السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

شيخة المهيري ترصد تاريخ المكتبات العامة ودورها الاجتماعي والثقافي

شيخة المهيري ترصد تاريخ المكتبات العامة ودورها الاجتماعي والثقافي
20 فبراير 2013 00:34
سلمان كاصد (أبوظبي) - استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، أمس الأول، في مقره بالمسرح الوطني، شيخة المهيري مديرة خدمات الجمهور في دار الكتب الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، حيث قدمت محاضرة بعنوان «دور المكتبات في التنمية الثقافية». وفي تقديمها للمهيري، قالت الإعلامية إيمان محمد «لا شك أن المكتبات لعبت أدواراً مهمة في تشكيل الوعي المجتمعي عبر المراحل التاريخية المختلفة في كل مكان، لكن هل اختلفت المكتبة قديماً عنها حديثاً؟ وهل لا يزال لها دور في تقريب الشباب من عناصر الثقافة والفنون؟، وكيف لنا أن نفهم علاقة النخب المثقفة بالمكتبات؟ وماذا عن «المواطن الرقمي»، كيف يتعامل مع المكتبة وهو المتمترس بمهارات استخدام الإنترنت للتعلم والدراسة والبحث وحل المشكلات أكثر من اعتماده على المكتبة؟ وما هو الدور المنتظر من أمين المكتبة ليقرب المسافة بين النخبة والمجتمع؟». كما استعرضت إيمان محمد السيرة العلمية لشيخة المهيري. واستهلت المهيري المحاضرة بالحديث عن مصادر اهتمامها بالكتاب والمكتبة التي أرجعتها إلى بدايات طفولتها، وتطرقت إلى تاريخ المكتبات في العالم، وقد استعانت بشاشة سينمائية كبيرة قدمت من خلالها صوراً تاريخية لمواقع المكتبات القديمة في العالم، متسلسلة من أقدمها التي وجدت في بلاد الرافدين، حتى أحدث المكتبات العالمية في العصر الحديث. تحدثت المهيري عن بداية الكتابة في بلاد الرافدين التي أوجدت بالضرورة نظاماً مكتبياً لتنضيد وحفظ وتصنيف الأرقام الكتابية في بلاد سومر، حيث صنفت على أساس الموضوعات النفعية «سجلات الجنود، والضرائب، والري والزرع»، وأن أول مكتبة اكتشفت في مدينة «نمرود» السومرية القديمة التي كتبت مصنفاتها بالمسمارية في زمن آشور بابنيبال من حوالى خمسة آلاف سنة، وقد احتوت على ثلاثين ألف سجل أو رقم من حجر وشمع، وهما مادتان لا تتأثران بالفيضانات والاندثار الترابي، كما وجدت فيها ملحمة كلكامش الشهيرة. وتطرقت المهيري إلى المكتبات في عصر الفراعنة بمصر القديمة، حيث كتبت باللغة الهيروغليفية على مادة «البردي - القصب»، وأشارت إلى الفرق بين مكتبات بلاد الرافدين من جهة والفراعنة من جهة أخرى، من حيث التخزين وعلاقته بالمادة المستخدمة للكتابة عليها، إذ استخدم الفراعنة طريقة التخزين بأسلوب الصناديق المختومة والمصنفة حسب الموضوعات خوفاً من تلفها السريع. وتتبعت المهيري إنشاء المكتبات في اليونان وظهور المكتبات الخاصة مع تطور الأدب والفلسفة والمعرفة ودور أرسطو طاليس في فتح مكتبته الخاصة للطلبة والعامة للاستفادة منها، وصنفت المهيري المكتبات اليونانية إلى نوعين، أولاً مكتبات خاصة، وثانياً مكتبات متخصصة في الطب والفلسفة والآداب، وتحولت المهيري إلى العصرين التركي والإثيوبي واهتمامهما بالمكتبات، حيث وجد 1200 سجل من الجلد في مكتبة تركيا تعود إلى أزمان بعيدة، كما وجدت مسلة كبيرة في إثيوبيا التي احتوت مكتبات دينية مهمة قبل المسيحية ومع دخولها. وتطرقت شيخة المهيري إلى دور المكتبات في الإمارات، خاصة في المعارض الثقافية، ومكتبة حديقة الصفا للفنون في دبي، حيث تمتلك أرشيف صور متطوراً، وأشارت إلى ملجأ الكتب في دبي ودوره في الاهتمام بالكتاب، وتحدثت المهيري عن مساحات الاهتمام بالشباب وعلاقة الموسيقى والرسم بالمكتبة، ومساحات الاهتمام بالأطفال. وأشارت إلى الثلاثي «الثقافة والكتاب والرقابة»، وإلى دور أمين المكتبة ومهاراته الذاتية والموضوعية، وأكدت عدم وجود تخصص أمين مكتبة في الإمارات، ونوهت بدوره المزدوج في التعامل مع عالمين، وهما «الكتاب والناس»، ونظرة الثقافة العربية لأمين المكتبة التي تعتبره أمين مخزن ليس إلا، بينما هو يمارس دوراً تعليمياً بوصفه رابطاً بين جسور الثقافة والمجتمع. وتحدثت عن المواطن الرقمي الذي يشمل كل من ولد بعد عام 1985، حيث يمتلك طريقة مختلفة للتفكير بعيداً عن رؤى الأجيال القديمة التي تسمى بـ «المهاجر الرقمي»، ويمتاز الأول الذي يشكل ستين بالمائة من المجتمع العربي بسرعة تعرفه إلى المعلومات. وتطرقت المهيري إلى دور المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وتوافر المكتبات الجديدة في أبوظبي والغربية والعين، وخطة أبوظبي لتوسيع المكتبات التي نظمت على الأساس السنوي، حيث لا تتعدى السنتين، وأسباب عدم تصنيف الكتب في المكتبة الوطنية منذ فترة طويلة، وتخزينها في مخازن متفرقة وصعوبة الحصول على الكتاب إلا بعد 48 ساعة بسبب وجوده في أماكن بعيدة تستدعي جلبه مهمة عسيرة. وأشارت إلى طبيعة المكتبة المتوقع إنشاؤها في جزيرة السعديات، وحجمها ودورها الثقافي الفاعل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©