الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

موسكو تلوح بتورط «القاعدة» في اعتداءي المترو

موسكو تلوح بتورط «القاعدة» في اعتداءي المترو
30 مارس 2010 22:41
أكد مسؤول بإدارة شرطة موسكو أمس، أن سكان أحد المنازل بالعاصمة الروسية جرى إجلاؤهم بعد العثور على عبوة مريبة أسفل سيارة شرطة كانت متوقفة قرب محطة قطارات سافيولوفسكي بمنطقة فوسكوفسكي بيرويلوك. جاء ذلك في وقت نقلت وكالة “انترفاكس” للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله إن من المحتمل أن متشددين يعملون في منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية، ساعدوا في تنظيم التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا مترو موسكو وأوديا بحياة 39 شخصاً بعد الإعلان عن وفاة ضحية أمس. وفيما أعلنت حالة الحداد الرسمي في موسكو أمس، وعاد الركاب القلقون لاستخدام المترو، دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى تشديد القوانين لمواجهة الإرهاب، أمر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين قوى الأمن إلى قلب الأرض بحثاً عن منظمي الاعتداءين على مترو موسكو حتى وان استدعى الأمر “نبش المجاري” للعثور عليهم. من جهتها، أبدت الصحف الروسية أمس أسفها لما وصفته بـ”نهاية الأوهام” بشأن استتباب الأمن في البلاد، مشيرة إلى عودة الرعب إلى قلب البلاد. وذكر مسؤول في شرطة موسكو يدعى أركادي باشيروف في تصريحاته لوكالة “إيتار تاس” الروسية للأنباء أمس، أن سيارة الشرطة كانت متوقفة بالقرب من منزل في منطقة فوسكوفسكي بيرويلوك بالقرب من محطة القطارات سافيولوفسكي. وعثر على جسم يشبه عبوة ناسفة تحت السيارة. وذكر باشيروف أن المعلومات الأولية تفيد بأن هذا الجسم على شكل قذيفة بها سائل غير معروف وتتصل به أسلاك وساعة. وجرى إجلاء 45 شخصاً من المنزل لاعتبارات أمنية. وأكد باشيروف أن “مهندسي شرطة العاصمة وعناصر أجهزة الأمن الاتحادي يقومون بمهامهم في المنطقة”. وكانت انتحاريتان هاجمتا محطتين لقطارات الأنفاق في موسكو في ساعات الذروة الصباحية أمس، رجح رئيس جهاز أمن الدولة الروسي “إف.إس.بي.” أنهما لهما صلات بشمال القوقاز الذي يشهد تمرداً إسلاميا على موسكو. وقال مسؤولون روس إن المتمردين في منطقة شمال القوقاز -التي تضم الشيشان والانجوش وداغستان، لهم روابط بـ”القاعدة” غير أن كثيراً من المحللين شككوا في وجود هذه الصلة. ولم يذكر لافروف “القاعدة” لكنه قال إن من المحتمل أن المفجرتين كانت لهما صلات بمتشددين على الحدود الأفغانية الباكستانية حيث ينشط مقاتلو “القاعدة” و”طالبان” الباكستانية والأفغانية. ونقلت “انترفاكس” عن لافروف قوله عندما سئل في كندا أمس عن احتمال تدخل خارجي في هجومي، “لا أستبعد ذلك.” “كلنا نعلم أن الحدود الأفغانية الباكستانية، فيما يعرف بالمنطقة التي لا تخضع لسيطرة أحد، فإن الإرهابيين متحصنون جيدا هناك..نعرف أن أناسا كثيرين هناك يخططون بشكل نشط لهجمات ليس فقط في أفغانستان بل أيضا في دول أخرى. وأحيانا يصل نشاطهم إلي القوقاز”. وقال لافروف أيضا “أنا مقتنع بأن الذين أعدوا ووقفوا وراء هذين الاعتداءين لن يفلتوا من الملاحقات”، معتبراً أن التحقيق سيكون “فعالاً” وسيتم “بسرعة قصوى”. ونقلت “انترفاكس” عن رئيس هيئة الصحة في موسكو أندري سيلزوفسكي قوله أمس، إن امرأة قضت نحبها متأثرة بجروحها التي منيت خلال أحد التفجيرين اللذين وقعا أمس الأول في محطتي مترو في موسكو خلال ساعة الذروة الصباحية. ورفض الأطباء استبعاد احتمال وفاة الكثير من بين حوالي 70 مصاباً نقلوا إلى المستشفيات متأثرين بجراحهم. واتصل نحو 800 شخص برقم الطوارئ بمعهد للطب النفسي. ونكست الإعلام فوق المباني الحكومية في أمس، وألغت محطات التلفزيون والإذاعة برامج الترفيه والإعلانات تعاطفاً مع الضحايا ونظمت الكنيسة الأرثوذوكسية الروسية قداساً على أرواح القتلى. ويبحث محققون روس عن امرأتين ورجل يشتبه أنهم ساعدوا الانتحاريتين . ونظراً لأن جثتي المهاجمتين تمزقتا في التفجيرين لم يتم التعرف بعد على هويتيهما. من جهته، شدد ميدفيديف بحسب ما نقل التلفزيون الروسي عنه قوله أمس “اعتقد انه يجب إيلاء الاهتمام لبعض القضايا المتعلقة بتحسين القوانين الهادفة إلى منع الأعمال الإرهابية، لا سيما الأعمال الدقيقة لمختلف الأجهزة”. واقترح أيضا العودة إلى “مشكلة تطبيق القوانين المتعلقة بالإرهاب” و”تحسين “ هذه الممارسات. من جهته، قطع بوتين رحلة إلى سيبيريا أمس الأول معلناً أن الإرهابيين “سيتم تدميرهم”. وقال في اجتماع خصص للتدابير الأمنية في وسائل النقل أمس، إن “المتواطئين والمنظمين قد اختبأوا، وهذه مسألة شرف بالنسبة لقوى الأمن التي يجب أن تقلب الأرض، حتى لو أدى الأمر إلى نبش مجاري الصرف الصحي لكي تعثر عليهم”. واتهمت الصحف الروسية حكومة بوتين بالفشل في منع مثل هذه الهجمات، معتبرة الاعتداءين “نهاية الأوهام” بشأن استتباب الأمن في البلاد. وكتبت صحيفة “فيدوموستي” الاقتصادية أن “الواقع أنهى الأوهام حول استتباب الأمن في الحياة اليومية”. وأضافت انه “خلال السنوات الأخيرة جعلت السلطات والقنوات التلفزيونية الرسمية المواطنين الروس يظنون أن الإرهاب محصور في القوقاز الشمالي ولا يهدد المواطنين العاديين “. أما صحيفة “فريميا نوفوستي” فأكدت أن “ما حدث برهن على أن السلطات لم تنجح في إحراز تقدم كبير في حل المشكلة الانفصالية في القوقاز الشمالي”. وإذ لفتت الصحيفة إلى أن السلطات عمدت إلى “تشديد القوانين ضد الأشخاص المتهمين بالإرهاب وغيرت بنية الأجهزة الموجهة حفظ الأمن وزادت عديدها وشكلت لجنة وطنية لمكافحة الإرهاب”، تساءلت “ماذا أيضا يمكن فعله لصد الإرهابيين؟”. وأكدت “فريميا نوفوستي” أن اعتداءي موسكو يبرهنان أن كل ما قامت به السلطات “لم يشكل ضمانة لعدم عودة الإرهابيين إلى موسكو”. بدورها، كتبت صحيفة “تفوي ديين “ الشعبية “انفجاران في غضون نصف ساعة ... وأين؟ في وسط موسكو، في قلب البلاد، تحت سمع وبصر أجهزة الأمن”. إلى ذلك، تواصلت ردود الفعل المنددة بالاعتداءين على نطاق العالم، حيث وجه العاهل المغربي الملك محمد السادس رسالة إلى الرئيس الروسي أعرب فيها عن “إدانته الشديدة لهذين الاعتداءين الإجراميين الشنيعين “. وفي طهران، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية “الأعمال الإرهابية التي ارتكبت في مترو موسكو”، مؤكداً إدانة بلاده “لكل عمل إرهابي يعرض حياة الأبرياء للخطر”. وقال المتحدث “لقد قلنا مراراً إن أي عمل إرهابي يهدد حياة الأبرياء هو عمل مدان”. وفي كندا، أدان وزراء خارجية مجموعة الثماني بـ”قوة” الاعتداءات التي وقعت في مترو أنفاق موسكو، وذلك لدى افتتاح محادثات خصصت بشكل أساسي لمكافحة الإرهاب والانتشار النووي. وقال وزير الخارجية الكندي لوران كنون الذي يستضيف نظراءه في غاتينو بالقرب من أوتاوا، في هذه الاجتماع الذي سيركز على الأمن الشامل “أدان وزراء خارجية مجموعة الثماني بقوة الاعتداءات الإرهابية الجبانة التي وقعت في مترو أنفاق موسكو ...وقتلت عدداً من المدنيين الأبرياء وجرت عشرات آخرين”. وأضاف ان الوزراء “طالبوا بملاحقة جميع المسؤولين عن الاعتداءات أمام القضاء” ووعدوا بـ”مواصلة التعاون من أجل دحر الإرهابيين” وبناء “عالم آمن”. من ناحيتها، أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع محطة التلفزيون الكندية “سي تي في”، أن الإرهابيين هم “العدو المشترك” أكان “الأمر في مترو موسكو او مترو لندن او قطار مدريد او المكاتب في نيويورك، نحن نواجه العدو نفسه”. وأضافت “اعتقد أن هناك رابطاً بين معظم النشاطات الإرهابية التي نراها في العالم” مضيفة “يشجعون بعضهم البعض ويتبادلون المعلومات والمتفجرات والمعرفة”. من ناحيتها، أعلنت الشرطة الصينية أمس أن بكين شددت التدابير الأمنية في محطات المترو بعد التفجيرين الانتحاريين في موسكو . وقال مدير شرطة بكين فو زيغوا لوكالة أنباء الصين الجديدة انه “تم تعزيز دوريات الشرطة المصحوبة بالكلاب المدربة في محطات المترو حيث يمكن أن تقوم الشرطة بعمليات تفتيش متكررة واستجواب الركاب الذين يثيرون الاشتباه”. فضل الله: الاعتداءات «قمة الوحشية» بيروت (د ب ا ) - أدان المرجع الشيعي اللبناني محمد حسين فضل الله أمس، تفجيرات مترو موسكو، ووصفها بأنها “قمة الوحشية”. وقال في بيان “إن هذا العمل يمثل القمة في الوحشية والعدوان لأنه يمثل اعتداءً صارخاً على الإنسان البريء، وبالتالي، فهو عمل مدان بكل المقاييس الشرعية والإنسانية”. وأضاف فضل الله” أن الاعتداء على المدنيين الأبرياء مدانٌ، سواء في نيويورك أو موسكو أو أفغانستان أوالعراق، لأنه عدوانٌ صارخٌ على النفس الإنسانية التي حرّم الله قتلها إلا بالحقّ، بصرف النظر عن هويتها القومية أو الدينية أو العرقية وانه يمثل القمة في الوحشية والعدوان”. وطالب بـ”ضرورة البحث جدياً في أسباب الإرهاب ومنشئه ودوافعه، والعمل على معالجة هذه الأسباب، برفض منطق الاحتلال، والعمل على مواجهته، وقطع الطريق على كل من يعمل للاساءة إلى الأبرياء تحت هذا العنوان”. مناطق الحروب في القوقاز موسكو (أ ف ب) - يأتي الاعتداء الانتحاري المزدوج الذي استهدف مترو أنفاق موسكو أمس الأول موقعاً 39 قتيلاً على الأقل والذي نسبته السلطات الروسية إلى مجموعات متمردة في القوقاز، على خلفية تجدد أعمال العنف بهذه المنطقة التي تضم عدداً من الجمهوريات الروسية الساخنة تضم: الشيشان: وهي جمهورية في القوقاز الروسي أعلنت استقلالها من جانب واحد أواخر 1991، مباشرة قبل انهيار الاتحاد السوفياتي. اندلعت حرب أولى (1994-1996) أسفرت عن سقوط أكثر من 50 ألف قتيل وانتهت بهزيمة الروس واستقلال الشيشان بحكم الأمر الواقع. ودخلت القوات الروسية مجدداً إلى الشيشان في أكتوبر 1999 واستعادت السيطرة على العاصمة جروزني في 2000. في أبريل 2009، أعلنت موسكو نهاية “عملية مكافحة الإرهاب” في هذه الجمهورية التي يترأسها منذ 2007 المتمرد السابق رمضان قديروف والتي شهدت مع ذلك العديد من الاعتداءات منذ ذلك الحين. وفي يوليو وأغسطس 2009، أغتيلت المدافعة عن حقوق الإنسان ناتاليا استميروفا ورئيسة المنظمة الروسية غير الحكومية “انقذوا الجيل” زاميرا سعدولاييف. ولم يلق الضوء حتى الآن على هاتين الجريمتين. داغستان: أكبر جمهوريات القوقاز الروسي وغالبية سكانها من المسلمين . وقد شهدت بعد 1999 عمليات توغل للمتمردين الشيشان (مئات القتلى) أدت إلى الحرب الروسية الشيشانية الثانية. وبدأ النزاع الروسي الشيشاني الثاني في 1999 فعلياً بعد تسلل مقاتلين شيشان بقيادة شامل باساييف إلى داغستان. وردت موسكو آنذاك بإطلاق هجوم عسكري. وما زالت هذه الجمهورية القوقازية تشهد تمرداً مسلحاً. وفي 5 يونيو 2009 ، أغتيل وزير الداخلية اديلغيري ماغومدتاغيروف. أما أنغوشيا جارة الشيشان، فهي إحدى أفقر جمهوريات روسيا. وشأنهم شأن الشيشانيين، تعرض الأنغوشيين للترحيل القصري في عهد ستالين عام 1944 لاتهامهم بـ”التعاون” مع ألمانيا النازية. وأنغوشيا التي تأثرت بتجاوزات النزاع الشيشاني، من أكثر المناطق الروسية عنفاً. وقد أصيب رئيسها يونس بيك افكوروف إصابة خطيرة في يونيو 2009 في محاولة اغتيال وفي الشهر التالي قتل وزير البناء روسلان عامرخانوف. كما اغتيل زعيم المعارضة الروسية في أنغوشيا مكشاريب اوشيف في أكتوبر 2009. وفي 6 مارس 2010 ، قتل زعيم لحرب العصابات في القوقاز الشمالي و7 متمردين يعتقد أنهم شاركوا في الاعتداء الذي استهدف في نوفمبر 2009 قطار “نفسكي اكسبرس” الذي يربط بين موسكو وسانت بطرسبرغ (28 قتيلا) في عملية في أنغوشيا. أوسيتيا الشمالية: إحدى أصغر جمهوريات روسيا الاتحادية وتضم القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في القوقاز. في العام 1992 وقع نزاع (أكثر من خمسمئة قتيل) بين أوسيتيا الشمالية، ذات الغالبية المسيحية، وأنغوشيا. ويتهم الأوسيتيون الأقلية الأنغوشية المسلمة، بتغذية الإرهاب في المنطقة. كذلك تعرضت أوسيتيا الجنوبية أيضا، لتبعات النزاع الشيشاني. وفي عام 2004 شهدت مدرسة مدينة بيسلان عملية احتجاز رهائن نفذتها مجموعة كوماندوس موالية للشيشان وكانت الأعنف والأكثر دموية حيث قتل خلالها 334 شخصاً بينهم 186 طفلاً. أما أوسيتيا الجنوبية التي اعترفت موسكو باستقلالها بعد أقل من 20 يوماً من الهجوم الفاشل الذي شنه الجورجيون لاستعادة السيطرة عليها، فهي منطقة انفصالية موالية للروس وقد أعلنت استقلالها عن جورجيا غداة انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991. في 1992 بعد نزاع مع جورجيا، أعلن الأوسيتيون الجنوبيون استقلالهم وانضمامهم إلى اوسيتيا الشمالية. أبخازيا: تقع على ضفاف البحر الأسود وقد اعترفت روسيا باستقلالها. وهي منطقة موالية للروس انفصلت عن جورجيا وأعلنت استقلالها في 1992 ودافعت عنه بالسلاح. انتهى النزاع (آلاف القتلى و250 ألف نازح جورجي بحسب تبيليسي)، في 1993 بانتصار الأبخاز بدعم من موسكو. أما ناغورني قره باخ، فهي جيب مأهول بغالبية أرمنية في أذربيجان شهد نزاعاً دامياً مطلع التسعينات. وما زال هذا الجيب منذ وقف إطلاق النار في 1994، تحت سيطرة الأرمن الذين حققوا نصراً على الأرض. لكن الحوادث بين القوات الأرمنية والأذربيجانية ما زالت مستمرة منذ ذلك الحين .
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©