الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

غياب لغة الحوار وقلة الصبر أبرز أسباب الخلافات الزوجية

غياب لغة الحوار وقلة الصبر أبرز أسباب الخلافات الزوجية
2 مارس 2014 11:27
أحمد مرسي (الشارقة) - تمكن قسم التوجيه الأسري، التابع لمحكمة الشارقة الشرعية بوزارة العدل، من التوصل إلى حلول وتحقيق التصالح وعقد اتفاقات لأكثر من 67% من عدد القضايا التي وردت إليه خلال العام الماضي، في حين تم حفظ ما يقارب من 32% من تلك القضايا، وذلك لعدم حضور طرف من أطراف النزاع أو لعدم الاتفاق بينهما، فيما تشير الإحصاءات إلى أن الخيانة وغياب لغة الحوار والتواصل وقلة الصبر تعد من أهم أسباب الخلافات الزوجية. وأكد أحمد عقيل رئيس قسم التوجيه الأسري في الشارقة، أن القسم استقبل خلال العام الماضي 2557 قضية، تنوعت في مضمونها وتعلقت بقضايا وهموم الأسر والأبناء، وأن منها 1725 قضية تم التوافق فيها أو حفظها بين الأطراف والوصول إلى حلول مرضية للطرفين، بينما هناك 832 قضية خلال الفترة الماضية تعزر فيها الصلح، وذلك إما لعدم حضور طرف من الأطراف أو لعدم الاتفاق. وأضاف أن قسم التوجيه الأسري بالمحكمة يعمل بطاقة 5 موجهين أسريين، لهم الخبرة الكبيرة في التعامل مع الهموم والقضايا الأسرية التي ترد للقسم بصورة مستمرة، ويحاولون ومن خلال خبرات مسبقة، وضع حلول جذرية لتلك المشكلات، وبالتالي التصالح بين الطرفين وعدم تحويل تلك القضايا لأروقة المحاكم، حفاظاً على تماسك الأسرة وترابط المجتمع. أسباب المشكلات ودوافعها بدورها، أكدت شيخة أحمد المعبر موجهة أسرية بالقسم، أنه ومن خلال الاطلاع على المشكلات التي ترد للقسم، نجد أن غالبية المشكلات تتركز في الخيانة الزوجية من قبل الطرفين، وغياب التواصل ولغة الحوار فيما بينهما، وقلة الصبر في تحمل المشكلات بشكل عام، وبالتالي تطور الأمر ليصل لحد القضية، وكذلك التدخل من قبل الأهل من الطرفين في المشكلات التي تواجههم بصورة شخصية. وأضافت أن من أهم الأسباب التي تشترك فيها المشكلات الحالية التي تواجه الأسر، ضعف الوازع الديني لدى أطراف النزاع، وهو أمر يعود إلى البيئة التي نشأوا فيها، وهو ما يجعل كل طرف منهم جاهلاً بحقوق الآخر وغير ملم بما يجب عليه فعله دينياً واجتماعياً لخلق المودة والمحبة فيما بينهما. وأشارت شيخة أحمد المعبر إلى أن من أهم المشكلات الاجتماعية أيضاً التي تكثر في القضايا التي ترد للتوجيه الأسري، الاهتمام بالمظاهر الاجتماعية من قبل أهل الزوجة أو العروس في بداية الحياة الزوجية، ووضع اشتراطات لليلة الزفاف والمهور، وغيرها من التكاليف المالية الأخرى التي توقع الزوج في ديون يدركها ويعيش فيها من بداية حياته الأسرية، وتسبب له مشكلات كبيرة مع بداية الحياة الزوجية. ولفتت إلى أن أعمار مقدمي الشكاوى للقسم تختلف، كما أن ثقافتهم أيضاً تختلف، وأن من أهم المشكلات التي يجب توعية المجتمع بشأنها، خاصة في السنوات الأخيرة الماضية، زيادة حالات «الطلاق قبل الدخول»، لوجود خلافات أسرية بين الطرفين انتهت بهم للوصول إلى الطلاق قبل إتمام العرس، خاصة أن جميع الشابات والشباب هم في أعمار صغيرة، وبالتالي تكون الفتاة قد لقبت بالمطلقة، وهو ما يؤثر سلباً على مجريات حياتها المستقبلية. وتابعت أن الموجهين الاجتماعيين في القسم يحاولون، ومن خلال سبع جلسات متتالية مع الزوج والزوجة، إقناعهم بعدم الطلاق، إلا أنه في قضايا كثيرة ينتهي الأمر إلى الإصرار على الطلاق، وهو ما يحتاج تفعيلاً من قبل المجتمع بصورة عامة للنظر في هذه القضية ووضع حلول لها، من خلال برامج توعية تأهيلية للطرفين قبل عقد القران. غضب وتشويش واعتذار وقالت شيخة أحمد المعبر، إن الموجهين الاجتماعيين في القسم لديهم من المهنية والكفاءة ما يجعلهم يديرون الحوار بشكل هادف بين أطراف النزاع وأصحاب القضايا، وغالباً ما يركزون معهم على عملية ضبط النفس خلال الحوار، ودعوتهم كذلك حتى في الخلافات المنزلية أن يتحلوا بالصبر، وأن يحاولوا السيطرة على انفعالاتهم وعدم الوصول بها لمرحلة «الهيجان» بأن يتحكموا في الغضب الذي يمر بمراحل عدة عند البداية والاشتداد والهيجان وتشويش المخ، ليعقبها لوم واعتذار وغيرها. وتابعت قائلة: «الواقع الاجتماعي والمشكلات التي ترد للقسم، تؤكد أن الخيانة الزوجية لا تتوقف على الزوج فقط، بل هناك حالات فيها خيانة من قبل المرأة، كما أن هناك أناساً ظلموا أنفسهم بارتباطهم بالزواج ببعضهما بعضاً لعدم وجود أي توافق فيما بينهما واستحالة الحياة بينهما، وبالتالي يكون الطلاق هو الحل حفاظاً على استقرار الأبناء فيما بينهم من خلال توافق حول النفقة والحضانة ورؤية الأبناء، وغيرها من الأمور الاجتماعية الأخرى». وطالبت شيخة أحمد المعبر، موجهة أسرية بالقسم، بضرورة أن يتم تدريس العديد من الأشياء الاجتماعية، خاصة التي تتعلق بالنواحي الأسرية في المدارس، للطلاب من عمر 15 عاماً، ومن بينها تدريس «التربية الجنسية»، مناشدة وزارة التربية والتعليم بالنظر في الأمر لما له من فوائد كبيرة على المجتمعات لاحقاً وبشكل إيجابي. الشك المرضي مدمر وتناولت شيخة المعبر بعض النماذج من القضايا التي ترد للقسم، من بينها حالة لزوج يشك في كل شيء من حوله حتي في نسب أبنائه الثلاثة، وهو ما أصاب زوجته بحالة من عدم الاستقرار، وعليه كانت دائماً ما تتوجه للقسم بالشكوى من معاملاته لها ولأبنائها وصبرها على شكه ومراقبته لها في كل المواقف الحياتية التي تمر بها، ووصل الأمر به إلى أن يراقبها من خلال محل البقالة المجاور لسكنهم. وأشارت إلى أنه في مثل هذه الحالة من الشك المرضي يتم استدعاء الشخص والتحاور معه بصورة مستمرة لمنحة ثقة في نفسه وفي حياته وبيته، وهو ما تم بالفعل على مراحل، لدرجة مدح أبنائه وبأنهم يشبهونه بصورة كبيرة، وبالتالي يتحول الشخص تدريجياً لإنسان مقبول، مع تحلي الزوجة بالصبر بصورة أكبر. طلاق وإن طال العمر وتابعت الموجهة شيخة المعبر بقولها: «من بين القضايا التي علقت في الذهن لفترات وتأثرت بها بصورة كبيرة، طلاق تم بين رجل عمره فاق السبعين وزوجته التي يتخطى عمرها الخمسين، وتم الطلاق بينهما، وذلك بسبب تصرفات سيئة تصدر من الزوجة وحب مبالغ فيه للمظاهر الاجتماعية والبذخ، واتهام الزوج لها بأنها مسرفة بصورة كبيرة، ومن خلال التباحث مع الزوجة وثلاثة من الأبناء، وفي حضور الزوج، تم التوصل للطلاق، وكانت الكلمة مؤثرة بصورة كبيرة للجميع. ثقافة الزوجية بدورها، أفادت رضية حسن الرئيسي، موجهه أسرية بقسم التوجيه الأسري في الشارقة، بأن المطلع على القضايا التي ترد إلى القسم، يدرك تماماً أهمية تفعيل أمر «الثقافة الزوجية» بين أفراد المجتمع من خلال القنوات المتوافرة كافة في الجهات المعنية بالأسرة ووسائل الإعلام وغيرها من الوسائل الأخرى، وذلك لأهمية الأمر في التقليل من حالات الطلاق التي يتعرض لها المجتمع حالياً، وكيفية احتواء المشكلات وآداب الحوار. وأوضحت أن التوجيه الأسري بالشارقة استطاع أن يحل العديد من المشكلات قبل أن تصل إلى المحكمة، وأن الأرقام والإحصاءات لعدد الحالات التي ترد إلى القسم أثبتت ذلك، مؤكدة أن المتوجه بالشكوى لدى القسم من الجنسين، الرجال والنساء، حيث يحمل ملف الرجال اللون الأزرق، والوردي للنساء، وأن هناك تنسيقاً واستقبالاً يتم بصورة منظمة من قبل القائمين على القسم للحالات، ويحاولون تسهيل مهامهم بصورة كبيرة. ونوهت بأن بعض من المشكلات التي ترد للقسم يكون فيها الطلاق رحمة للطرفين لصعوبة الحياة فيما بينهما، وفقد الاحترام بين الطرفين، مشيرة إلى أن العديد من القضايا التي ترد للقسم يكون مفاد شكواها العلاقات الجنسية بين الزوجين، سواء من خلال العجز الجنسي عند الرجل أو البرود الجنسي لدى الزوجات وفقدان العلاقات الحميمية بين الطرفين. خيانة بعد شهرين قالت رضية حسن الرئيسي، موجهة أسرية بقسم التوجيه الأسري في الشارقة، إن من بين الحالات التي تقدمت لها وتأثرت بها وتم حلها، أن تقدمت زوجة تشكو خيانة زوجها، ولم يمر سوى شهرين فقط على عرسها، وأنها ضبطت الخيانة بنفسها وفي منزلها، وبدعوته تم الصلح بعد ندم كبير منه ووعد بعدم تكرار الأمر، وكانت الزوجة متسامحة. وتابعت أن التوجيه الأسري يمتلك خبرات جيدة في التعامل مع القضايا، خاصة فيما يتعلق بمواجهه الرجال في مشكلاتهم، ويكون هناك حرص شديد بعدم كسر «رجولة الزوج» أمام زوجته، لا عقاباً ولا توبيخاً، وجعله دائماً في موقف الرجل القوي في بيته وبين أهله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©