الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ذكريات السنين الماضية

11 مارس 2018 23:40
الكثير من الأشخاص يقولون: «السنين الماضية والجميلة لا تعود، وتبقى الذكريات الرائعة تدور في رحى الأيام الفائتة». والبعض منهم يسترجع الأيام الجميلة التي قضاها مع إخوته وأصدقائه، مردداً الكلمات والعبارات التي يذكرها، ملحناً مشاعره بأوتار الحزن والضيق. فلماذا لا نعترف جميعاً أن الأيام كما هي، ولا تتبدل، بل الإنسان هو من يتغيّر، ليلقي، ويعلق كل مآسيه وآلامه على شماعة الأيام، في اعتقاده أن للأيام دوراً في تغيير المشاعر، وتبديل الأحاسيس، وتضييق النفوس الصغيرة. إهمال النفس يكوّن عليها غبار الحياة، مما يجعلها أكثر ضيقاً، وحنقاً. فكل الذكريات القديمة بإمكاننا إحيائها، واسترجاعها، وأن نعيش الضحكات بكل تفاصيلها، أن قررنا تهذيب النفس كما كانت عليه في السابق. علينا أن ندرك جيّداً بأن الأيام الماضية، كما هي، لا تتغير، بل تمضي وتسير إلى الأمام باستمرارية فائقة كعجلة تتحرك لا تقف ولا تعود إلى الخلف، ولكن تبقى الأيام هي الأيام نفسها، وعدد الساعات والوقت نفسه لا يطول ولا يقصر، وحتى الأسابيع والشهور كذلك، ولكن حين تصاب النفس بحساسية عثة غبار السنين، ورياح الأيام، تحجب عليها رؤية الحياة، وفي حينها يتشبث الإنسان بماضيه، حين كانت نفسه نظيفة، خالية من الغبار والأوساخ المترسبة عليها، مسترجعاً أيامه، وكل ذكرياته التي وقفت عند عتبة النفس الملوثة. هزاع المنصوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©