، إلى منزل دوتيرتي في جنوب الفلبين، وأعلن تقديم مساعدات للفلبين تبلغ 8,7 مليار دولار. ويتشكك خبراء أجانب وفلبينيون بشأن ما إذا كانت الصين وروسيا ستتحقق وعودهما ويستمر معها تدفق المال. ويعتقد خوسيه كويسيا، الذي كان سفير الفلبين في الولايات المتحدة حتى يونيو الماضي، أن الصين في نهاية المطاف ستتحرك في بحر الصين الجنوبي، وهو ما يعتبره الفلبينيون أمراً غير مقبول. وحين يحدث هذا سيكون من الصعب على دوتيرتي فعل ما يروق للصين التي ستتراجع عن تعهداتها حينها. وبدوره يعتقد إيلين بافيرا، الخبير في شؤون الصين في المركز الآسيوي بجامعة الفلبين، أن دوتيرتي سيجمع فيما يبدو أكبر عدد ممكن من المستثمرين والحلفاء في الوقت الحالي، «لأنه بسبب ترامب تريد معظم الدول التحوط في رهاناتها والتمتع بأكبر قدر ممكن من المرونة... وفي الوقت الحالي، تبدو الصين شريكاً أكثر استقراراً من الولايات المتحدة». * كاتبة صحفية ومراسلة في بكين ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©