السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مذكرات البنات صندوق الأسرار

مذكرات البنات صندوق الأسرار
26 ابريل 2008 22:18
عندما كنا صغيرات السن، لم يكن السر هو اتفاق نعقده في مكان بعيد عن أعين وآذان الكبار، بل نتعاهد بالعهد الطفولي البريء أننا لن نبوح بالسر مهما حدث! لكن فتيات اليوم لهن طرق مختلفة في إخفاء السر، فالمذكرة هي ''صندوق الأسرار'' الذي يحفظ كل شاردة وواردة وصغيرة وكبيرة، فيكتبن أهم الوقائع والأحداث اليومية وكل ما يجول بخاطرهن من مشاعر دفينة بلا خوف أو تردد· من يتصفح مذكرات المراهقات اليوم، يجدها مليئة بتفاصيل قد يثير بعضها المشاكل ويحول حياتها إلى جحيم، إذا ما وقعت المذكرات في أيدي الأمهات، ومع ذلك تغامر الفتاة بتدوين المذكرات حتى لا تضيع من ذاكرتها تلك اللحظات الحلوة والنادرة التي تمر بها، فهي تريد الإمساك بالأحلام، لتكون قادرة على استعادة هذه اللحظات بحلوها ومرها· الأسرار البريئة حاولنا الاقتراب أكثر من عالم مذكراتهن لمعرفة حدود الخصوصية التي تتمتع بها كل بنت، وحاولنا الاطلاع على بعض دفاتر المذكرات، وأهم ما كتب فيها، ثم استمعنا لبعض الآراء في حدود الفضفضة وإخفاء الأسرار· تقول نجلاء أحمد- طالبة جامعية: ''كنت أسخر من زميلاتي ونحن في المرحلة الثانوية، لأن معظمهن يكتبن مذكرات عن أهم الأحداث، وكنت أقول إنني لا أنسى شيئاً، فلماذا أدوّن؟ كما أن حياتي عادية جداً ليس فيها ما يستحق التسجيل، ولن أحرص على كتابة المذكرات''· تضيف: ''تغير موقفي عندما التحقت بالجامعة وأعجبت بكل تقدير وصفاء بأحد أساتذتي، عندئذ شعرت لأول مرة بالرغبة في تسجيل مشاعري على الورق، ووجدت نفسي أحدثه من خلال المذكرات وأبوح بما لا أجرؤ على قوله في الواقع، حتى أن بعض صديقاتي لم يصدقن أن معظم ما كتبته مجرد خيال''· على الرغم من الأسلوب الجميل الذي تكتب به نجلاء، فهي تؤكد أنها ''لا تخفي مذكراتها، بل تضعها في أحد أدراج مكتبها المفتوح''· رموز خاصة ثمة أسلوب آخر لجأت إليه سارة أحمد البلوشي- طالبة ثانوية في كتابة مذكراتها، إذ تقول: ''أستعين بدفتر خاص لكتابة المذكرات، وأكتفي بعبارات مقتضبة وموجزة على الغلاف الداخلي للكتاب الذي أقرأه، ولا أخشى من اطلاع أحد على ما أكتبه، فمن النادر أن يتفحص والداي كتبي الخاصة، خصوصاً أن معظمها كتب دراسية، فمذكراتي حين كنت في الإعدادية مدونة على باطن أغلفة الكتب المدرسية، أما إذا حدث ووقعت المذكرات في يد أحدهم فالأمر ليس خطيراً، لأنني عادة أكتفي بكتابة رموز وكلمات خاصة بي يصعب على غيري فهم مغزاها''· بينما تقول سعاد النعيمي- طالبة جامعية بقسم الإعلام: ''حين أختار شراء دفاتر خصيصاً لغرض تدوين مذكراتي، أقول في نفسي ليتني أختار صديقاتي كهذه الدفاتر، لكن مقابل ذلك أعتقد أن المذكرات لا تعني دائماً أنها أسرار عاطفية، فمذكراتي مليئة بالمعلومات، حيث اعتدت تدوين المعلومات المهمة منذ كنت في المرحلة الإعدادية، ومن أهم المواقف التي لازالت أذكرها أنه في أحد المرات منعتني والدتي من الذهاب إلى صديقتي وبدون سبب مقنع، فلم أناقشها بل توجهت إلى ''المذكرة'' وسجلت فيها كل ما بنفسي حتى دموعي شاركتني الكتابة''· تفريغ على الورق قد تضم المذكرات بعض الأسرار الحزينة التي تحاول صاحبتها عدم البوح بها لأحد إلا لهذه الوريقات الملونة في دفاترها، وهذا ما تحاول أن تقوله نوال جاسم السويدي حيث تكتب ما تشعر به عندما تكون في قمة الحزن والإحباط الشديد تقول: ''أرى الكتابة في تلك المذكرات تتصف غالباً بالصدق ومصارحة الذات، باعتبارها عملية تفريغ على الورق لما يجول في خواطرنا من أحاسيس وأفكار ورفض وقبول، وأجدها أحياناً إحدى وسائل الهروب من الواقع''· ولا تختلف منيرة علي الجاسم عن نوال حيث تقول: ''إن كتابة المذكرات تعد وسيلة للتعبير عما يجول في نفس الشخص من مشاعر حب ومودة وأفكار واعترافات أخرى متنوعة، فمنذ المرحلة الإعدادية وحتى الآن لازلت مولعة بكتابة كل ما يمر بي من أحداث جميلة أو مواقف محزنة، وعادة مع كل موقف يحدث معي أجدني تلقائياً أمسك بالقلم وأخط ما أشعر به حتى أن الذي يحاول قراءة مذكراتي سيعرف قصة حياتي بلاشك! لذلك أعتقد أن كتابة المذكرات بمثابة نقل لأحداث حياتي، وتعتبر راحة نفسية لذاتي''· بينما تشير عالية الشريف- موظفة، بقولها: ''إن الهدف من كتابتي المذكرات هو الرجوع إليها وقراءتها خلال فترة معينة من حياتي، فعندما أشعر بالملل والضيق والوحدة أقوم بمراجعة ما كتبته أو تذكر موقفاً معيناً قد نسيته، وأعتبر المذكرة صديقة وحدتي لأتسلى بها وأتعلم من الماضي ما يفيدني في الحاضر والمستقبل''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©