الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

العراق يودع عمو بابا في موكب رسمي وشعبي مهيب

العراق يودع عمو بابا في موكب رسمي وشعبي مهيب
28 مايو 2009 23:58
فقدت الأوساط الكروية العراقية واحداً من ألمع رموزها وأسطورة التدريب وشيخ المدربين عمو بابا الذي توفي مساء أمس الأول في أحد مستشفيات محافظة دهوك التابعة لإقليم كردستان العراق، حيث خضع هناك لفحوص طبية روتينية. وشيع عمو بابا في موكب رسمي وشعبي أمس شارك فيه الآلاف. ويعد شيخ المدربين عمو بابا (75 عاماً) من أكثر المدربين العراقيين شهرة لدوره الكبير في رسم ملامح مسيرة كرة القدم في العراق لاعباً ومدرباً حتى تخطت شهرته المحلية الواسعة وجعلته من أبرز المدربين في المنطقة لتاريخه الكروي اللافت. وكان الراحل عمو بابا واسمه الحقيقي عمانوئيل داود توفي في أحد مستشفيات مدينة دهوك بعد إدخاله إثر إصابته بعارض صحي بعد أن غادر المستشفى المذكور قبل عدة أيام وخضع فيه إلى فحوص طبية روتينية هناك. وأعلنت إدارة مستشفى «ازادي» وتعني «الحرية» في دهوك الواقعة في إقليم كردستان العراق، الوفاة. وخضع عمو بابا قبل عامين في أحد مستشفيات العاصمة الأردنية عمان إلى أكثر من مرة لعمليات جراحية لاستئصال عدد من أصابع قدميه بسبب مرض السكري ثم سافر إلى فرنسا للعلاج هناك. وتعرض بابا منذ بداية العام الجاري إلى أزمات صحية كانت أكثر وقعاً عليه من سابقاتها، فأثناء حضوره مطلع العام الجاري بطولة كأس الخليج في مسقط، أُدخل إلى أحد المستشفيات بعد تدهور حالته الصحية ثم عاد إلى العراق قبل أكثر من شهرين. وقبل ثلاثة أسابيع، غادر بابا بغداد إلى دهوك للعلاج، لكنه أدخل فجأة إلى العناية المركزة إثر مضاعفات صحية في القلب استدعت إدخاله لكنه ما لبث أن غادر ليظهر في ملعب المدينة بصحة أفضل. ولد شيخ المدربين العراقيين عمو بابا في بغداد في السابع والعشرين من نوفمبر 1934 وأُطلق عليه أشهر المعلقين الرياضيين في العراق الراحل إسماعيل محمد لقب «عمو بابا» بعدما لفت الانتباه إلى مواهبه وقدراته الكروية المبكرة. وانتقل إلى الحبانية التابعة لمحافظة الأنبار كونه عمل في الجيش هناك في إحدى القواعد الجوية وعاد العام 1955 إلى بغداد لينضم إلى فريق الحرس الملكي ويمثل منتخب الجيش العراقي للمرة الأولى أمام منتخب مصر العسكري. وهو من أشهر لاعبي زمانه وهدافي العراق من الطراز الأول واعتبر المهاجم الظاهرة في تاريخ المنتخبات الوطنية بعد أن ترك بصماته الهجومية والتهديفية منذ أول ظهور له مع منتخب بلاده في الدورة العربية في بيروت ثم مع المنتخب الأولمبي في تصفيات دورة روما 1960. وكانت آخر محطاته التدريبية مع منتخب الناشئين في نهائيات آسيا عام 2000 في الأردن. وعرف بابا بأسلوبه -في مشواره التدريبي الحافل بالإنجازات المشرفة مع منتخبات بلاده- التدريبي والتربوي الصارم مع اللاعبين حتى أصبح مصدر إرهاق وقلق لهم رغم اعتزازهم الكبير لشخصيته، كما عرف بابا بخصوماته الحادة مع رئيس اللجنة الأولمبية والاتحاد العراقي الأسبق لكرة القدم، نجل رئيس النظام السابق، عدي صدام حسين لتقاطعه معه بوجهات النظر في مجمل الجوانب التدريبية أدت إلى محاربته كثيراً بأساليب نفسية لم تهز شيخ المدربين. ورغم تلك الخصومات، منح الاتحاد العراقي السابق، شيخ المدربين عمو بابا وسام الاتحاد تقديراً لمسيرته، وهو المدرب الوحيد الذي ينال هذا الوسام الرفيع. كما منح في عام 2000 لقب «مدرب القرن العشرين» وقاد المنتخب العراقي إلى لقب بطولة كأس الخليج ثلاث مرات من أصل أربع مشاركات قاد فيها بابا منتخب بلاده في هذه البطولة، وأحرز معه ذهبية مسابقة كرة القدم في دورة الألعاب الآسيوية في الهند عام 1982 وحصل على لقب بطولة العالم العسكرية في الكويت عام 1979 وقاد منتخب بلاده الأولمبي في نهائيات مسابقة كرة القدم في ثلاث دورات على التوالي في موسكو 1980 ولوس أنجلوس 1984 وسيول عام 1988، بالإضافة إلى تدريبه المنتخب المشارك في بطولة كأس العرب قي الأردن العام 1988. ومن أبرز محطاته التدريبية مع منتخب بلاده قيادته في تصفيات مونديال 1990، وكذلك في تصفيات مونديال 1994 وتصفيات أمم آسيا 1996. وقاد المدرب الراحل عمو بابا بعض الأندية الكبيرة مثل الزوراء والقوة الجوية والطلبة ونادي الرشيد الذي يعرف الآن بنادي الكرخ وحقق معها ألقاب البطولة. وكان وراء ظهور سلسلة طويلة من نجوم الكرة العراقية أمثال رئيس الاتحاد العراقي الحالي حسين سعيد وعدنان درجال وكريم صدام وأحمد راضي وراضي شنيشل وليث حسين وحبيب جعفر واخرون. ويعد بابا صاحب الرقم القياسي بقيادة منتخب بلاده مدربا في أكثر من 150 مباراة. وظهر بابا آخر مرة في 21 الجاري أثناء زيارته لاستاد مدينة دهوك الذي افتتح مؤخراً وأنشأته إحدى الشركات السويدية وأشاد حينها بابا الذي التف حوله المئات من محبيه بالبنى التحتية في الإقليم. وقال في آخر لقاء تلفزيوني أثناء تفقده ستاد دهوك بعد خروجه من المستشفى برفقة المسؤولين هناك: «أتمنى أن أرى مثل هذا الاستاد في بغداد وأن يكون ستاد الشعب الدولي مثله». وأضاف: «كما أتمنى أن أموت في العراق وأُدفن في بلدي». يشار إلى أن أسرة شيخ المدربين عمو بابا التي تضم زوجته وابنتيه تعيش في الولايات المتحدة الأميركية بينما يعيش ابنه الوحيد «سامي» في فرنسا، ورفض بابا أكثر من مرة فكرة مغادرة البلاد والاستقرار خارجه. ونال بابا نصيبه من أعمال العنف التي شهدتها البلاد فقد تعرض صيف عام 2006، حيث يسكن في مسكن صغير في منطقة زيونة في قلب العاصمة بغداد إلى عملية سطو من قبل مجموعة مسلحة انهالت عليه بالضرب وقامت بسرقة أموال كانت مخصصة لعلاجه في الأردن تبرع بها مسؤولون في حكومة إقليم كردستان العراق. وبعد أن أطلق بابا حينها نداء استغاثة تكفلت الحكومة ورئيس الجمهورية جلال طالباني وكذلك رئيس الاتحادين العربي والسعودي لكرة القدم الأمير سلطان بن فهد بن عبد العزيز بتغطية نفقات رحلة علاجه. وأشرف بابا في آخر منصب له على المدرسة الكروية التي تهتم بتعليم الصغار فنون كرة القدم وتضم 300 لاعب صغير موهوب، كما عمل مستشاراً في الاتحاد العراقي للعبة بيد أنه لم يستمر طويلاً نتيجة انتقاداته الحادة لطريقة إدارة الاتحاد العراقي لكرة القدم.
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©