الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الضمان الممدد».. حيلة الشركات على المستهلك

«الضمان الممدد».. حيلة الشركات على المستهلك
27 مارس 2017 09:03
يحيى أبوسالم (دبي) انتشرت في السنوات القليلة الماضية، طريقة جديدة «لضمان» و«كفالة» المنتجات والأجهزة التقنية والكهربائية، لفترة زمنية أطول من السنة المجانية التي تقدمها غالبية الشركات مع كل جهاز جديد تبيعه ، وتصل في بعض الأحيان لأربع وربما خمس سنوات، حيث يضمن البائع للمستهلك أن يقوم بتبديل القطعة أو إصلاحها مجاناً في حال وافق على دفع المبلغ الإضافي لشراء فترة ضمان إضافية، يطلق عليها اسم «الضمان الممدد» بحجة أنه يضمن الخدمة للمشتري راحة البال، ويمكنه من إصلاح الجهاز أو استبداله مجاناً، ومن دون أن يقوم بدفع أي مبالغ مالية إضافية. الواقع مغاير رغم الصورة الجميلة والرائعة لما تحمله خدمة «الضمان الممدد»، من ميزات تعود على المستهلكين بالفائدة القصوى من المنتجات التي يقومون بشرائها، ورغم الواجهة الدعائية والترويجية المميزة التي تقوم بعض الشركات الرائدة في الدولة بالترويج لمثل خدماتها هذه، «ليبق المستهلك مطمئناً» ، إلا أن الواقع مغاير لهذه الصورة الجميلة لمثل هذه الخدمات، حيث سيكتشف المشتري ، أن هذه الخدمة لا تغطي الكثير من قطع الجهاز الذي قام بشرائه، وسيتطلب عليه دفع مبالغ إضافية أخرى فوق ثمن القطعة الأصلي، وفوق مبلغ الضمان الممدد، ستدرجه أغلب هذه الشركات المزودة لمثل هذه الخدمات، ضمن بند «القطع التي لا يشملها الضمان المدد»، والتي لا يشير إليها موظفو الشركة المروجة لهذه الخدمة، وتكون في الغالب مكتوبة بخط صغير جداً، بالكاد يتمكن المشتري من قراءتها. خارج الضمان الممدد وحتى لا تقع في مصيدة هذه الخدمات ذات الصورة البراقة، ولا تكون فريسة سهلة بيد الشركات المروجة لها، قم بالتأكد من القطع الفنية والتقنية التي لا يشملها «الضمان الممدد» في حال رغبت في شرائه والتي تكون في الغالب مكتوبة بخط صغير جداً. ولا تكتفي بما هو مكتوب على بطاقة الضمان الممدد من شعارات براقة وساحرة ستقنعك من دون شك، بفائدة هذه الخدمة وأهميتها القصوى، خصوصاً إذا كان الجهاز الذي تنوي شراءه، باهظ الثمن. وتعبر بطارية الجهاز الإلكتروني أو الكهربائي، هي من أهم القطع الفنية في الجهاز، حيث إن للبطارية عمرا افتراضيا، ينتهي مع الاستخدام ومرور الوقت. ولهذا فأغلب خدمات الضمان الممدد من كبرى الشركات في الدولة، تستثني البطارية ولا يشملها هذا النوع من الضمان. وعليك هنا أن تتأكد من أن الضمان الممدد الذي ترغب بشرائه يشمل تبديل البطارية مجاناً في حال تلفها. وقس على ذلك العديد من قطع الجهاز التي لا تشملها هذه الخدمة، والتي تجعل منها من دون معنى أو فائدة مرجوة كما يروج لها. الحذر والانتباه رغم أن الشكل العام لهذه الفكرة، يمتاز بجاذبيته وجماله، حيث يدفع المستهلك ثمنا بسيطا لتمديد فترة الضمان كي«يبقى مطمئناً»، إلا أن الواقع ليس بهذه الجاذبية وليس بهذا الجمال. حيث يصطدم المستهلك بالواقع، ويجد أن هذا الضمان ليس سوى وهم بعيد عن الحقيقة، ويفاجأ بأن ضمانه الممدد، ليس إلا طريقة لاستدراجه لدفع أكبر مبلغ ممكن، للحصول على ضمان في المستقبل، ليس قادراً على حماية القطع التي يشترونها، وليس قادرا على إصلاحها مجاناً أو استبدالها بأخرى، عند تلفها بعد مرور سنوات من شرائها. وليضطر المستهلك لدفع مبالغ جديدة وإضافية لإصلاح القطعة التالفة، والتي مازالت في فترة الضمان الممدد الذي دفع ثمنه من دون أي مقابل يذكر. حماية المستهلك إذا كنت من بين المستهلكين الذين قاموا بشراء خدمة الضمان الممدد، وواجهتك مشكلة في الجهاز الذي قمت بشراء هذه الخدمة له، وكانت القطعة التالفة في الجهاز، من بين القطع التي «يستثني إصلاحها مجاناً»، فستضطر لدفع مبلغ مالي إضافي لاستبدال هذه القطعة، ولن تكون هنالك قيمة أو فائدة من خدمة «الضمان الممدد» . وهنا يجب عليك أن تعلم أن «القانون» لن يقف بصفك، ولن تتمكن من الشكوى على الشركة المعنية ، وذلك لأنك لم تنتبه ولم تقرأ بتمعن قائمة القطع التي تم استثناء إصلاحها مجاناً . إغراء المستهلك ومن هنا، يبرز دور الجهات المعنية في الدولة، لحماية المستهلك، وعدم السماح للشركات الكبرى، بالترويج لمثل هذه الخدمات من دون رادع أو رقابة، حيث تعمد غالبية الشركات الكبرى، لإغراء المستهلكين بفكرة «الضمان الممدد»، وما سيعود على المشتري لأي من أجهزتها من فائدة كبيرة، دون توضيح أو إبراز أو إظهار للقطع التي لا يشملها هذا الضمان، والتي في الغالب تكون هي القطع القابلة للتلف، والتي بحاجة إلى صيانة أو استبدال، مع مرور مدة زمنية على استخدام الجهاز، مما يجعل خدمة «الضمان الممدد» من دون هدف وبدون فائدة مرجوة للمستهلك، وإنما تعود بالفائدة للشركة المروجة لها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©