الأحد 5 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تشريع اتحادي لمكافحة التلوث وحماية البيئة في مجال الطيران

تشريع اتحادي لمكافحة التلوث وحماية البيئة في مجال الطيران
23 فبراير 2011 21:19
(دبي) - تعتزم الهيئة العامة للطيران المدني بالدولة إصدار تشريعات خاصة بتحديد معايير الحفاظ على البيئة في مجال الطيران والحد من التلوث، في الوقت الذي تجري فيه مشاورات مع وزارة البيئة والمياه وإدارة البيئة في وزارة الخارجية للتوصل إلى تفاهم مشترك لصياغة برنامج اتحادي في مجال حماية البيئة بالدولة في مجال الطيران. وكشفت الهيئة عن تلك التوجهات خلال أعمال مؤتمر النقل الأخضر والخدمات اللوجستية بجامعة زايد في دبي أمس. وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي خلال افتتاح المؤتمر أن دولة الإمارات تسير بخطى حثيثة في مسيرة التنمية المستدامة بالتوازي مع استراتيجيات جريئة مدروسة ومرسومة بعناية بالغة لجعل دولة الإمارات دولة نموذجية يحتذى بها، تنعم بالازدهار والتقدم. وأوضح معاليه أن قيام الدولة على أسس الاستدامة القوية هي من أهم المسائل في القرن الحادي والعشرين، لافتا إلى أن مدينة مصدر بأبوظبي مثال على ريادة الدولة في تطبيق مبادئ الاستدامة لتشمل مجتمعا بأكمله. وبين أن مصدر هي المدينة الأولى من نوعها المصممة الخالية من الآثار الكربونية. وأضاف معالي الشيخ نهيان بن مبارك أن “تحقيق التنمية المستدامة وترسيخ ارتباطها بالتعليم والبحوث جزء رئيسي من الخطط التنموية للدولة للمستقبل، كما أصبحت الاستدامة محورا رئيسيا لأنشطة النقل في الدولة”. ونوه معالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي بأهمية انعقاد مثل تلك المؤتمرات لتأمين خدمات لوجستية خضراء على أرض الإمارات في ظل ما تقوم به الدولة من جهود في مجال التنمية المستدامة، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتوجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ورغم أن الطيران ليس مسؤولا إلا عن 2 % من نسبة انبعاثات الكربون في العالم، إلا أنه قطاع يتنامى على صعيد الاقتصاد العالمي، فالطيران يشكل قطاعاً رئيسيا في مجال النقل، والتركيز الحالي على الطاقة يقدم الفرصة لقطاع الطيران لتحقيق نقلة نوعية في المجال الاقتصادي. ويناقش أكثر من 400 متخصص خلال مؤتمر النقل الأخضر والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط 27 ورقة عمل تركز على الخدمات اللوجستية المستدامة والبيئة، والمبادرات الخضراء في دولة الإمارات، وكفاءة الطاقة، والمسؤولية الاجتماعية للشركات، ومستقبل المطارات الخضراء، وإدارة الطاقة والبيئة والمسؤولية الاجتماعية للشركات، والمواصلات الخضراء والنقل والإمداد. وقال معالي الشيخ نهيان “إن الطيران الأخضر يشمل أنشطة تهدف إلى تحسين كفاءة وقود الطائرات وتطوير أسلوب مراقبة الحركة الجوية، وتطبيق نظم ملاحية متطورة وتكنولوجيات وهندسيات جديدة لبلوغ الهدف المنشود وتحقيق النقل الجوي الخالي من الكربون في جميع أنحاء العالم”. وشدد على أهمية دعم المؤتمر الخطوات الرامية إلى التوصل إلى إيجاد الحلول للتحديات التي تواجه اقتصاديات النقل والخدمات اللوجستية الخضراء، مشيرا إلى أن النقل هو مصدر حوالي ثلث انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك “نأمل من خلال تلك المؤتمرات الخروج بأفكار لتصميم طائرات على أسس غير تقليدية، وكذلك محركات فائقة الكفاءة وخفيفة الوزن، والتوصل إلى استخدام مواد لمقاومة التلف والأضرار ومشتتة للضوضاء، وابتكارات تسعى إلى اعتماد أنواع الوقود البديلة والتكنولوجيات المتقدمة للطاقة”. من جانبه، قال سيف السويدي مدير عام الهيئة العامة للطيران المدني إن المعايير التي تتبعها الإمارات في مجال حماية البيئة أكثر صرامة من المعايير الدولية، خاصة في مجال التدقيق على الطائرات الملوثة للبيئة، لافتا إلى أن عشرات الطائرات الأجنبية تم حظر تشغيلها في أجواء الدولة وفقا للمعايير البيئية المتبعة محلياً. وبين أن حظر تشغيل الطائرات لا يرتبط بعمر الطائرة فقط، بل بالعديد من العناصر والعوامل الأخرى، وربما يرجع لعدم اتباع نظم الصيانة، متوقعاً حظر تشغيل طائرات لناقلات عالمية خلال العام الحالي، في ضوء ما تطبقه الدولة من معايير صارمة. وأوضح السويدي أن طائرات الناقلات الوطنية بالدولة هي الأقل تلويثاً للبيئة، نظرا لامتلاكها أساطيل حديثة، بعكس شركات عالمية أخرى. كما أن العمر الافتراضي للطائرات بالدولة يتراوح بين 5 إلى 7 سنوات، ولا يتعدى عشر سنوات، بينما يصل هذا العمر إلى 18 و20 عاما لدى شركات أخرى. برنامج وطني وأفاد السويدي بأن الإمارات تعمل على برنامج وطني من خلال الهيئة العامة للطيران المدني يستهدف عملاً جماعياً تشارك فيه مختلف المؤسسات والشركات والوزارات ذات الصلة بالطيران والبيئة، لوضع منظومة موحدة للحد من التلوث في مجال الطيران. وأشار إلى أن البرنامج في مجال مكافحة التلوث لن يقتصر على التلوث البيئي فقط بل سيمتد إلى التلوث السمعي أيضا، وسيشمل خطوات عديدة من خلال استخدامات الوقود، واللجوء إلى أنواع أقل تلوثاً على المدى البعيد، إضافة إلى عمليات التشجير في المطارات والمناطق المحيطة بها. وقال السويدي إن الإمارات تتحرك في مجال السلامة البيئية على كل المستويات، حيث تتواجد الهيئة العامة للطيران المدني في عضوية اللجان المعنية بالبيئة في المنظمة الدولية للطيران المدني “ايكاو”، وعلى المستوى الإقليمي في الهيئة العربية للطيران المدني، إضافة إلى التحرك على المستوى المحلي، من خلال التعاون مع مختلف المؤسسات ذات الصلة للعمل الموحد اتحادياً في هذا الشأن. وبين بأن الطيران يسهم فقط بنحو 2% في التلوث البيئي عالمياً، وبالتالي فإن المبالغة في دور الطيران في التلوث البيئي ليس له ما يبرره، ورغم ذلك فإن الإمارات لاتألو جهدا في الحد من هذه الظاهرة، بل إن الإمارات لها الريادة في هذا الشأن. ضرائب الاتحاد الأوروبي وشدد السويدي على أن الإمارات تواصل تحركها ضد القرار الأوروبي الخاص بفرض ضريبة على الرحلات الجوية من الإمارات، وعلى شركات الطيران الوطنية، مبينا أن الدولة ترى بأن هذا القرار إجراء أحادي، ويضر بالمصالح الاقتصادية للشركات. وأكد أن الإمارات ترى أن هذه القضية تحتاج الى حل شامل تشترك فيه كل الأطراف. وقال الدكتور خالد المزروعي رئيس مجموعة الخدمات اللوجستية بالشرق الأوسط “إن المؤتمر يسعى الى صياغة برنامج عمل لتطبيق المعايير الخضراء في مطارات الدولة، واستخدام أحدث النظم التكنولوجية، للحد من التلوث السمعي البيئي الناجم عن النقل الجوي”. وبين أن المؤتمر سيخرج بأول قاعدة معلومات من نوعها عن حجم الأضرار الناجمة عن النقل بكل أنواعه. وقال “نسعى من خلال المؤتمر إلى وضع قاعدة معلومات حول النقل الأخضر، وهو ما تسعى اليه مجموعة الخدمات اللوجستية بالشرق الأوسط، والتي تخطط أن يصبح المؤتمر سنوياً”. كما أن وضع لائحة بيئية لنشاط الطيران أحد اهم أهداف المجموعة. وأشار الى أن فكرة تخصيص جزء من استثمارات قطاع الطيران لحماية البيئة ومكافحة التلوث أحد أهم الخيارات المطروحة للنقاش على مدى يومي المؤتمر. وأضاف “نعمل علي تكريس أهداف العمل البيئي من خلال بلورة إنجازات تعاونية حقيقية تساعد الهيئات والمؤسسات العاملة في مجالات النقل والخدمات اللوجستية حيث يمكنهم مناقشة القضايا ووضع خطط لوجستية صديقة للبيئة في إطار علمي وعملي متطور”. وأضاف أن المشاركين سيطلعون أيضا على كيفية قياس الآثار الكربونية وتقرير نقطة انطلاق وتحديد الأهداف الخاصة بكل شركة، وكذلك العمل مع شركات الطيران لترشيد استهلاك الوقود بشكل كبير وتنظيف الانبعاثات والحد من ضعف سلسلة إمداداتها والعمل على توافرها تماشياً مع أسعار النفط، وتحقيق قدر أكبر من الاستدامة في عمليات التوزيع وفي المستودعات، وإيجاد حلول نموذجية خاصة بالشحن التي تلبي احتياجاتهم وإدارة المخاطر البيئية بشكل جيد. خبراء يناقشون تطوير المطارات الخضراء والوقود الصديق للبيئة دبي (الاتحاد) - يناقش المؤتمر على مدى يومين مستقبل المطارات الخضراء، والخطط التي تتبعها العديد من الدول في تحويل مطاراتها التقليدية الى مطارات خضراء، إضافة الى أوراق عمل حول خطوات تحسين الوقود، واستخدام الوقود الصديق للبيئة. وقال الدكتور سليمان الجاسم مدير جامعة زايد “يهدف المؤتمر والمعرض المقام على هامشه إلى توفير الفرصة لتبادل الأفكار بين الشركات الرائدة والأفراد والخبراء في القطاعات الصديقة للبيئة”، موضحاً أن المؤتمر يعد مبادرة جديدة من مبادرات الجامعة الهادفة لتعزيز الجهود الرامية لتحقيق التنمية المستدامة. وبين أن المؤتمر يشكل فرصة للخبراء وكبار المسؤولين في قطاع النقل واللوجستيات وخدمات التوريد للتعرف على مختلف التقنيات والإجراءات التي يمكن تطبيقها للحد من نسبة انبعاثات الكربون وحفظ الطاقة والالتزام بالنظم والقوانين البيئية والاطلاع على كيفية إدارة المورّدين والشركاء لخدماتهم بالأساليب البيئية الصحيحة، وتحقيق شبكة نقل مستدام وخفض التكاليف. ويتم تنظيم المؤتمر لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط من قبل شبكة زايد للتأثيرات البيئية “زين” بجامعة زايد ومجموعة الطيران الأخضر والخدمات اللوجستية الخضراء، وبالتعاون مع وزارتي البيئة والمياه، ودائرة التنمية الاقتصادية بدبي، وبدعم طيران الإمارات ومطار الفجيرة ومجموعة فنادق تريميران وابيلا، ويشارك فيه عدد من المتحدثين المتخصصين من داخل الدولة وخارجها إلى جانب أساتذة الجامعات والمهتمين بالشأن البيئي. وأضاف أن “المشاركين في المؤتمر اطلعوا على أحدث المعلومات حول مصادر الانبعاث والرصد وتقييم التعرض لها والآثار الصحية المترتبة وتقييم المخاطر. وكذلك تعزيز التواصل مع الخبراء الدوليين في مجال الصحة البيئية، إلى جانب تقديم الأفكار والاقتراحات لصناع القرار والجهات التنظيمية والقطاعات الصناعية ومساعدتهم في تنمية الوعي المعرفي والحصول على المعلومات الحديثة التي تسهم في دعم الجهود لتحقيق التنمية المستدامة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©