برمج حياتك بشكل إيجابي

كيف تبرمج نفسك على الأمور الإيجابية؟ حتى تتجنب الوقوع فيما وقع فيه الآخرون الذين برمجوا أنفسهم منذ صغرهم على الأمور السلبية ثم كبروا على هذا النحو، حتى أصبحوا حبيسي هذه البرمجة السلبية. إن معظم الناس تبرمجوا منذ الصغر على أن يتصرفوا أو يتكلموا أو يعتقدوا بطريقة معينة سلبية، وتستمر معهم هذه الطريقة طوال حياتهم مما يحد من حصولهم على أشياء كثيرة في هذه الحياة. من أمثلة ذلك أن البعض يقول أنا لا أفهم، وغيره يقول أنا فاشل دائما، أو أنا ضعيف في المادة الفلانية. هذه السلبية اكتسبوها من المحيط الاجتماعي بهم سواء الأسرة أو العائلة أو من الصحبة، والسؤال هنا هل بإمكان تحويل هذه البرمجة السلبية إلى برمجة إيجابية؟ الإجابة نعم فنحن نحتاج إلى أن نبرمج أنفسنا إيجابيا لكي نكون سعداء ناجحين، نحيا حياة طبية. نحقق فيها أحلامنا وأهدافنا، خاصة أننا مسلمون ولدينا وظيفة وغاية لابد أن نصل إليها لنحقق العبادة لله سبحانه وتعالى ولكي نكون جديرين بأن نكون خليفة الله في الأرض لكي نعمرها.قبل أن يسعى الإنسان إلى تغيير السلبية إلى إيجابية، عليه أولا أن يتحدث إلى ذاته ليعرف نوعية الخطابات التي يوجهها الإنسان إلى ذاته فتكسبه البرمجة السلبية، مثلا عندما يستمع إلى محاضرة أو خطبة يقول لنفسه أنا لا أستطيع أن أفعل ذلك. إن كل تلك الأحاديث والخطابات مع النفس والذات تكسب الإنسان برمجة سلبية قد تؤدي في النهاية إلى أفعال وخيمة. ولحسن الحظ فأنت وأنا وأي شخص في استطاعتنا تغيير أي برمجة سلبية لإحلال برمجة أخرى جديدة تزودنا بالقوة. هناك بعض الحقائق التي علينا أن نأخذها في اعتبارنا ونحن نغير هذه البرمجة، ومنها أن العقل الباطن لا يعقل الأشياء مثل العقل الواعي فهو ببساطة يخزن المعلومات ويقوم بتكرارها فيما بعد كلما تم استدعاؤها من مكان تخزينها. فلو حدث أن رسالة تبرمجت في هذا العقل لمدة طويلة ولمرات عديدة مثل أن تقول دائما في كل موقف أنا خجول أنا خجول … أنا عصبي المزاج, أو أنا لا أستطيع مزاولة الرياضة، أنا لا أستطيع ترك التدخين، فإن مثل هذه الرسائل تترسخ وتستقر في مستوى عميق في العقل الباطن ولا يمكن تغييرها، ولكن يمكن استبدالها ببرمجة أخرى سليمة وإيجابية، وذلك بالتفكير في أمور إيجابية كأن تقول أستطيع إنجاز هذا العمل، إن الله سوف يساعدني إن أنا فعلت ما علي إنني جدير بهذه المسؤولية. أمنة محمد