الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الشامسي» تدير مركزاً للتوحد و«نسرين» تتولى أكاديمية للنساء و«سامي» يدرب شباب سوريا

«الشامسي» تدير مركزاً للتوحد و«نسرين» تتولى أكاديمية للنساء و«سامي» يدرب شباب سوريا
29 مارس 2017 00:54
دبي ( الاتحاد) منذ إطلاقها مطلع الشهر الجاري، نجحت مبادرة «صناع الأمل» في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي. وحتى اليوم، تلقت مبادرة «صناع الأمل» أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة، أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم. وسعياً لمشاركة الناس هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، نستعرض بعض قصص صناع الأمل التي تفتح نافذة تفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج. والقصة الأولى للإماراتية عائشة الشامسي التي تدير «مركز رأس الخيمة للتوحد»، كمبادرة تطوعية غير ربحية، تأسس في العام 2006 بجهود مجموعة من المتطوعين من أبناء إمارة رأس الخيمة لاستقبال الأطفال المصابين بالتوحد، والذين لا يوجد مركز متخصص في الإمارة يمكن أن يستوعب احتياجاتهم. وتبنت الشامسي فكرة إنشاء المركز عندما وجهت إحدى الأمهات نداء استغاثة في أحد المنتديات في رأس الخيمة، كاشفةً أن لديها طفلة مصابة بالتوحد ولا تعرف أين تلجأ ولمن؛ فتواصلت الشامسي، التي كانت عضواً في المنتدى، مع الأم وقررت أن تبادر بالتواصل مع عدد من المتطوعين وأصحاب الخير لإقامة مركز يستوعب أطفال الإمارة المصابين بهذا المرض الذي تنعكس تبعاته على جميع أفراد أسرة المتوحد، خاصة الأب والأم. وتقول الشامسي: إن المركز تعرض لخطر الإغلاق أكثر من مرة، بسبب عجز التمويل، حيث اضطرت إلى أن تقترض مرتين لتسديد التزاماته المادية، وعلى الرغم من أنّ رعاية الطفل المتوحد تكلف ما لا يقل عن 60 ألف درهم سنوياً، فإن المركز لا يتقاضى من أولياء الأمور سوى ربع المبلغ، وهناك من لا يستطيع تحمل حتى الكلفة الرمزية للعلاج، فيتم التواصل مع جهات خيرية في الدولة لتحمل الكلفة، أو قد يقوم المركز بإسقاط هذه الرسوم عن المحتاجين تماماً، الأمر الذي أحاله في كثير من الحالات إلى «مؤسسة خيرية». ويضم المركز، وهو مركز تأهيلي تخصصي غير ربحي «شبه تطوعي»، 20 طفلاً من المصابين بالتوحد، وهناك أكثر من 20 آخرين على قائمة الانتظار، بسبب عدم توفر الإمكانيات لاستيعاب المزيد من الأطفال، نظراً لصغر مساحة المبنى وعدم توفر الميزانية لتوظيف المزيد من المختصين لعلاج وتدريب الأطفال. والقصة الثانية للمهندسة المدنية نسرين صالح التي لم تتردد لحظة في مشاركة هوايتها في الحرف اليدوية، وتصميم المفروشات المنزلية والإكسسوارات والعطور، وإعادة تدويرها مع الراغبات بتعلم هذه الحرف من نساء السودان من الطالبات والأرامل والمطلقات. والأجمل أنها حولت هذه الهواية إلى مناهج أكاديمية متكاملة تستفيد منها النسوة من خلال انضمامهن إلى «أكاديمية نسرين كرافت لتنمية القيم والمهارات» التي أسستها العام 2005، بهدف تدريب النساء وتمكينهن من تعلم حرفة يدوية تساعدهن على إنشاء مشاريعهن الخاصة، ومن ثم تحقيق الاستقلالية، معنوياً ومادياً. وتمتلك الأكاديمية اليوم 12 منهجاً تدريبياً صممتها نسرين في مختلف المجالات مثل صناعة العطور، والديكور، والرسم على الزجاج وتصميم الإكسسوارات، وقد تعاونت مع جامعة السودان المفتوحة لتصميم مناهج أفضل وتدريب المدربات وتأهيلهن. الأكاديمية قائمة على جهد فردي من نسرين التي تعتبر أن حبها لعملها والتخطيط السليم والتعلم المستمر هي أهم عناصر النجاح. وعلى الرغم من معارضة عائلة نسرين لعملها الحالي، معتبرين أن النجاح يكمن فقط في التخصص الجامعي وممارسة مهنتها كمهندسة مدنية، فإن ذلك لم يمنعها من مواصلة حلمها ومساعدة النساء. وحتى اليوم دربت الأكاديمية 4500 سيدة. وتطمح نسرين مستقبلاً أن تتحول الأكاديمية إلى جامعة مستقلّة. أما القصة الثالثة، فهي تدور حول سامي السيوري، شاب سوري، أسس منصة «تمكين»، وهي منصة تدريب إلكترونية تستهدف الشباب السوريين في مختلف مناطق سوريا التي تنهشها الحرب، عبر توفير مجموعة من الدورات التعليمية التي تم نقلها عن جامعات عالمية، حيث تجري هذه الدورات في فضاءات افتراضية، علماً أن عملية التدريب مجانية، فيما يستطيع المتدربون الحصول على شهادات مرخصة من بريطانيا لقاء رسوم محددة. ويشرف على المنصة حالياً 30 متطوعاً ومتطوعة يساهمون في بث الأمل في حياة أكثر من عشرة آلاف مستفيد من الدورات المجانية التي توفرها «تمكين»، كما وفرت المنصة 300 ساعة تدريب لأكثر من 20 فريقاً شبابياً في مختلف الأراضي السورية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©