الأسد يرهن المفاوضات مع إسرائيل بتغير الإدارة الأميركية

أكد الرئيس السوري بشار الاسد رسميا أمس تبلغه عبر تركيا استعداد اسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان المحتلة عام 1967 مقابل إبرام اتفاق سلام· في وقت أبقت إسرائيل على الغموض ، إذ تجنبت التعليق في الجانب الرسمي في حين نقلت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي عن مصدر في الحكومة قوله إن رئيس الوزراء إيهود اولمرت أبدى استعدادا فعليا لكن مشروطا للانسحاب من الجولان مقابل السلام مع سوريا ومنحها أكثر مما يعرف باسم ''وديعة رابين''· وكانت المفاوضات بين سوريا واسرائيل توقفت العام ·2000 وقال الاسد في مقابلة نشرت صحيفة ''الوطن'' القطرية مقتطفات منها أمس على أن تنشرها كاملة بعد غد الاحد، ان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوجان أبلغه استعداد اسرائيل للانسحاب من الجولان مقابل سلام مع سوريا، مؤكدا بذلك ما كانت نقلته صحيفة ''الوطن'' وقناة ''الدنيا'' التلفزيونية السوريتان خلال الايام الماضية· وأضاف ان تركيا بدأت وساطة بين سوريا واسرائيل في ابريل 2007 بعد محاولات أخرى للوساطة إثر العدوان على لبنان صيف 2006 وانتصار المقاومة أثمرت تفاصيل إيجابية جديدة· وأوضح الاسد أن اولمرت أكد لاردوجان منذ أسبوع استعداده لإعادة الجولان، وأضاف ''ان ما نحتاج اليه الآن هو إيجاد الارضية المشتركة من خلال الوسيط التركي لكن لن تكون هناك مفاوضات سرية مع اسرائيل بل ستكون معلنة ان حصلت ولن تكون مباشرة بل عبر الطرف التركي· لكنه مع ذلك لم يستبعد إجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل ''ربما مع ادارة مقبلة في الولايات المتحدة''، معتبرا ان الادارة الحالية لا تمتلك لا رؤية ولا إرادة لعملية السلام ولا تمتلك شيئا''· وأضاف ''سنبحث أولا في موضوع استرجاع الارض لنرى المصداقية الاسرائيلية وربما مع ادارة مقبلة في الولايات المتحدة، نستطيع ان نتحدث بعد ذلك عن مفاوضات مباشرة لأن مثل هذه المفاوضات بحاجة الى راع ولا يمكن ان يكون هذا الراعي سوى الولايات المتحدة مع كل أسف لكن هذا أمر واقع''· وقال انه سيتحدث في هذا الشأن مع اردوجان الذي سيزور سوريا غدا السبت بمناسبة اجتماعات مجلس الاعمال السوري التركي· إلى ذلك، أعلن مارك ريغيف الناطق باسم اولمرت ان ليس لديه تعليق خاص، مشددا على ان اسرائيل تريد السلام وترغب في التفاوض مع سوريا· وقال ''نعلم ان سوريا تنتظر مثل تلك المفاوضات وسوريا تعلم اننا ننتظرها''· نسبت القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي الى مصدر حكومي قوله ان أولمرت أبدى فعليا ما وصفه بـ''استعداده المشروط'' للانسحاب من الجولان في إطار اتفاق سلام مع سوريا· وأضافت ان أولمرت وافق على منح أكثر مما يُعرف بـ''وديعة رابين'' أي موافقة رئيس الوزراء الراحل اسحق رابين في التسعينيات على الانسحاب من الجولان بشروط معيَّنة· إلا أن العثرات تكمن في التفاصيل الإسرائيلية، إذ أن لدى اولمرت شروطا للمفاوضات لا سيما تخلي سوريا عن إيران و''حزب الله'' و''حماس''· وقالت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' ان تسريب الرسالة التي نقلت الى الاسد من خلال اردوجان هي محاولة فرض الشرط السوري للشروع في المفاوضات أي العلنية في حين ان اسرائيل تسعى الى إدارتها سرا· وأضافت القناة العاشرة، نقلاً عن المصدر أن أولمرت أشاد بقيادة الأسد· فيما أكد المستشار العسكري لرئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو ان زعيم ليكود أجرى خلال حكمه مفاوضات مع سوريا حول هضبة الجولان وأبدى فيها استعداده للانسحاب منها وتقديم تنازلات إقليمية مهمة من أجل التوصل إلى اتفاقية سلام، ولكن ذلك لم ينجح ولم يتحقق· ودعا الوزير شالوم سمحون وهو عضو في المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إلى إدراج الملف السوري الإسرائيلي على جدول أعمال المجلس لمناقشته· وقال في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية إن أي تغيير في السياسة الإسرائيلية إزاء سوريا يستوجب إجراء مثل هذا النقاش· وأكد الوزير رافي ايتان ضرورة إجراء استفتاء عام قبل بلورة أي اتفاق مع سوريا بخصوص الجولان، قائلا إن الهضبة منطقة تخضع للسيادة الإسرائيلية منذ ضمها عام ·1981 وصرح وزير السياحة الاسرائيلي اسحق هرتسوغ العضو في الحكومة الامنية المصغرة ان الجولان عزيز علينا ولا أحد متلهفا على التخلي عنه· لسنا مستعدين بعد للقيام بهذه الخطوة ·· والحديث عن السلام من الطرفين أمر إيجابي في حد ذاته''· وثيقة أميركية نفتها سوريا عن مفاعل دمرته إسرائيل واشنطن (وكالات) - بدأت الحكومة والاستخبارات الاميركية امس إطلاع الكونجرس على المعلومات المتوفرة لديهما عن تقديم كوريا الشمالية مساعدة نووية مفترضة الى سوريا· وشاهد الصحافيون احد اكبر مساعدي الرئيس جورج بوش، هو مستشار لامن القومي ستيفن هادلي وكذلك رئيس الاستخبارات المركزية (سي اي ايه) مايكل هايدن يدخلان جلسة مغلقة لإطلاع اعضاء البرلمان على الملف· وكانت صحيفتا ''نيويورك تايمز'' و''واشنطن بوست'' ذكرتا امس أن الحكومة ستعرض على الكونجرس وثيقة في شريط فيديو تثبت أن كوريا الشمالية ساعدت سوريا على بناء مفاعل نووي دمره الطيران الاسرائيلي في سبتمبر الماضي· واوضحتا أن الوثيقة المصورة تظهر وجود كوريين شماليين في القاعدة السرية السورية المعروفة باسم ''الكبر'' في محافظة دير الزور بشمال سوريا، كما تظهر مفاعلا يشبه إلى حد كبير مفاعل يونجبيون الكوري الشمالي· وكان مسؤول اميركي كبير اعلن أن الولايات المتحدة تعتقد أن كوريا الشمالية ساعدت فعلا سوريا على بناء مفاعل نووي· وبحسب المسؤول فإن المفاعل قد دمر قبل أن يتلقى الوقود النووي وقبل تشغيله، مضيفا ''أنه لم يكن مخصصا لإنتاج الطاقة الكهربائية''· وقال ''لو أن المفاعل أنجز لكان من الممكن أن ينتج البلوتونيوم لأسلحة نووية لكنه دمر قبل ذلك''، بدون أن يعطي مزيدا من التوضيحات بشأن نوع المفاعل· كما لم يحدد المسؤول كيفية التعاون بين سوريا وكوريا الشمالية بعد تدمير المفاعل· ونفى السفير السوري في الأمم المتحدة بشار الجعفري المعلومات الأميركية عن تلقي بلاده مساعدة من كوريا الشمالية على الصعيد النووي· وأضاف ''قلنا مرارا في السابق، أن لا تعاون سوريا-كوريا شماليا من اي نوع كان في سوري وننفي هذه الشائعات''· وقال سفير سوريا لدى بريطانيا سامي الخيامي إن الاتهام المتوقع أن تعرضه ادارة بوش على المشرعين انما مناورة سياسية تهدف الى الضغط على كوريا الشمالية في المحادثات بشأن برنامجها النووي· حكم جديد بالسجن ضد اللبواني لإهانته الأسد دمشق (رويترز) - قضت محكمة عسكرية سورية امس بحبس المعارض كمال اللبواني ثلاث سنوات بتهمة إثباط الروح الوطنية إلى جانب عقوبة سجن أخرى يقضيها بالفعل مدتها 12 عاما· وحوكم اللبواني وهو في السجن بعد أن زعم زملاء له في الزنزانة أنهم سمعوه وهو يهين الرئيس بشار الأسد· وقال عمار القربي مدير المنظمة السورية لحقوق الإنسان ''إن هذا حكم سياسي ليس له أساس قانوني وهو رسالة للمعارضة السورية بأن الإصلاح السياسي سيظل متأخرا وأن النظام القضائي والنظام الحاكم سيواصلان معاقبتها''· واعتقل اللبواني في مطار دمشق عام 2005 لدى عودته من رحلة لواشنطن حيث اجتمع مع مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض لإثارة قضية حقوق الإنسان في بلاده· وحكم على اللبواني البالغ من العمر 50 عاما بالسجن 12 عاما مع الأشغال الشاقة بتهمة تحريض دولة أجنبية على غزو سوريا· وصدر الحكم بالسجن ثلاثة أعوام أخرى هذا الاسبوع· ودعا الرئيس الاميركي جورج بوش والاتحاد الأوروبي ومنظمات حقوق الإنسان الدولية مرارا إلى الإفراج عن اللبواني· وقال نشطاء حقوق الإنسان إن آلاف السجناء السياسيين يقبعون في سجون سوريا معظمهم منذ بدأ الأسد حملة ضد المعارضين في عام 2001 في أعقاب فترة انفتاح وجيزة عرفت باسم ''ربيع دمشق''· وكان اللبواني واحدا من زعماء ربيع دمشق· وسجن من عام 2001 حتى عام 2004 بسبب دوره في الحركة التي دعت لرفع القيود على الحريات العامة وإرساء دعائم الديمقراطية في سوريا· وأدانت ألمانيا، سوريا لتمديد فترة سجن الناشط اللبواني· وقالت وزارة الخارجية الالمانية إنه يدعو فقط من أجل الديمقراطية وحرية الرأي· واشارت الى ان هذا الحكم الجديد يخالف الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية الموقعة من قبل سوريا في عام ·1969