الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«الأسواق البينية» العالمية تستعيد مستثمريها

1 ابريل 2010 22:39
يستخدم مصطلح “الأسواق البينية”، الذي بدأ في العام 1992، لوصف فروع الأسواق الناشئة، وتعتبر هذه الأسواق استثمارية، لكنها تتميز بقلة رؤوس أموالها وسيولتها مقارنة مع الأسواق الناشئة. ويقصدها المستثمرون الأجانب سعياً وراء الأرباح طويلة الأجل، وابتعاداً عن عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي يلازم أسواق البلدان المتقدمة. ينقسم أعضاء هذه الأسواق إلى ثلاثة أقسام - الدول الصغيرة التي تتمتع بمستوى عالٍ من التطور لكنها لم تبلغ مستوى الأسواق الناشئة مثل “إستونيا”. - الدول ذات التقييدات الاستثمارية التي بدأت الانفتاح في منتصف الألفية الثانية مثل “نيجيريا”. - الدول التي تتمتع بمستوى منخفض من التنمية مقارنة بالدول الناشئة الحالية مثل “كينيا وفيتنام”. وبحثاً عن ملاذ آمن في ظل الأزمة المالية، وانطلاق الأسواق الناشئة، اتجه المستثمرون نحو الأسواق البينية. ويؤكد أندريا نانيني مدير المحفظة الجديدة في صندوق الأسواق البينية في “إتش إس بي سي” التي قوامها 80 مليون دولار، أن الأسواق البينية تمثل أفضل الفرص للمستثمرين، بالرغم من تخلفها في الأداء عن الأسواق الناشئة في غضون الثمانية عشر شهراً الماضية. وارتفع مؤشر “إم إس سي آي” للأسواق البينية من بداية هذه السنة حتى الآن بنسبة 7% مقارنة بنحو 0,3% فقط للناشئة، مع العلم أن أداء الأخيرة في الاثني عشر شهرا الماضية تفوق على البينية بنحو 50%. وتقدر تدفقات الأموال في الأسواق البينية حتى 10 مارس الحالي بنحو 187 مليون دولار، مقارنة بما يقارب نفس المبلغ من الأموال الخارجة من هذه الأسواق في نفس الوقت من السنة الماضية. لكن تعتبر هذه المبالغ هامشية مقارنة بتدفقات الأسواق الناشئة البالغة 3,8 مليار دولار في ذات الوقت. ويأتي هنا دور مستثمري المؤسسات من ذوي المعرفة بمخاطر فقدان السيولة وعدم الاستقرار في الأسواق البينية. أما مستثمري التجزئة الذين أبدوا رغبتهم قبل ثلاث سنوات، فلم يستعيدوا شهيتهم في هذه الأسواق حتى الآن. وينصح المستشارون في أميركا الصناديق المعاشية بالدخول في الأسواق البينية، وفي ديون الأسواق الناشئة والبضائع، لمجابهة خطر زيادة التضخم الناتج عن تبني اقتصادات الدول المتقدمة لسياسات غير صارمة فيما يخص التضخم المالي. كما يرون في بعض الأسواق الأفريقية مثل نيجيريا وكينيا، حيث شهدت أسواقها زيادة قدرها 20% هذه السنة، فرصاً جاذبة. ويبدي أندريا نانيني حماساً شديداً للبنوك النيجيرية بالرغم من افتقارها للشفافية، والحوكمة، وإدارة المخاطر. ويدرك أن بعض البنوك تزاول نشاطاتها التجارية بالقيمة الدفترية أو أقل منها، وعلى المستثمرين، مثلهم مثل مدراء صناديق الأسواق الناشئة والبينية، أن ينظروا للمستقبل، حيث من المرجح أن تتمتع البنوك النيجيرية بمستقبل واعد. ويؤكد كريس ديركسين رئيس الأسواق البينية لدى “إنفيستي” لإدارة الأصول، عدم نقص عدد الشركات العاملة في أفريقيا، وعلى انتعاش عائدها حتى في ظل الأزمة، ويملك صندوق إنفيستيك أفريقيا نحو 3% من حصص الشركات في زيمبابوي، التي من ضمنها شركة إيكونيت للاتصالات. وهناك بعض الأسواق البينية التي تكاد أن تبلغ درجة الناشئة. وباحتمال بلوغ كوريا الجنوبية وتايوان درجة الأسواق المتقدمة في هذه السنة، تكون الفرصة سانحة للعديد من الأسواق البينية لتبلغ مستوى الناشئة. ومن بين هذه الدول المرشحة لهذه الدرجة قطر ونيجيريا. وبينما نجد أن ليس كل المستثمرين متحمسين للعمل في الأسواق البينية، هناك من يقول إن الوقت لم يحن بعد للحديث عن عودة الحياة لهذه الأسواق، وبالرغم من ذلك، هناك بعض الأسواق التي تشهد بوادر التعافي مثل في شرق أوروبا وأوكرانيا، ورومانيا، ودول البلطيق الثلاث. وربما لا تشهد أي من هذه الدول الخمس نمواً قوياً في إجمالي ناتجها المحلي هذه السنة، لكنها ستكون مستقرة عموماً مع زيادة في سرعة تعافيها أكثر مما هو متوقع في الماضي. ويشير ماركوس سيفيدبيرج كبير الاقتصاديين في إيست كابيتال إلى عودة الفوائد مرة أخرى للأسواق البينية خلال هذه السنة في ظل التعافي المبكر الذي ساد منطقتها. وبالرغم من اختلاف الرؤى حول قوة الفوائد الاستثمارية، إلا أن هناك حقيقة ماثلة وهي أن خطورة الأصول ما زالت باقية نسبياً. عن”فاينانشيال تايمز”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©