الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإمارات نقطة ارتكاز لبناء اقتصاد المعرفة في الشرق الأوسط

الإمارات نقطة ارتكاز لبناء اقتصاد المعرفة في الشرق الأوسط
25 مارس 2017 19:53
حاوره يوسف العربي أكد سامر أبولطيف، رئيس «مايكروسوفت» الشرق الأوسط وأفريقيا، أن الإمارات تمضي في الطريق الصحيح نحو بناء اقتصاد المعرفة، مؤكداً أن التكنولوجيا باتت مكوناً رئيساً في استراتيجية التنوع الاقتصادي في الدولة. وقال أبولطيف لـ «الاتحاد»، في أول حوار مع صحيفة عربية عقب تعيينه رئيساً لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن الإمارات تزخر حالياً بشركات عديدة مبدعة تمتلك حقوق الملكية الفكرية لمنتجات تكنولوجية عديدة تستخدم داخل الدولة وخارجها، مشيرا إلى أن الطريق أصبح ممهداً لرؤية استحواذات عالمية على شركات محلية. وأضاف أن إدارة عمليات «مايكروسوفت» في الشرق الأوسط وأفريقيا تقررت من الإمارات، وتحديداً من مكتب الشركة في دبي، للدور الذي تلعبه الدولة في تحفيز الاستثمارات الأجنبية، وخلق البيئة الجاذبة للابتكار، فضلاً عن البنية التحتية الفائقة التطور وقدرة الدولة على استقطاب المواهب من جميع أنحاء العالم. وأشار أبولطيف، إلى أن حجم الإنفاق المتوقع على تكنولوجيا المعلومات في الشرق الأوسط وأفريقيا سيصل إلى 571.8 مليار درهم (155.8 مليار دولار) العام الجاري، وفق نتائج دراسات مؤسسة «جارتنر» للأبحاث، التي توقعت أيضاً نمو حجم الإنفاق على القطاع بنسبة 3.3% خلال 2018 إلى 591 مليار درهم (161 مليار دولار)، وإلى 605 مليارات درهم (165 مليار دولار) في 2019 بزيادة 2.5%، وصولاً إلى 619.5% مليار درهم (168.8 مليار دولار) بزيادة 2.3% في العام 2020. وأوضح أن استراتيجية «مايكروسوفت» الجديدة في الشرق الأوسط وأفريقيا خلال المرحلة المقبلة تستند إلى 4 ركائز رئيسة، أولها استمرارية دور الشركة في قطاع التعليم، باعتبارها نقطة الأساس لإدخال التكنولوجيا في المجتمعات، ما يكون له مردود إيجابيي كبير على التنمية الاجتماعية والاقتصادية لأي دولة. وأضاف أن الركيزة الثانية تتمثل في تشجيع الشباب، وتمكينهم، والدفع بمسيرة الابتكار، خاصة أن المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط تتميز بأن غالبية سكانها من الشباب الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً. وتابع أن «الركيزة الثالثة تتمثل في دعم التحول الرقمي في دول المنطقة، لما له من تبعات إيجابية على الاقتصاد، وتحسين أداء الحكومات والشركات وزيادة تنافسيتها، وقدرتها على تجاوز التحديات». أما الركيزة الرابعة فتتمثل في التركيز على دور الشركة في تحقيق التنمية المجتمعية، ومساعدة الشركات في خلق وظائف، وبناء اقتصاد المعلوماتية، ومساعدة الشركات الناشئة. متغيرات اقتصادية وحول تأثير المتغيرات الاقتصادية الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، على أداء قطاع التكنولوجيا في المنطقة، قال أبولطيف، إن شركات التقنية تقدم الحلول التكنولوجية، باعتبارها حلاً ناجعاً لتجاوز التحديات الاقتصادية. وأضاف أن «مايكروسوفت» ستقوم بدور حيوي خلال المرحلة المقبلة في مساعدة الأفراد، والشركات على تبني التكنولوجيا لتجاوز التحديات الاقتصادية، مستندة في ذلك إلى تاريخها الممتد إلى 4 عقود حرصت خلالها على توفير التكنولوجيا للجميع بأسعار مقبولة. وأشار أبولطيف إلى تأسيس «مايكروسوفت» في الوقت الذي كانت التكنولوجيا مقتصرة على عدد قليل من الشركات الكبرى، إلا أن الشركة الناشئة حينها أخذت على عاتقها توفير السبل لوجود كمبيوتر شخصي في كل منزل وعلى كل مكتب، مؤكداً أن الشركة قدمت في هذا الإطار للشركات وقطاع الأعمال «الحلول الافتراضية»، و«الحوسبة السحابية»، وغيرها من التقنيات التي تساعد هذه المؤسسات على تقليص تكلفة التشغيل، وزيادة الكفاءة، وتعزيز التنافسية. وأضاف أنه لا يجب أن ينظر إلى مسيرة التحول الرقمي، باعتبارها تشكل تكلفة إضافية، بل يجب التعامل معها على أنها وسيلة لخفض التكاليف، وتحفيز إنتاجية الموظفين، ودفعهم نحو الابتكار، والإبداع. وقال إن الحكومات في دول الخليج تتمتع برؤية واضحة ودراية تامة بأهمية تحفيز التكنولوجيا في هذا التوقيت؛ لذلك لم تخفض أي من الميزانيات المخصصة للتحول الرقمي؛ كما أن كل المؤسسات الحكومية، والخاصة تتحدث اليوم عن استخدام التكنولوجيا الحوسبة السحابية و«إنترنت الأشياء» للتغلب على الظروف الاقتصادية التي لا يمكن التحكم فيها بطبيعة الحال. البيانات المصرفية وأكد أبولطيف، أن الشركة تحترم سياسات بعض المؤسسات التي تطلب بقاء المعلومات داخل الدولة، مثل البيانات المصرفية على سبيل المثال، موضحاً أن الخبرات المتراكمة لـ «مايكروسوفت» في التعامل مع البيانات تمكنها من تعريف عملائها بآليات تصنيف المعلومات، والعمليات، والبيانات، إلى فئات، حسب السرية، فبعضها يمكن تخزينه داخل الدولة، بينما يمكن تخزين جزء آخر وفق الطرق الاعتيادية. وقال أبولطيف «لا يمكننا تصور القطاع المصرفي اليوم من دون الخدمة المصرفية عبر الإنترنت وبطاقات الائتمان، ورغم مخاطر هذه الخدمات، إلا أن فوائدها الكبيرة تفوق كثيراً المخاطر المحتملة، وكذلك لا يمكن تصور القطاع المصرفي مستقبلاً من دون خدمات الحوسبة السحابية، حيث تزيد فوائدها أضعاف المخاطر المحتملة». وأشار إلى أن كل الجهات الحكومية والمصرفية لديها خطط واستراتيجيات للتحول الرقمي، وعدم اقتحام هذه الجهات للحوسبة السحابية يحرمها المنافسة، لأنها لن تصبح قادرة على ملاحقة التغييرات التكنولوجيا المتسارعة من خلال شراء وتجديد المعدات، والأجهزة، والبرمجيات وغيرها. وحول كيفية تحسين معايير الاعتمادية والإتاحة بخدمات «الحوسبة السحابية» التي تقدمها «مايكروسوفت»، قال إن تفوق الشركة في القطاع يستند إلى خبرتها المتراكمة على مدار 15 عاماً، ووجود نحو مليار مستخدم لمنتجاتها حول العالم. ولفت إلى أن التطور التكنولوجي المستمر في البنية التحتية والشبكات ومراكز المعلومات، يزيد كفاءة الخدمات المقدمة عبر الحوسبة السحابية، ويسرع زمن معالجة أي خلل طارئ والتقليل من تأثيره، لافتاً إلى أن الشركة تسعى دائماً إلى زيادة أنظمة الدعم الفني لتحسين الأداء. نقل المعرفة ونفى أبولطيف، تركيز شركات التقنية العالمية، ومنها «مايكروسوفت» على عملية البيع في دول الخليج وبقية أسواق الشرق الأوسط على حساب الاهتمام بنقل المعرفة إلى هذه المجتمعات، مشدداً على أن «مايكروسوفت» بذلت جهوداً ضخمة على مدار السنوات الماضية لبناء الكوادر، والقدرات البشرية التي تشكل النواة الرئيسية لبناء اقتصاد المعرفة. ولفت إلى أن شركته استطاعت من خلال شبكة «مايكروسوفت» للتعليم الافتراضي تدريب 76 ألف شخص في المنطقة حصلوا جميعهم على شهادات متنوعة في مجال علوم الكمبيوتر، كما قامت بدعم نحو 3700 ناشئة منها 450 شركة في الإمارات من خلال منحهم البرمجيات، وإتاحة استخدام شبكة «مايكروسوفت» مجاناً. وقال أبولطيف، إن «مايكروسوفت» تحرص على تزويد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بأهم الابتكارات في مجال تكنولوجيا التواصل والتعاون، إضافة إلى المهارات اللازمة لتنمية وتطوير أعمالهم. ولفت إلى أن الشركة لديها دور حيوي على مستوى تحقيق التنمية الاقتصادية والمجتمعية، حيث استطاعت توفير نحو 250 ألف وظيفة في المنطقة، كما أن لديها نحو 12 ألف شريك، ما يمهد بدوره الطريق لخلق اقتصاد البرمجيات في هذه الأسواق. وأشار إلى وجود العديد من الشركات المبدعة التي استطاعت ابتكار المنتجات التكنولوجية، وتطوير البرمجيات التي تستخدم داخل الدولة وخارجها، معرباً عن أمله عن تنمية هذه الشركات وصولاً للعالمية. ورداً على سؤال حول ما تحتاجه المنطقة لبناء مجمعات مماثلة لـ«وادي السيلكون» في الولايات المتحدة، أفاد بأهمية وجود القوانين والتشريعات الضرورية مثل قوانين الإفلاس، إضافة إلى أهمية تشجيع البنوك على تمويل الشركات الناشئة والشباب الصاعد الذي يحاول الابتكار، بدون أن تطلب البنوك ما تطلبه من الشركات القائمة التي لديها بنية قائمة وأصول ثابتة. وطالب بتخفيض كلفه استقدام المواهب والتوعية بأهمية ربط الحاضنات التكنولوجية ببعضها البعض لتبادل الخبرات، مشدداً على ضرورة ترسيخ مفهوم البحث العلمي في الجامعات، بحيث لا تقتصر الجامعة على إعطاء الدروس والمحاضرات العلمية. نمو الإنفاق وقال أبولطيف، إن الإمارات تستعد لنمو الإنفاق على التكنولوجيا خلال المرحلة المقبلة، حيث نلمس التركيز الحكومي على أن يكون قطاع التكنولوجيا جزءاً رئيساًَ ضمن استراتيجيات التنوع الاقتصادي للدولة. وأضاف أن شركة «مايكروسوفت» من جانبها مستمرة في الاستثمار، وزيادة عدد الوظائف في الإمارات وبقية دول الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن حجم السوق لا يشكل الأساس لتحديد أولويات الشركة، لافتاً إلى أن من بين أسباب التحمس لضخ المزيد من الاستثمارات في الإمارات، الرؤية الواضحة للقيادة التي تولي التكنولوجيا أهمية بالغة. وذكر أن هيئة كهرباء ومياه دبي على سبيل المثال كانت أول جهة إدارة مرافق في العالم تستخدم تقنية «هولولينس» ثلاثية الأبعاد من مايكروسوفت لتعزيز عملياتها، وتحسين مستوى الإنتاجية، إضافة إلى تسريع عمليات الابتكار، وتقديم خدمات داخلية نوعية تسهم في الارتقاء بمستوى وكفاءة العمل الحكومي، معتبراً ذلك دليلاً على وجود طموح ريادياً على مستوى العالم. وحول جهود الشركة لردم الهوة المعرفية الناجمة عن تطور التقنيات مقارنة بالقدرات المعرفية للمستخدم النهائي، قال أبولطيف، إن شركات التقنية قطعت شوطاً كبيراً في مجال تبسيط التقنية، حيث يوجد أشخاص لا يستطيعون القراءة أو الكتابة، إلا أنهم قادرون على استخدام التكنولوجيا، خاصة مع توافر تقنية اللمس والصور والفيديوهات وغيرها. الهوة الرقمية وقال أبولطيف، إن «مايكروسوفت» قدمت على مدار السنوات العشر الماضية الإسهام الأكبر في ردم الهوة الرقمية من خلال التركيز على الكمبيوتر الشخصي والحلول النقالة، لافتاً إلى أن التكنولوجيات التي تقدمها الشركة تمضي في اتجاه المزيد من التبسيط من خلال السعي لتقديم الخدمة عبر «الريبوت»، سيرفيس بوك، مؤكداً أن استراتيجية الشركة تضع الحلول المتنقلة على رأس سلم أولوياتها، بينما تأتي الأجهزة المتحركة في ترتيب لاحق. وقال أبولطيف أن «مايكروسوفت» رغم ذلك في اتبعت تغيير اتجاه الكمبيوتر الشخصي من خلال جهاز «سيرفيس» ولحقتها العديد من الشركات الأخرى في تبني هذا الاتجاه، معتبراً إن تجربة إطلاق هذا الجهاز كانت ناجحة على المستوى العالمي. وأضاف أن «مايكروسوفت» بدأت في بناء شبكة التوزيع وخدمات ما بعد البيع في الإمارات، بما يضمن انسجام مستوى الخدمة المقدمة مع المعايير القياسية المتوقعة للعلامة التجارية، موضحاً أن الشركة نجحت في توزيع الجهاز على مستوى الشركات والجهات الحكومية، وستركز خلال المرحلة المقبلة على قنوات التوزيع للأفراد. لينكد إن وقال أبولطيف، إن بعد استكمال عملية استحواذ «مايكروسوفت» على شبكة «لينكد إن» خلال شهر يناير الماضي، يتم المضي قدماً لإنجاز عملية التكامل لخدمات الشركتين. وأكد استفادة «مايكروسوفت»من الإبداع الموجود في «لينكد إن»، حيث يمكن الربط بين القيمة المضافة لمنتجات الشركتين، بما ينعكس إيجاباً على قطاع الأعمال من خلال فتح آفاق جديدة لتطور الأعمال وشبكات الاتصالات والتسويق، منوهاً بأن التكامل بين «مايكروسوفت» و«لينكد إن» يركز على استفادة جيل الألفية، وهو جزء لا يتجزأ من استراتيجية المستقبل. منفتحون على مفاوضات تتيح «سكايب» دبي(الاتحاد) قال سامر أبولطيف، رئيس «مايكروسوفت» الشرق الأوسط وأفريقيا، أن لا مفاوضات حالية بين الجهات المختصة أو شركات الاتصالات لإتاحة خدمة «سكايب» في الإمارات إلا أن الشركة منفتحة للدخول في هذا النوع من المفاوضات لتوافر هذه الخدمة للمستخدمين عبر الإنترنت.واعتبر أن خدمة «سكايب» عبارة عن تطبيق ذكي مثل أي تطبيق آخر على الإنترنت، لافتاً إلى أن الشركة تتفهم التحفظات الموجودة حول الخدمة من قبل الجهات المختصة وتلتزم اللوائح والقوانين المنظمة. لا مغالاة في أسعار البرمجيات دبي (الاتحاد) نفي سامر أبولطيف، رئيس «مايكروسوفت» الشرق الأوسط وأفريقيا، وجود مغالاة في تسعير برمجيات الشركة، مؤكداً أنها تلعب دورا كبيرا في توفير البرمجيات المفتوحة. وأوضح أن كل الطلاب والمدرسين في الإمارات يمكنهم الحصول على برنامج «مايكروسوفت أوفيس» مجاناً كما يمكن لغالبية المنتسبين للجهات الحكومية استخدام هذه البرمجيات من دون مقابل. وقال أبولطيف، إنه يمكن استخدام هذه البرمجيات من قبل الأفراد العاديين من غير الفئات المذكورة عن طريق الحوسبة السحابية بأسعار رمزية، مشيرا إلى أن تكلفة استخدام «اوفيس 365»على سبيل المثال تبلغ نحو 5 دولارات شهرياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©