السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ساركوزي : معسكر السلام ليس موجهاً ضد أحد

ساركوزي : معسكر السلام ليس موجهاً ضد أحد
27 مايو 2009 02:18
أشاد الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية بالإمارات، وما حققته من تقدم وإنجازات خلال فترة قياسية، مؤكدا أنها تمثل نموذجاً بالنسبة للدول الاخرى. وقال إن بلاده تفخر بأن تكون إلى جانبها في إنجاز متحف لوفر أبوظبي هذا المشروع المستقبلي ذو الرؤية البعيدة. جاء ذلك في كلمة للرئيس الفرنسي ألقاها اليوم بفندق قصر الإمارات عقب حفل بدء أعمال إنشاء المتحف بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، وسمو الشيخ محمد بن خليفة آل نهيان رئيس دائرة المالية، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، ومعالي العميد الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون بن محمد آل نهيان رئيس جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية، والشيخ محمد بن نهيان بن مبارك ومعالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومعالي مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين في البلدين إضافة إلى رجال السلك الدبلوماسي. وطن يفخر بهويته المنفتحة ووصف الرئيس الفرنسي المشروع بأنه مشروع حضاري للإمارات التي قال عنها إنها «البلد الحديث والوريث لحضارة قديمة وعصرية تحترم التقاليد والعادات»، مشيراً إلى أنه بلد «ديناميكي ولكنه يهتم بالاستقرار ويفخر بهويته الوطنية المنفتحة على كل الثقافات»، ونوه الى انه في ظرف جيل واحد أصبحت الإمارات مركزاً للعولمة المتوازنة والمفتوحة على الحوار بين الثقافات. وتحدث عن زيارته السابقة إلى الإمارات واتفاقيات الشراكة الديناميكية والطموحة، مؤكداً أنها شراكة تستحق أن يطلق عليها شراكة استراتيجية فريدة في حجمها، لان رؤيتها وأهدافها تتعدى الاتفاق الثنائي. وعبر عن فخره بوضع حجر الأساس لمشروعي جامعة سوربون أبوظبي، ومتحف لوفر أبوظبي اللذين يمدان جسورا بين الشعبين ويساعدان الأجيال الشابة في البلدين، على الاستعداد للمستقبل. وأكد أن بلداً كالإمارات يستثمر في تاريخه وثقافته والتعليم والتدريب هو بلد يستثمر في المستقبل. الطاقة النووية السلمية وأشار في كلمته إلى مجال جديد آخر للتعاون بين البلدين، هو مجال الطاقة النووية السلمية التي تعتبر طاقة المستقبل، مؤكداً أنها لا يجب أن تكون ملكاً فقط للدول الغربية. وقال إنه سعى مع شركاء فرنسا في العالم العربي، وخاصة في الإمارات إلى تطوير علاقات تعاون مثالية في شفافيتها عبر احترام الشرعية الدولية، مذكرا بان الدول النفطية يجب أن تستعد لمرحلة ما بعد عهد النفط. وحيا الإمارات التي أطلقت مشروع مدينة «مصدر» الخالية من الكربون لانها تهتم كثيرا بحماية البيئة. وقال إن للإمارات رؤية بعيدة المدى في مجال رئيسي للتنمية المستديمة تلقى احترام الجميع. وأشار إلى أن حركة التحديث والعصرنة يمكن أن تأتي من منطقة الخليج وأن الجميع مدعوون لإيجاد أفكار تعاون جديدة، مشيراً إلى الاقتراحات التي قدمها الأصدقاء في الإمارات أحدثت نقاشاً مفيداً في فرنسا. وقال إن العلاقة بين البلدين خصبة وتدعو إلى تبادل الثراء في الأفكار والشراكات على المدى الطويل، مؤكداً أن التعاون الكبير بين البلدين في مجال الطاقة يبرز الدور الطليعي للإمارات في هذا المجال وكذلك في سياستها المتعلقة بالتنمية المستديمة وتنويع المصادر. أسعار النفط كما تحدث الرئيس الفرنسي عن قضايا النفط، مؤكداً الحاجة إلى العمل معا لمكافحة تذبذب الأسعار الذي ليس لصالح المنتجين والمستهلكين. وقال إنه يمكن القيام بمبادرات مشتركة واتخاذ رؤية جيدة في مجال أسعار الطاقة، لان الاسعار المنخفضة ستسبب مشاكل واضطرابات في المستقبل. وأكد أن الاسعار المنخفضة لا تشجع على الاستثمار وتزيد من الاضطرابات الجديدة في اسواق الطاقة، مشددا على أن استقرار اسعار النفط شرط مهم للاستثمارات المستقبلية. وقال انه يجب التخلص من منطق العلاقة بين المنتج والمستهلك والاخذ بمنطق التبادلية، مشيرا إلى مناقشة بعض تصورات العرض والطلب على المديين المتوسط والطويل، مثل التعاون في حالة وجود أزمة في الطاقة، أو في البنية التحتية أو التخزين او النقل أو تنظيم اسواق الطاقة، أو التعاون التكنولوجي للتسريع في مجال نقل الطاقة. معسكر السلام البحري وتحدث الرئيس الفرنسي بعد ذلك عن «معسكر السلام البحري»، وقال إن افتتاحه «اليوم يعبر عن الثقة المتبادلة في المجال العسكري بين فرنسا والإمارات منذ توقيع أول اتفاق دفاعي عام 1995»، وقال «إن اتفاقية دفاعية جديدة وقعت اليوم، تعطي دليلا على التزام البلدين الحليفين» ويتم بموجبها اتخاذ اجراءات خاصة مشتركة، بما فيها الاجراءات العسكرية التي يمكن اتخاذها عندما تكون سيادة الإمارات وكامل ترابها واستقلالها او استقرارها في خطر. واشار الى أن الوجود العسكري في أبوظبي دليل على مسؤوليات فرنسا كقوة عالمية تنفذ الى جانب حليفتها الامارات في منطقة تشكل قلقا عالميا. وأوضح أن معسكر السلام البحري يهدف الى التأكيد على الالتزام بتحقيق عهد جديد لعلاقات الشراكة ليس مع الإمارات ولكن مع دول الشرق الاوسط. وأوضح أن المعسكر يشتمل على مختلف القطاعات البحرية والجوية والأرضية للجيش الفرنسي، وانه يستطيع جمع 500 فرد بسرعة، ما يعني دليلا عمليا على رغبة فرنسا في الوقوف الى جانب الامارات. واضاف الرئيس الفرنسي أن المعسكر يكمل التعاون العسكري القديم الذي يشمل القيام بالتمارين العسكرية المشتركة واللقاءات بين الضباط والمسؤولين في كلا البلدين. وحول تساؤلات بشأن التزام فرنسا في الوقت الحاضر تجاه هذه المنطقة الحساسة بمشاكلها السياسية، وفي الطاقة وفي الاستقرار العالمي قال ساركوزي «يجب ان نكون مستعدين للوفاء بالتزاماتنا تجاه أصدقائنا لمواجهة المخاطر المحدقة بهم». وأكد ايضا ان التواجد العسكري الفرنسي الدائم ليس موجها ضد أحد بعينه، وانه لم يتم بسبب ظروف معينة، وانما يترجم ببساطة التزام فرنسا على المدى الطويل بالوقوف الى جانب اصدقائها حال استدعت الحاجة ذلك. كما اكد أن فرنسا من خلال تقوية علاقات التعاون مع بقية دول الخليج تنوي بتواجدها توفير الأمن في المنطقة، وخاصة الممر المائي المهم بالنسبة للعالم كله، ولصالح البلدان المتشاطئة عليه، وانه لهذا السبب اطلق على المعسكر صفة السلام. وشدد على ان المعسكر ليس بديلا عن القاعدة العسكرية في جيبوتي، وانما دليل على حيوية فرنسا، واظهار لقدرتها على مواجهة تحديات العالم المعاصر، وتأكيد لرسالتها والتزامها من أجل السلم والامن العالميين، وبالتالي فــان التواجد في أبوظبي وجيبوتي يكمل كل منهما الآخر. واكد أن فرنسا ترغب مع الامارات المنفتحة على العالم والرائدة في مجال التحديث أن تتوجه إلى كل الشعوب برسالة السلام والتسامح والتعايش والعدالة والحوار في مقابل التطرف والمغالاة الشوفينية. وقال في ختام كلمته إن اختيار الإمارات «مثل فرنسا» للسلام مهما كان صعبا، هو ضروري جدا أكثر من أي وقت آخر، وإن القبول بالحلول الوسط لتحقيق السلام لا يعني التخلي عن الشرف والسيادة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©