تسير هيئة الهلال الأحمر اليوم قافلة مساعدات جديدة من العاصمة إسلام أباد للنازحين من وادي سوات في باكستان، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومتابعة سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رئيس هيئة الهلال الأحمر.
وتحمل القافلة كميات كبيرة من المواد الغذائية و الخيام ومواد الإيواء الأخرى إلى جانب الأجهزة الكهربائية الضرورية للتخفيف على سكان المخيمات من حرارة الجو. وتم تخصيص هذه الشحنة من المواد الإغاثية للنازحين في مخيم ريسال بور على بعد 150 كيلو مترا شمال العاصمة الباكستانية إسلام أباد، بالتنسيق والتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الباكستانية التي تشرف على تسيير أعمال المخيم. وتمثل هذه القافلة المرحلة الثانية من برنامج المساعدات الإنسانية الذي تنفذه الهيئة لصالح المتأثرين من الأحداث في وادي سوات و المناطق المجاورة، تنفيذا لتوجيهات القيادة الرشيدة التي أمرت بتسخير الإمكانات، وحشد الطاقات لتلبية احتياجات الساحة الباكستانية في الجوانب الإنسانية، للحد من معاناة النازحين وتسهيل سبل العيش لهم ، والوقوف بجانبهم حتى تنجلي محنتهم. و كانت الهيئة قد نفذت المرحلة الأولى من المساعدات الأسبوع الماضي، والتي تضمنت توزيع 300 طن من المواد الغذائية الأساسية، والتي شملت الأرز والطحين والزيوت والمعلبات ومستلزمات الأطفال، إلى جانب الخيام والبطانيات ومواد الإيواء الأخرى على النازحين في مخيم شاه منصور في منطقة صوابي، والذي يضم حوالي 13ألف أسرة تعيش أوضاعا إنسانية صعبة.
تكثيف الإغاثة
وكثفت هيئة الهلال الأحمر عملياتها الإغاثية في ظل تطورات الأحداث على الساحة الباكستانية، والتي أدت إلى نزوح المزيد من سكان الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، بسبب تصاعد وتيرة الأزمة، وبالتالي تفاقم معاناة النازحين الذين تفيد التقارير بأن عددهم تجاوز مليونين و400 ألف شخص ويتوقع نزوح المزيد خلال الأيام القليلة القادمة، وقد عززت الهيئة تحركاتها الميدانية وسط النازحين عبر وفدها الموجود هناك برئاسة خميس محمد السويدي مدير فرع الهلال الأحمر في الشارقة، وعضوية عمر أحمد بن فيصل. ويضطلع الوفد بالعديد من المهام الإنسانية ويقود عمليات الهيئة الإغاثية لصالح النازحين إلى جانب القيام بالتنسيق مع سفارة الدولة في إسلام أباد، وجمعية الهلال الأحمر الباكستانية والمنظمات الإنسانية الدولية العاملة على الساحة الباكستانية. وتمكن الوفد عبر التنسيق الجيد مع تلك الجهات من تقديم أفضل الخدمات الإغاثية للنازحين والحد من معاناتهم. وقال رئيس وفد الهلال الأحمر لوكالة أنباء الإمارات، إن هذه الشحنة من المساعدات تم توفيرها بناء على الاحتياجات الفعلية للنازحين، والتي تلمسها الوفد عن قرب من خلال جولاته الميدانية داخل المخيمات حول العاصمة إسلام أباد، مشيرا إلى أنه تم تجهيزها من الأسواق المحلية في باكستان بالسرعة التي تتطلبها ظروف النازحين الذين تفتقر مخيماتهم للكثير من مقومات الحياة الأساسية. وأكد أن المخيمات التي أقيمت على عجل لإيواء ملايين المشردين لا تزال تحتاج للمزيد من الدعم والمساندة للإيفاء بالالتزامات الإنسانية تجاه الضحايا والمتأثرين. وأشار إلى أن الرعاية الصحية للنازحين تمثل تحديا كبيرا أمام الجهات المشرفة والمنظمات الإنسانية العاملة هناك، ولا توجد مرافق طبية كافية تفي بمتطلبات المرضى العلاجية، موضحا أن الوفد لاحظ تكدس المرضى خاصة من الأطفال والنساء أمام إحدى الخيام التي تم تخصيصها لتكون وحدة صحية وتنقصها الكثير من المقومات. وأكد أن هيئة الهلال الأحمر ستولي الجانب الصحي في المخيمات اهتماما كبيرا لإنقاذ الحياة والحد من المعاناة الصحية للنازحين. وقال إن برامج الهيئة المقبلة تتضمن توفير الأدوية و المستلزمات الطبية الضرورية، مشيرا إلى أن الوفد بحث هذا الجانب الحيوي والهام خلال لقائه المسؤولين في صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في إسلام أباد مؤخرا حيث تم التنسيق لتكثيف البرامج الصحية والوقائية داخل المخيمات للحد من تفاقم الأوضاع الصحية للنازحين. كما أكد التزام الهيئة بمسؤولياتها الإنسانية تجاه الأوضاع السائدة على الساحة الباكستانية، مشيرا إلى أن وفد الهيئة استطاع خلال تواجده الميداني في باكستان بالرغم من المخاطر والظروف الاستثنائية السائدة هناك، من تحقيق تطلعات قيادة الدولة الرشيدة بتقديم الدعم والمساندة اللازمتين للشعب الباكستاني الشقيق في ظروفه الراهنة. وقال إن تضافر العديد من العوامل وفي مقدمتها المساندة القوية التي قدمها أعضاء سفارة الدولة في باكستان، وعلى رأسهم على سيف سلطان العواني سفير الدولة في اسلام أباد يسّر من مهمة الهيئة تجاه الضحايا والنازحين، مشيرا إلى أن السفارة قدمت كافة التسهيلات المطلوبة للوفد خاصة في مجال الحركة و التنقل بين المخيمات المنتشرة في شمال غرب العاصمة إسلام أباد وتقديرا لهذا الدور تم تقديم درع الهلال الأحمر لأعضاء السفارة، تسلمه نيابة عنهم سعادة السفير. وأكد أن الشراكة القوية القائمة بين الهيئة وجمعية الهلال الأحمر الباكستانية، والمنظمات الإنسانية الدولية التي لها وجود فاعل في باكستان، مكنت الهيئة من القيام بدورها على الوجه الأكمل داخل الميدان. إلى ذلك أشادت وسائل الإعلام الباكستانية المقروءة والمسموعة والمرئية بجهود دولة الإمارات في مساندة ضحايا الأحداث في باكستان، وأبرزت على صدر صفحاتها ونشراتها الإخبارية الوقفة القوية للإمارات وشعبها المعطاء، وتجاوبها مع الأوضاع الإنسانية السائدة في باكستان. وأكدت أن الإمارات أظهرت تضامنا منقطع النظير مع ضحايا الأحداث والنازحين. ونقلت صحيفة «ذا نيوز»أعرق الصحف الباكستانية، والتي تمتلك قناة «جيو» الفضائية عن أحد المسؤولين الباكستانيين، قوله إن الإمارات تعتبر الدولة العربية والإسلامية الأولى التي أولت اهتماما كبيرا للظروف الإنسانية الراهنة في باكستان، وتجاوبت على الفور مع نداء الواجب الإنساني وقدمت ولا تزال كل أوجه الدعم والمساندة. وأكد أن هذا ليس بغريب عليها فهي تقف دوما إلى جانب الشعب الباكستاني في كل الأحوال، والظروف داعمة ومساندة لأوضاعه الإنسانية، فيما حيت صحيفة «جنك» مبادرات الإمارات الخلاقة على الساحة الباكستانية
عدد اليوم
