الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

باكستان... خطة أميركية لتعزيز الوجود الدبلوماسي

باكستان... خطة أميركية لتعزيز الوجود الدبلوماسي
30 مايو 2009 00:03
تنكب الولايات المتحدة حالياً على برنامج سريع بكلفة تناهز مليار دولار، ويقضي بتوسيع وجودها الدبلوماسي في باكستان وأفغانستان المجاورة، في مؤشر جديد على التزام مكلف وطويل من قبل إدارة أوباما تجاه منطقة آسيا الوسطى. وقد طلب البيت الأبيض من الكونجرس 736 مليون دولار – ومن المرجح أن يحصل عليها في ما يبدو – من أجل بناء سفارة أميركية جديدة في إسلام آباد، إلى جانب سكن دائم للموظفين المدنيين الحكوميين الأميركيين، وفضاء جديد خاص بالمكاتب في العاصمة الباكستانية. ويضاهي حجم المشاريع السفارة الأميركية العملاقة في بغداد، التي اكتملت أشغال بنائها العام الماضي بكلفة 740 مليون دولار. ويقول المسؤولون الكبار في وزارة الخارجية الأميركية إن ثمة حاجة إلى توسيع الوجود الدبلوماسي من أجل استبدال منشآت ضيقة وقديمة وغير آمنة، ومن أجل استيعاب «زيادةٍ» في عدد المسؤولين المدنيين بأفغانستان وباكستان أمر بها أوباما ووزيرة خارجيته. وهناك مشاريع أخرى كبيرة مخطط لها في كابول بأفغانستان وفي مدينتي لاهور وبيشاور الباكستانيتين. ففي هذه الأخيرة مثلًا، تتفاوض الحكومة الأميركية على شراء فندق من فئة خمسة نجوم، ليكون مقراً لقنصلية أميركية جديدة. تمويل هذه المشاريع مشمول ضمن قانون إنفاق إضافي لعام 2009 مرره مجلسا النواب والشيوخ بأشكال مختلفة قليلًا. ومعلوم أن أوباما صرح مراراً بأن إرساء الاستقرار في باكستان وأفغانستان- حيث تنشط «القاعدة» و«طالبان»- أساسي ومهم بالنسبة للأمن القومي الأميركي. وفي هذا الإطار، أمر بإرسال الآلاف من الجنود الإضافيين إلى أفغانستان، ويقترح حالياً زيادة المساعدات بشكل واضح للبلدين. غير أن المشكلة تكمن في أن قطاعات واسعة من السكان في باكستان تكن مشاعر عداء للوجود الأميركي في المنطقة – رغم تلقي إسلام آباد مليارات الدولارات من المساعدات من واشنطن منذ 2001. وبالتالي، من المرجح أن تغتنم المنظمات والسياسيون المناوئون للولايات المتحدة الوجودَ الدبلوماسي في إسلام آباد لتقديمه على أنه دليل على «المخططات الإمبريالية» الأميركية. وفي هذا السياق، يقول خورشيد أحمد، العضو في الغرفة العليا في البرلمان الباكستاني عن «الجماعة الإسلامية»، وهو أحد الحزبين الدينيين الرئيسيين في البلاد «إن الأمر يتعلق بتكرار للسيناريو الذي حدث في بغداد»، مضيفاً «ان السفارة في إسلام آباد أكبر وأكثر اتساعاً مما يحتاجون. وبالتالي، فالهدف هو إدارة باكستان واستغلالها لتنفيذ الأجندة الأميركية في آسيا الوسطى». في بغداد وأماكن خطيرة أخرى، يجد الدبلوماسيون الأميركيون أنفسهم أحياناً منقطعين ومنعزلين عن السكان في المجمعات السكنية شديدة التحصين والحراسة، تحيط بهم الأسوار العالية والأسلاك الشائكة والحراس المسلحون. ويقول «رونالد نومان»، وهو سفير أميركي سابق إلى أفغانستان ورئيس الأكاديمية الأميركية للدبلوماسية: «إذا كان لديك أشخاص سيعيشون في منطقة معرضة للسيارات المفخخة، فهناك سبب لكي لا يكون عدد موظفيك قليلاً»، واصفاً مخططات التوسيع بأنها «مبررة جداً عموماً». في إسلام آباد، يدعو المخطط، حسب وثائق وزارة الخارجية، إلى بناء ملحق جديد ليكون فضاءً للمكاتب بكلفة 111 مليون دولار يضم 330 موظفاً، ورصد 197 مليون دولار لبناء 156 وحدة سكنية دائمة و80 وحدة مؤقتة، واستبدال مبنى السفارة الرئيسية بكلفة 405 ملايين دولار. ويذكر هنا أن السفارة الحالية، التي توجد في الحي الدبلوماسي بالعاصمة، تضررت كثيراً في هجوم من قبل الطلبة الباكستانيين في 1979. وعلاوة على ذلك، فإن الحكومة الأميركية تخطط لإصلاح وتجديد مبنيي قنصليتيها في مدينة لاهور الواقعة شرق البلاد وفي بيشاور، العاصمة الإقليمية لإقليم حدودي مبتلى بالمقاتلين. أما القنصلية في مدينة كراتشي العملاقة الواقعة جنوب البلاد، فقد انتقلت للتو إلى مقر جديد. وقد أكد مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية أن مخططات الولايات المتحدة بخصوص القنصلية في بيشاور تشمل اقتناء فندق «بُرل كونتينانتل» الفخم. وقد قبل هذا المسؤول التحدث شريطة عدم ذكر اسمه؛ لأنه لم يكن لديه ترخيص للحديث بشكل رسمي حول الموضوع. و«بل كونتينانتل»، هو الفندق الوحيد من فئة خمسة نجوم الذي تتوافر عليه المدينة، ويملكه رجل أعمال باكستاني. وتعد بيشاور محطة مهمة لجمع المعلومات الاستخباراتية حول المناطق القبلية التي تحيط بالمدينة من ثلاثة جوانب، وهي معقل لتنظيم «القاعدة» و«طالبان»، غير أنه من المنتظر أيضاً أن تصبح المنطقة مركزاً لبرامج المساعدات الأميركية الموسعة، وقد تم توسيع البعثة الأميركية في بيشاور منذ بعض الوقت من ثلاثة دبلوماسيين أميركيين إلى بضع عشرات. وعموماً، طلبت الإدارة 806 ملايين دولار من أجل المنشآت الدبلوماسية والأمن في باكستان. وفي هذا الإطار، يقول «جوناثان بليث» من مكتب عمليات المكاتب الخارجية بوزارة الخارجية: «نظراً للالتزام القوي الموجود لدى الولايات المتحدة في باكستان، فإننا بحاجة إلى القاعدة الضرورية لإنجاز مهمتنا الدبلوماسية. والسفارة تحتاج إلى تطوير وتوسيع حتى تلبي متطلبات المهمة المستقبلية». من جانبه، أفاد مسؤول باكستاني كبير طلب عدم ذكر اسمه بأن التوسيع كان موضوع مناقشة منذ ثلاث سنوات، إذ يقول «الباكستانيون يدركون ويتفهمون الحاجة إلى توسيع البعثات الدبلوماسية... ولكن، هل سيستغل بعض الأشخاص ذلك. الجواب: أجل». سعيد شاه ووارن ستروبل – إسلام آباد ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©