الشارقة (الاتحاد)
ضمن فعاليات ملتقى الشارقة السادس لأوائل المسرح العربي، أقيمت صباح أمس «السبت» في فندق هيلتون، محاضرة تحت عنوان «معنى النقد المسرحي»، قدمها المسرحي والأستاذ الجامعي المعروف الدكتور محمد المديوني.
تناولت الورشة مفهوم النقد المسرحي وأساسياته، ومناحيه الفكرية والعملية، وأهمية دوره بالنسبة إلى العمل الإبداعي، وكيفية تعامل الناقد مع العمل في محاولة تفكيك معانيه ودلالاته، متخذة من نص المسرحي الكبير، سعد الله ونوس، «الملك هو الملك»، نموذجاً للبحث والتحليل، وتبيان خطوات ومهمات الناقد إزاء أي عمل إبداعي.
وأشار المديوني إلى أن النقد يهدف إلى ابتكار معرفة جديدة ورؤية للأثر الفني، ربما توافق ما أراده المبدع أو تختلف معه، مبيناً أن على الناقد الابتعاد عن أحكام القيمة والانطباعات والآراء المتسرعة، والوقوف عند القول بأن هذا العمل رديء أو جيد، وذلك لكونه صاحب اختصاص وعلم، وعليه ألا ينطق إلا بما هو واضح ودقيق. وأضاف أن أهم صفة يجب أن يتمتع بها الناقد هي الموضوعية والنقد الموضوعي بطبيعة الحال يصدر عن دراسة وتمحيص، ويلتزم الناقد فيه منهجاً معيناً، ويطبق قواعد علمية واضحة.
وأشار إلى أن محاولة فهم بنية النص تبدأ من خلال عملية الوصف، التي تعد الحلقة الأولى في عملية النقد عموماً، ليقوم بعد ذلك بالنظر إلى موقع هذا الأثر أو النص، وهو ما يتطلب ثقافة مسرحية عالية، تسمح له بفهم طبيعة العمل وإحالاته النفسية والتاريخية وغيرها، ليقف بعدها على مسارات النص، حيث أن لكل أثر مقدم عدة مسارات، بداية بالمسار الشخصي للكاتب، والمسار العام الذي يقدم ضمنه العمل، والمسار التاريخي، ويبدأ بعدها بتحليل الخطاب المعرفي والجمالي الذي يقترحه النص، وينبش التساؤلات الكبرى التي أراد صاحب العمل طرحها، ويبحث في دلالات النص التي لا تقتصر على الدراسة الشكلانية، بل تتجاوزها إلى دراسة باطن الأنساق ودينامية تطور المعنى ومدلول اللفظ والتعبير.
وأكد المديوني، على أهمية المصطلحات المسرحية، التي تعد أدوات أساسية لتحليل المسرح نصاً وعرضاً، ذلك أن المصطلحات هي مفاتيح العلوم.
وقام الطلبة خلال الورشة، بتقديم رؤاهم حول نص «الملك هو الملك»، ليقوم المديوني بمناقشة كل رأي على حدة، ويفتح باب الأسئلة على ما قدمه الطلبة من تحليلات لهذا النص.
عدد اليوم
