الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصحافة العربية «المُدهشة» والشبكة والاخطبوط

3 ابريل 2010 20:11
من يتابع الأساليب والأفكار والتطبيقات التي تلجأ إليها (باستمرار) أشهر وسائل الإعلام والصحف الغربية، يصاب بالدهشة من السبات الذي تغط فيه معظم وسائل الإعلام العربية وخاصة الصحف رغم إدراك الجميع بأن التطوير في عالم اليوم لم يعد خياراً بل فرضاً على كل مطبوعة أو أي وسيلة إعلام أخرى تفكر بالاستمرار في الفضاء الصحفي.
والتطوير في المحتوى والشكل والخدمات والمستوى المهني، وكذلك في سبل الترويج وتوسيع “سوق” القراء والمعلنين، لم يعد غاية بذاته بل ضرورة لمواجهة التحديات المتجددة في سوق الإعلام والمعلومات في العصر الرقمي.
والمدهش أن بعض وسائل الإعلام العربية ومعظم الصحف، تبدو وكأنها أعفت نفسها من كل ذلك واكتفت بأن تواجدت على شبكة النت بموقع أو أكثر وغالباً بنفس محتوى وتصنيف طبعتها الأصلية، وراحت تغتبط بزوار موقعها لأنهم تجاوزوا بضعة آلاف وازدادوا عن عدد قراء طبعتها الورقية غير آبهة بحقيقة هذه الزيارات ووقتها وفحواها، ثم أقنعت نفسها بأنها اجتازت تحديات العصر الرقمي وكفا الله الصحفيين والصحف “عبء” التفكير و”شر” المنافسة والبحث والجدال.
ومقارنة بتجارب الآخرين والسباقين يبدو من الجلي أن ثمة حلقة مفقودة تتعلق بمدى استيعاب مفهوم ومستلزمات العالم التشبيكي (networked) الذي يلقي بأعباء إضافية على الصحف التي تخطط للبقاء على قيد الحياة في هذا الفضاء الكوني الذي بات محشواً بالمعلومات حتى لم يعد سهلاً على أي كان إبراز تقديم وعرض محتواها وخدماتها إلا عبر شبكة رقمية واسعة خاصة بها فلا تكتفي بموقع واحد بين مئات ملايين المواقع ولا تسجن نفسها بالتقاليد الفنية والتحريرية للصحافة الورقية.
وبهذا المعنى فإن العالم التشبيكي الحقيقي يتطلب من كل صحيفة ووسيلة إعلامية امتدادات وتفرعات في كل مجالات محتواها وخدماتها بحيث توظف وتبرز جيداً ذلك الكم الهائل من معلومات وصفحات إصدارها اليومي بما في ذلك استحداث مواقع متعددة بتعدد الأبواب إلى جانب الموقع الجامع للصحيفة كلها.
والعالم التشبيكي يعني عرض الأخبار والمقالات والمواضيع المتراكمة في كل صفحة أو باب لعدة أيام أو أسابيع وعدم الاكتفاء فقط بمحتويات يوم الزيارة، كما يعني أن العرض الجيد لكل خبر أو معلومة يتطلب إضافة الروابط والمواضيع ذات الصلة به.
ولأن زائر الويب يجب ألا يبذل من الجهد ما يزيد عن قيمة محتويات الموقع وحتى لا يتركه مسرعاً إلى غيره فإن المطلوب أيضاً تجنب التعقيد والمبالغة في الزخرفة والتصميم مقابل الحرص على التبسيط والعرض السهل والجذاب.. وهنا تتجلى ضرورة كبرى للابتكار المتواصل في المواقع الصحفية حتى تستطيع الصمود في حرب البقاء مع اخطبوط الشبكة العالمية وتحدياتها المستقبلية الرقمية.


barragdr@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©