الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رياضيو دارفور: لن نضيع فرصة بكين

رياضيو دارفور: لن نضيع فرصة بكين
26 ابريل 2008 02:42
ينتمي العدّاء السوداني ''إسماعيل أحمد إسماعيل'' إلى قبيلة الفور بإقليم ''دارفور''، وهي كبرى قبائل الإقليم التي تعتمد حياتها على حرفة الزراعة، وأكثرها معاناة من المذابح التي ارتكبتها ميليشيات ''الجنجويد'' ذات الانتماء العربي بحق المجموعات الأفريقية في الإقليم، بل يعد إسماعيل نفسه أحد ضحايا غارات ''الجنجويد'' الغاشمة على أهله الفور، وإلى جانبه يقف العدّاء ''أبوبكر كاكي خميس'' وهو ينتمي إلى إحدى القبائل العربية الضالعة في الأعمال العدوانية لميليشيات ''الجنجويد''، لكنهما وما أن ينضما معاً إلى بقية أعضاء فريق ألعاب القوى السوداني، حتى يتحولا إلى زميلين رياضيين يقتسمان السكن والطعام والملعب وكل شيء، وعلى حد قول ''إسماعيل لي'': ''فنحن لا ننظر إلى الأولمبياد من منظور ''الفور'' و''العرب'' لأن هذا الأمر ليس مهماً هنا، ويعتبر العداءان أكبر أمل للسودان في حصد الميداليات في سباقات الجري في منافسات أولمبياد بكين المتوقعة في شهر أغسطس المقبل· غير أن الضغوط تواصل تصاعدها عليهما على أمل إقناعهما بمقاطعة الأولمبياد والامتناع عن المشاركة فيها، من قبل ناشطي حقوق الإنسان الذين يريدون استغلال الأولمبياد أداة لفضح ما ينسبونه إلى الصين من ضعف في سجلها الخاص بحقوق الإنسان، وخاصة دورها في استمرار أزمة إقليم ''دارفور''، وقد أمسك ناشطو ''دارفور'' في الغرب بصفة خاصة بأولمبياد بكين هذه، ليستخدمونها وسيلة للضغط على الصين حتى تضع حداً لدعمها لحكومة الخرطوم التي تشن حرباً على متمردي إقليم دارفور الذي مزقته الحروب الأهلية الداخلية سلفاً، والمعروف عن الصين استهلاكها لثلثي صادرات السودان النفطية في تسريع وزيادة حجم نموها الاقتصادي، وفي المقابل فهي تواصل بيعها الأسلحة للحكومة السودانية، بما فيها الطائرات النفاثة المقاتلة، ومن بين هؤلاء الناشطين، أعلن المخرج السينمائي الأميركي ''ستيفن سبيلبرج'' تخليه سلفاًعن الدور الإشرافي الفني الذي أوكل إليه سابقاً على مراسم افتتاحيات أولمبياد بكين، التي طالما شاعت تسميتها في الغرب مؤخراً بـ'' ألعاب الإبادة الجماعية'' في إشارة إلى المذابح الجماعية المرتكبة بحق المجموعات الأفريقية في الإقليم· وفي غضون ذلك عمت الاضطرابات والقلاقل إقليم التبت الصيني، ما أدى إلى تصعيد الضغوط والنداءات الدولية للصين بضرورة تحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان، خاصة وأنها وعدت بذلك قبيل استضافتها للأولمبياد المقرر عقدها في صيف العام الحالي، وضمن هذه الضغوط ثارت المظاهرات الاحتجاجية ضد الشعلة الأولمبية في عدد من الدول الغربية، أثناء جولتها التي تمتد لأربعة أشهر وتشمل ست قارات، اعتباراً من أول شهر أبريل الجاري، بل تمارس الضغوط على الكثير من قادة العالم لمقاطعة المراسم الافتتاحية للأولمبياد· لكن ومع ذلك تشكل أولمبياد بكين المقبلة، في نظر قلة من الرياضيين الشباب الدارفوريين، أملاً لتحقيق أحلامهم الرياضية، وكما قال ''إسماعيل'' -الذي كان قد وصل إلى نهائيات سباقات الـ800 متر في أولمبياد أثينا قبل أربع سنوات-: ''فإن مجرد الحديث عن المقاطعة يثير غضبي، فنحن بيننا لاعبون من دارفور، وإذا ما فوتنا فرصة أولمبياد بكين هذه، فسوف يجب علينا أن ننتظر لمدة أربع سنوات أخرى كي نفوز بفرصة أخرى''، وتنحدر عائلة ''إسماعيل'' من وادي صالح بغربي دارفور، وهو من قبيلة الفور كما سبق القول، إلا إنه لا يرى أي أهمية لانتمائه الإقليمي أو العرقي في المشاركة في هذه الأولمبياد طالما أنه يرتدي زي الفريق السوداني· أما زميله ''أبوبكر كاكي خميس'' فينتمي إلى قبيلة المسيرية التي ينحدر منها قسم من مقاتلي ميليشيات ''الجنجويد'' التي خاضت الحرب الأهلية في الإقليم لصالح الحكومة المركزية، والمعروف عن هذه الميليشيات السيئة الصيت، أنها ارتكبت أفظع الانتهاكات ضد حقوق الإنسان بحق المجموعات الأفريقية التي منها قبيلـــة الفور التي ينتمـــي إليها إسماعيل· يعتبر ''خميس'' أمل السودان الأكبر في حصد ميداليات أولمبياد بكين، ففي الشهر الماضي تم تتويجه بطلاً عالمياً لسباقات الـ800 متر في السباقات المحلية التي أجريت في الخرطوم، ومن حينها توثقت علاقته برئيس بلاده ''عمر البشير'' ومنح مساحات واسعة من الأراضي في مناطق مختلفة من العاصمة السودانية، وهو مثل غيره من كثير من الشباب، يحلم دائماً بجمع ما يكفي من المال لشراء منزل لأسرته، وربما كانت عينا ''خميس'' على الميدالية الذهبية، إلا إن عليه أن يواصل تمارينه في ذات الظروف العصيبة والملاعب غير المهيأة بالكامل، لممارسة رياضات ألعاب القوى بشكل عام في الخرطوم، وفي حين حققت كل من الجارتين إثيوبيا وكينيا سمعة دولية مرموقة في مجال السباق وألعاب القوى، فإنه لم يعرف عن السودان سجل يضاهي سجل الدولتين الجارتين· وهذا ما يؤكده خميس بقوله: ''صحيح أن الغرب متقدم علينا كثيراً من ناحية الملاعب والإمكانات الرياضية المتوفرة للاعبين، إلا أننا نستطيع أن نعوض هذا الفارق بالمزيد من الجهد والإصرار على تحقيق الفوز، وهذا ما يغضبني في دعوة الغربيين لنا بمقاطعة أولمبياد بكين، وهم يتناسون أن دارفور نفسها تستفيد من هذه الأولمبياد''· هذا ويعتقد ''خميس'' أن نصف لاعبي فريق ألعاب القوى السوداني المتجه إلى بكين والمؤلف من 12 لاعباً، ينتمي إلى دارفور، بمن فيهم لاعبون من قبائل ''الفور'' و''الزغاوة'' الموالية لمتمردي الإقليم على حكومة الخرطوم المركزية· روب كريلي- الخرطوم ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©