الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الكثيري: إطلاق مشروع غير مسبوق لهيكلة اتحاد الكرة

الكثيري: إطلاق مشروع غير مسبوق لهيكلة اتحاد الكرة
12 مارس 2018 22:10
معتز الشامي (دبي) يعتبر التطوير الإداري لأي مؤسسة، إحدى أصعب المهام التي تواجه أي مجلس إدارة، يسعى للوصول بمؤسسته إلى المثالية في الأداء، بما يجعله تحدياً قائماً بذاته، يتطلب تضافر جميع الجهود، بما يسهل استيعابه وتطبيقه، والوصول إلى الأهداف المنشودة، هكذا يمكننا أن نلخص الدور الذي لعبه مسلم الكثيري، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة وفريق العمل، عبر 3 مشاريع متداخلة معاً، أولها إعادة هيكلة النظام الإداري الوظيفي لاتحاد الكرة، والآخر إطلاق مشروع يسهم في تضييق الفجوة بين دوري «المحترفين» و«الأولى»، وهو مشروع الحد الأدنى من معايير الاحتراف التي تطبق على الهواة خلال الفترة المقبلة، والثالث البدء في التخطيط له، بتطبيق علم الإدارة الرياضية، مستغلاً وجود كيان أكاديمية اتحاد الكرة، سعياً للمزيد من التواصل مع الجهات المعنية لتحويل مشروعه إلى واقع ملموس، يفرز قيادات على المستويين الإداري والفني، في كرة القدم وباقي اللعبات. وقد تحدث مسلم الكثيري عن أهم المشاريع التي يعمل عليها الاتحاد في صمت طيلة الفترة الماضية، وأصبحت جاهزة للتطبيق على أرض الواقع. في البداية، أشار الكثيري إلى الدور الكبير والدعم اللامحدود الذي يوفره سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، لدعم اللعبة وكل ما يتعلق بها من مشاريع للتطوير، موضحاً أن متابعة سموه ورعايته للاتحاد يضع الجميع أمام مسؤوليات كبيرة، لتقديم الأفضل لخدمة الصالح العام. ولفت إلى أن مواكبة العصر في كرة القدم، تتطلب عملاً احترافياً، خاصة في المجال الإداري، لأن الاحتراف الإداري جزء أصيل من العملية الاحترافية نفسها التي لا تتوقف على الجوانب الفنية فقط، وقال: مشروع إعادة الهيكلة الإدارية داخل الاتحاد أخذ وقتاً من اللجنة، حيث أردنا أن يصل الاتحاد إلى مرحلة الهيكلة الناضجة التي تناسب وضعنا وظروفنا حالياً ومستقبلاً، فكل مرحلة تتطلب تطوراً معيناً يستبدل ممارسات سابقة كانت ناجحة في وقتها، وأصبحت غير فاعلة مع تطور العصر، وهنا تأتي أهمية تطوير الهيكلة الإدارية لعمل الاتحاد، بما يسهل الوصول بالمنظومة المؤسسية إلى المكانة التي تستحقها، ولذلك نسعى لتقديم هيكلة تسهل إدارة اللعبة، وأن تكون واضحة المعالم، بما يسهل على العاملين داخل الاتحاد أنفسهم، ويقلل الأخطاء ويجعل الإنجاز أسرع والقرار أكثر شمولاً. وأضاف: الهيكلة التنظيمية للاتحاد لن تكون سهلة، كما لن يتم استيعابها بشكل سريع، ولكنها تحتاج إلى بعض الوقت حتى تصل إلى الشخص القادر على إدارة المهام المطلوبة، كل بحسب درجته الوظيفية ودوره، بداية من مجلس الإدارة، وانتهاءً بموظفي الإدارات المختلفة، وهدفنا أن يشعر كل من يعمل بالاتحاد بأنه مسؤول، وليس فقط مجلس الإدارة هو المسؤول، ولذلك كان من الضروري أن نقوم بتوضيح المسؤولية المطلوبة لكل فرد داخل المؤسسة، لمنع الوقوع في الأخطاء والعمل بسلاسة، وهو ما تبنيناه في الهيكلة الجديدة للاتحاد، وتوضيح دور كل فرد حسب الوظيفة، وهناك وصف لجميع وظائف الاتحاد. ولفت الكثيري إلى أنه بالنظر إلى عمل اللجان وآليتها، اتضح أن هناك حاجة لتوزيع بعض المسؤوليات والمهام والصلاحيات، بما لا يتداخل مع مسؤوليات لجان أخرى أو إدارات تنفيذية، ومن ثم تسهيل العمل والمخرجات والنتائج بشكل كامل ودقيق في الاتحاد، ولذلك تم الفصل بين المهام الاستراتيجية التي يجب أن تقوم بها اللجان والمسؤوليات التنفيذية لإدارات الاتحاد، ووضعنا تصوراً نبدأ في تنفيذه الآن، يحدد المسؤوليات الأساسية والرئيسية لجميع اللجان، انتهاءً بالأمانة العامة وشقيها الإداري والفني. وأضاف: في الهيكلة الإدارية الجديدة، اتبعنا النموذج الهَرَمي الحديث واعتمدنا اللامركزية في القرارات التنفيذية اليومية، وبناءً عليه تم استحداث وظيفتي الأمناء المساعدين للشؤون الفنية والإدارية، حيث وُزِعت عليهم بعض المسؤوليات والمهام التنفيذية كل بحسب اختصاصه، بما يمنع تداخل الصلاحيات ويدعم الإدارات التنفيذية في تنفيذ مسؤولياتها وسرعة اتخاذ القرارات، ومثلاً عند تسجيل لاعب، لم يعد هناك داعٍ لأن تجتمع لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين لاتخاذ القرار، طالما توجد آليات وقوانين ولوائح تقوم بهذا الغرض وتنفذها إدارة ما تحت إشراف الإدارة التنفيذية «الأمانة العامة»، بدلاً من تأخير القرار في اللجان. ومن أهداف الهيكلة الإدارية الجديدة، تسريع اتخاذ القرار عبر تحديد الصلاحيات والإجراءات، وبالتالي لا يتطلب ضرورة اجتماع اللجنة بشكل دوري لاتخاذ القرارات التنفيذية، وتم وضع الهيكل الإداري النهائي، وجارٍ حالياً التنسيق مع الأمين العام للاتحاد لتسكين الوظائف بحسب الكفاءات والمسؤوليات المنوطة بكل وظيفة على الهيكل المعتمد. وعن إنهاء عقود بعض الموظفين في بداية تولي المسؤولية، قال: لم نقم بإنهاء عقود من يعمل ولديه وظيفة واضحة، لكن البعض قرر أن يرحل، بينما دورنا لم يكن إنهاء العقود بقدر ما كان البحث والإمعان في قدرات وإمكانيات الموظفين الحاليين، وإضافة المزيد عند الحاجة لذلك، ومؤسسة اتحاد الكرة تهم الشارع الرياضي، وهدفنا أن تتحول إلى مؤسسة رياضية متكاملة الأركان، فإذا كانت الهيكلة الإدارية للاتحاد متناغمة مع المقتضيات والأهداف الاستراتيجية للاتحاد، فهذا سيكون أحد أبرز الإنجازات للمجلس. وعن دور الاتحاد السابق في وضع هيكلة فعالة وقتها، قال: بالفعل كان هناك هيكل إداري للاتحاد، ولكننا جئنا لنكمل عمل من سبقونا، ونحن لم نبدأ من «الصفر»، ولكن نعمل على تطوير ما هو قائم بالفعل، لذلك قمنا بدمج بعض الإدارات لعدم تضارب الصلاحيات والمسؤوليات أو تداخلها مع إدارات أخرى، واكتشفنا بالممارسة العملية، أن النظام الأساسي، لم يكن واضحاً بشكل كافٍ في تحديد صلاحيات ومهام ومسؤوليات جميع لجان وإدارات الاتحاد، وسنرى إذا كانت هناك بعض المتطلبات المتعلقة بتعديل اللجان أو صلاحياتها، بحيث قد يحتاج إلى موافقة الجمعية العمومية، نقوم بإعداد التوصيات اللازمة ورفعها لـ«العمومية». وقال: ووفق الهيكلة الإدارية الجديدة نضاهي أكبر الاتحادات في العالم التي تعتمد نهجاً مؤسسياً واضح الأهداف والآلية، بحيث يسهل مهام كل من ينتمي لهذا الكيان. والآن نحن نعمل بجهد على تفعيل هذه الهيكلة الإدارية الجديدة، ولكن الأمر قد يتطلب بعض الوقت، لأن الكل اعتاد نظاماً معيناً في العمل الإداري وتطبيق هذا النظام يحتاج إلى المزيد من الوقت، حتى يستوعب الجميع الآلية المطلوب الوصول إليها، وبهذا الخصوص نعمل حالياً على تطوير وتنفيذ ورش عمل مكثفة تساعد على الوصول لهذه الأهداف في أسرع وقت ممكن، بما لا يؤثر على العمل اليومي المستمر لإدارات الاتحاد. معايير الاحتراف تهدف إلى تحويل «الهواة» لـ «محترفين ب» أكد مسلم الكثيري أن أبرز متطلبات الأندية خلال زياراته الميدانية قبل الانتخابات، تجسدت في الشكوى من اتساع الفجوة بين أندية المحترفين والدرجة الأولى، وقال: فكرة مشروع تطبيق الحد الأدنى من معايير الاحتراف بدوري الدرجة الأولى غير مكلفة، إلا أنها تسهم في تقليل الفجوة بين «الهواة» و«المحترفين»، بل أكبر من ذلك، عبر التأسيس لعمل يمكن أن يصل بنا إلى تحويل دوري الهواة إلى دوري «محترف ب»، وهو ما يطور اللعبة فنياً وإدارياً. وأضاف: هناك العديد من الوظائف الموجودة بالفعل في أندية الأولى، وبعض المتطلبات الإدارية التي يتطلبها نظام الاحتراف، وفق المعايير المفروضة في نظام تراخيص الأندية، وكل ما سنقوم به هو تعريف الأندية، كيفية تسكين ما لديها من إمكانيات ووظائف إدارية وتنظيمية وقيادية، بشكل يسهل العمل الاحترافي المطلوب، حتى يساعد ذلك الأندية الصاعدة للمشاركة في الدوري المحترف، بالإضافة إلى مساعدتها في زرع أفكار احترافية تسهم في تعزيز عمل التسويق والاستثمار لديها. وقال: لدينا مشروع لتوزيع مكافأة لأفضل الأندية بدوري الأولى التي تلتزم بمعايير الاحتراف أو أدنى المعايير التي اتفقنا عليها، ومع مرور الوقت يمكن أن يكون دوري الأولى محترفاً أيضاً، وهدفنا الأسمى أن تكون لدوري الأولى قيمة سوقية أو «براند»، يمكن تسويقه وبيعه، ومن ثم الوصول لدخل مالي نقوم بتوزيعه لاحقاً على الأندية، بما يساعدها على الالتزام بمتطلبات الصرف والإنفاق على اللعبة، كما هو متبع في دوري المحترفين، وهذا الأمر يسهم في تحقيق تطور إداري وتنظيمي للأندية يفيدها في النهوض بالجانب الفني أيضاً مع الوقت. وأضاف: في ورشة عمل الأولى لهذا المشروع نسبة التجاوب بلغت 50%، بينما أتمنى أن نرى اهتماماً أكبر، خاصة أن المشروع يتيح إمكانية تأسيس شركة كرة قدم بدوري الأولى أيضاً، للتسهيل على الأندية نفسها، ونعمل على مساعدتها في الأمور التي تتطلب استشارات لازمة لإنجاح المشروع، لكن يجب أن نبدأ نحن الخطوة. الرميثي رجل المرحلة أشاد الكثيري بتولي معالي اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي، رئاسة الهيئة العامة للرياضة، وقدرته على تحقيق النقلة النوعية للرياضة الإماراتية، متمنياً أن تسهم المبادرات التطويرية للهيئة في النهضة اللازمة للرياضة بشكل عام، ولفت إلى الخبرات الكبيرة لمعاليه، لأنه رجل المرحلة في الرياضة الإماراتية. جيل رياضي متخصص أوضح مسلم الكثيري أنه يحلم برؤية جيل متخصص في الإدارة الرياضية بكل جوانبها، سواء الفنية أو الإدارية، وأن يكون هناك إقبال أكبر على التخصصات الرياضية وتوفرها، بما يفيد في تطوير اللعبة مع مرور الوقت، حتى تحقق الطموحات، وقال: الرياضة استراتيجية تقوم على العلم، وأضاف: ولا أذيع سراً لو قلت إن من منحني دفعة للترشح للاتحاد، هو أن أحقق هدفاً أساسياً يسهم في تطوير الرياضة الإماراتية، من خلال «التعليم الرياضي»، لأن الرياضة أصبحت علماً، لأننا تأخرنا كثيراً في معاملة الرياضة علماً قائماً بذاته، بينما هناك في بعض الاتحادات بالعالم مراكز أبحاث رياضية، ما يعني أنهم في الخارج يسخّرون العلم لخدمة الرياضة وتطويرها، وهذا ما نحتاج إليه الآن، ومن دون تحويل الرياضة إلى علم يتم تدريسه في المدارس أو الجامعات، بصفته مادة تخصص، لن نصل إلى مرحلة الإنجازات، ليس في لعبة الكرة القدم فقط، وإنما في جميع الألعاب. وأضاف: وفرت قيادتنا مدارس ومعاهد تخصصية مجهزة في كل مكان، وبالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، تكون الرياضة حاضرة كأحد التخصصات المتاحة، مثل باقي أفرع التعليم الفني أو المهني، حيث يمكن أن نرى إدارياً متخصصاً في الإدارة الرياضية ودراستها في الثانوية والجامعة. وقال: في فريق 18 نرى العديد من المواهب التي تخسرها كرة الإمارات، بسبب تفضيل بعض الأسر للتعليم عن مسار كرة القدم لأبنائهم، لكن لو غيرنا النظرة، وبدأنا في تبني مناهج وتخصصات ذات طبيعة إدارية وفنية للرياضيين، وقتها يكون لدينا الحل لمسألة تعليم اللاعبين وربطها بالأندية، وأتمنى أن ننجح في أكاديمية اتحاد الكرة مع مرور الوقت، في تعزيز مفهوم دراسة الإدارة الرياضية بشكل أكاديمي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©