الأربعاء 15 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الوطن والهوية» يكتشف «الآخر» ويكشف عن مواهب سينمائية «واعدة»

«الوطن والهوية» يكتشف «الآخر» ويكشف عن مواهب سينمائية «واعدة»
24 فبراير 2011 19:55
مشاهدون من جنسيات عديدة، وطقس رائع، ومجموعة من التجارب والأفلام السينمائية المميزة. تلك كانت أهم سمات المهرجان التراثي السينمائي الذي انطلق في أبوظبي أمس الأول، وتستضيفه القرية التراثية التابعة لنادي تراث الإمارات لمدة أربعة أيام، والتي تحولت إلى ساحة كبيرة لعرض الأفلام السينمائية من خلال رعايتها لأول مهرجان سينمائي دولي مفتوح يقام في الإمارات وحمل عنوان «الوطن والهوية». (أبوظبي) - يشارك في هذه التظاهرة التراثية الفريدة عناصر عديدة، من بينهم شباب إماراتيون قدموا إبداعات وتجارب سينمائية راقية أبهرت الحضور بما تحويه من مقدرة فائقة على استيعاب تقنيات صناعة السينما وإنجاز أفلام لافتة، إلى جانب ذلك كان هناك مجموعة من الطلبة والطالبات الإماراتيين حملوا على عاتقهم مهمة تقديم أفلام المهرجان، وإدارة الحوارات بين الجمهور وصناع الأفلام، وذلك في أول اطلالة واحتكاك مباشر لهم مع عالم السينما وعشاق الفن السابع. بداية تحدث إبراهيم الحمادي مدير القرية التراثية عن فكرة المهرجان، ليوضح أنها جاءت بمبادرة من المركز الثقافي الألماني، وقامت القرية باحتضان المهرجان باعتباره واحة تراثية وثقافية وسياحية في دولة الإمارات، وأيضاً ترسيخاً لأهداف نادي تراث الإمارات في نشر التراث والتعريف بين أفراد الجيل الجديد، كما أن المهرجان مثّل فرصة لاستقبال كثير من الزوار من مختلف الجنسيات وتعريفهم بما تحتويه القرية من معالم تراثية تعزز الهوية الإماراتية. معرفة الآخر وأضاف الحمادي أن المهرجان يتيح المجال للتعرف على الآخر من خلال ما يعرضونه من أفلام تقدم تراثهم وأفكارهم، حيث تعرض كل من سويسرا وألمانيا أفلاماً قصيرة تكشف عن الحياة والقيم الثقافية السائدة داخل الدولتين جنياً إلى جنب مع ما يعرضه شباب الإمارات في أفلامهم الموجودة في المهرجان. وغير بعيد عن هذا لفت الحمادي إلى أن هناك ورشة عمل سبقت قيام المهرجان بنحو أسبوع من أجل الاستعداد له وشارك فيها طلبة كلية التقنية من أجل المشاركة في تنظيم المهرجان، وهي فرصة جيدة لهم للتواصل المباشر مع مجال هام وحيوي من مكونات الثقافة في العصر الحديث ألا وهو المجال السينمائي. ومن أهم أهداف المهرجان- وفقاً للحمادي- ترسيخ الوعي بالتراث الإماراتي بين شباب الإمارات وكذا التعريف به بين الشعوب الأخرى عبر الاحتكاك المباشر بثقافتهم من خلال هذا المهرجان أو غيره من المهرجانات. ولفت الحمادي إلى أن هناك نية لاستمرار المهرجان سنوياً بالتعاون مع المركز الثقافي الألماني وسيتم إحداث تطورات به تتناسب مع كم النجاح المنتظر حدوثه للمهرجان، وهناك إمكانية لاستقطاب طلاب من مختلف جامعات الدولة، كما ستتم توسعة إطار المشاركة مع دول أخرى عربية كانت أم أجنبية. إلى ذلك أشار الحمادي إلى أن القرية التراثية سعت إلى إقامة جو تراثي في منطقة المهرجان، من حيث بناء بيت شعر، وتواجد بعض الأمهات ومنهن من تقوم على عمل أكلات تراثية، وهناك اثنتان تقومان بصنع أدوات تراثية قديمة، وكذلك يتواجد مدرب تراثي يعمل على التعريف بالعادات والتقاليد الإماراتية، وذلك في جو من الضيافة العربية الأصيلة. تفعيل التراث وكذلك يتم تفعيل مراكز القرية التراثية، وهي عبارة عن مشغل نسائي ودكاكين العريش والبيئة البرية، ومعرض الخيول والهجن أمام الزوار، وسيلاقي الزوار أبواب المتحف التراثي مفتوحة طيلة أيام المهرجان من التاسعة صباحاً وحتى العاشرة مساءً، وعلى هامش المهرجان هناك معرض للصور الفوتوغرافية ويرصد أنشطة نادي تراث الإمارات من خلال عيون الكاميرا. من ناحيتها ذكرت نشوى جمعة نائب المدير العام للمركز الثقافي الألماني، أن فكرة المهرجان نبعت من المركز، وتدور حول إقامة مهرجان سينمائي مفتوح يعرض أفلاماً مرتبطة الموضوع تحت عنوان «الوطن والهوية» وهو السمة العامة لمهرجان هذا العام والذي يقام لأول مرة في أبوظبي وهناك مخطط لانتظامه سنوياً في مثل هذا الوقت من كل عام. وتم اختيار قرية التراث كونها أكثر ارتباطاً بالماضي والهوية الإماراتية، كما أن متابع المهرجان سيطالع أمامه عبر كورنيش أبوظبي نهضتها المعمارية والحضارية، وهذا في حد ذاته يبرهن كيف أن المهرجان استطاع أن يجمع بين الماضي والحاضر والمستقبل في دولة الإمارات. وبيّنت أن المهرجان يتم بالتعاون بين نادي تراث الإمارات، المركز الثقافي الألماني، وكليات التقنية العليا، ومهرجاني أبوظبي ودبي السينمائيين الدوليين، السفارة السويسرية والألمانية بوصف سفيري البلدين رعايين للمهرجان. وقالت جمعة إن اختيار الأفلام الإماراتية تم بالتعاون مع إدارة مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، وكذا مسعود أمرالله المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي. جسر ثقافي أما الأفلام الألمانية والسويسرية قام باختيارها المدير الفني لمهرجان ماكس أوفلس الألماني للأفلام السينمائية والذي يقام سنوياً في مدينة زاربروكن. وعن أهم الدوافع وراء ظهور هذه الفكرة والحدث الثقافي التراثي الجديد إلى النور، تحددها جمعة في العمل على بناء جسر ثقافي يجمع بين الإمارات وألمانيا وسويسرا باعتبارهم متشابهين في فكرة الوطن والهوية، وهو ما استقينا منه عنوان المهرجان «الوطن والهوية»، بمعنى أن الدول الثلاث يعيش على أرضها جنسيات مختلفة، ويتكلمون لغات متباينة وتدور فيما بينهم أفكار حول الهوية والانتماء. وعن كيفية تطويع المهرجان لإفادة الطلبة الإماراتيين، أوضحت أن ذلك تم عبر تنظيم ورشة عمل مع طلاب وطالبات كلية التقنية العليا، وقسم الاتصالات لتدريبهم على تقنية تقديم المهرجانات والتحاور مع الخبراء والضيوف حول موضوع المهرجان، وسيقومون بتنفيذ ما تعلموه في ورشة العمل خلال أيام المهرجان. ومن الأشياء اللافتة في هذا المهرجان أن تصميم شعار المهرجان قامت بتنفيذه فنانات إماراتيات حديثات التخرج من جامعة زايد، شكلن فريق عمل تحت اسم «مزماة» وقد سبق وأن تم التعاون معهم أثناء الدراسة في أعمال فنية مشابهة تساعدهم على إبراز ما لديهم من مواهب وكفاءات إبداعية. الجمهور والمخرجون من هؤلاء الطلبة التقينا علي العفيفي (20 سنة) وحدثنا قائلاً: اختارنا معيد القسم في كليات التقنية، من أجل المشاركة في تقديم المهرجان. وعن نفسي سوف افتتح المهرجان في أمسية الليلة مرحباً بالحضور والضيوف وكذا تقديم الأفلام التي سوف تعرض بالمشاركة مع زملائي، ويرى العفيفي أن تواجده في المهرجان تدعيم لميوله الإعلامية ويجعله ملامساً للواقع الإعلامي والثقافي مباشرة في سن مبكرة وهو ما سينعكس بالضرورة على ما يطمح إليه بأن يكون إعلامياً ناجحاً. أما زميله محمد فرح الهاشمي (23 سنة) الطالب أيضاً في كليات التقنية فقد أوضح أن دوره الليلة يتمثل في قيامه بتقديم الفيلم الثاني والذي يحمل اسم «frame» وسيقوم بإعطاء نبذة بسيطة عن الفيلم كما سيقوم بمناقشة المخرج في موضوع الفيلم وطرح أسئلة عليه أمام الجمهور يتم من خلالها التعرف على الأفكار المتضمنة في الفيلم، وكذا تنظيم تعليقات الجمهور ومداخلاتهم من خلال النقاش المفتوح مع مخرج الفيلم عقب انتهاء العرض. وعلى الجانب الآخر كان هناك لقاء مع مجموعة من الطالبات الإماراتيات المشاركات في المهرجان ومنهم سارة إبراهيم الحوسني وجميلة الحمادي، وقالتا إنهما عملتا على الاستفادة من ورشة العمل في كيفية مواجهة الجمهور وأيضاً محاورة صانعي الأفلام مباشرة حول تقنيات العمل السينمائي، وتمثل دورهما في اليوم الافتتاحي للمهرجان في تقديم فيلم «دار الحي» للمخرج الإماراتي على مصطفى وإلقاء نبذة بسيطة عن سيرته في عالم الإخراج، ثم طرح الأسئلة عليه حول الفيلم ونجاحه. عقب ذلك سيتم تقديم فيلم «Being Local» مع نبذة عن مخرجه الألماني. وقد ذكرت الحوسني أنها تهتم بمجال الأنيميشن والرسومات الكاريكاتيرية، ومن الطبيعي - بحسب الحوسني- أن وجودها في هذا المهرجان يعد إضافة لها ويثقل موهبتها إلى حد كبير ويساعدها في توجيه مستقبلها في العمل في المجال الإعلامي. دعم فني وإعلامي من بين ضيوف الافتتاح بيتر سكارليت مدير مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، وأعرب عن سعادته بإقامة المهرجان في أجواء إماراتية خالصة، وذكر أن اقامة المهرجان بعد فترة طويلة من الهدوء السينمائي بعد ختام مهرجان أبوظبي السينمائي، يعد دفعاً للحالة السينمائية في الإمارات وحافزاً للشباب الإماراتيين لتقديم المزيد من إبداعاتهم السينمائية، كما ابدى سروره بوجود نوعية مميزة من الأفلام يعرضها المهرجان بأسلوب جديد ومبهر وفي مناخ رائع. واشار إلى أن إدارة مهرجان أبوظبي دعمت المهرجان فنياً وإعلامياً بالتعاون مع نادي تراث الإمارات والمركز الثقافي الألماني. أجواء رائعة القنصل السويسري دانيل هين قال من جانبه إن الأجواء التي يقام فيها المهرجان رائعة، وهي خطوة جديدة أن يتم تنظيم مهرجان بالتعاون بين ثلاث دول ونحن نتطلع إلى مشاهدة الاختلاف بين عروض الدول الثلاث وما يقدمونه خلال المهرجان. ولفت إلى أن اختيار المكان ملائم تماماً لموضوع المهرجان، فهو مكان خاص ويساعد إلى حد كبير في عكس فكرة الوطن والهوية، وأشاد بحسن الضيافة داخل القرية التراثية وهو ما عزز من نجاح المهرجان. وقال ان هناك أهدافاً رئيسية من وراء المشاركة في مثل هذه الأنشطة وتتمثل في تقوية العلاقة بين شباب الإمارات وسويسرا، كونها الفئة الأكثر أهمية والتي يجب الاهتمام بها وتركيز كل الجهود عليها. تبادل ثقافي من بين أفراد الجمهور الذين امتلأت بهم القرية التراثية التقينا سعود الراشد من السعودية، وقال إنه يدرس الإخراج في جامعة نيويورك في أبوظبي، وجاء خصيصاً لمتابعة المهرجان وفعالياته، بغرض المعرفة والاطلاع على التجارب السينمائية للشباب من مختلف دول العالم، وهو ما يفتح المجال أمام آفاق متنوعة في عالم الإخراج. وذكر الراشد أن السينما تعتمد على تحويل الرواية إلى صور مرئية وهو ما يستدعي متابعة أنظمة الإخراج المختلفة للوصول إلى أفضل المستويات، وهو بالتالي ما يساعدنا على بلورة أفكارنا وطرح القضايا التي تهمنا على الآخر ونعطيهم من ثقافتنا بنفس القدر الذي نأخذه من ثقافتهم اكتساب الخبرة إيمان البركاني الطالبة في قسم الإعلام بكليات التقنية قالت: إن دورها تمثل في تنظيم الوقت المخصص لإلقاء الكلمات والمقابلات مع المخرجين وصناع الأفلام، وبيّنت أنها تعلمت هذا الترتيب خلال ورشة العمل التي استمرت 4 أيام قبل بداية المهرجان، من أجل المشاركة فيه واكتساب خبرة المساهمة في الفعاليات المهم. وأوضحت البركاني أنه بحكم دراستها وهوايتها في التصوير، الاقتراب من عالم السينما يجعلها تحسن التعامل مع الكاميرا ومعرفة الأبعاد والزوايا، وهي الأركان الأساسية لعمليات التصوير السليمة، وترتبط ارتباطاً جذرياً بالإعلام في العصر الحالي والمعتمد على الصورة المرئية أكثر من الكلمة المكتوبة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©