الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نحو لجان منظمة للاعراس

27 فبراير 2014 02:00
قبل سبع سنوات أقيمت بطولة خليجي 18 لكرة القدم للمرة الثالثة في عاصمة الإمارات الحبيبة أبوظبي، وكانت ناجحة من مختلف الجوانب التنظيمية والفنية والجماهيرية والإعلامية، وتوج نجاحها منتخبنا الأبيض بحصده اللقب لأول مرة في تاريخه بقيادة المدرب الفرنسي عبد الكريم ميتسو رحمه الله، وتألق إسماعيل مطر ونال جائزتي الهداف وأفضل لاعب. كان على رأس اللجنة المنظمة شخصية إماراتية مخضرمة، رجل يحب الإنجاز بصمت ولديه فكر قيادي مستنير، هو الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، يعمل بتخطيط وتنظيم ودقة ونشاط، يتابع ميدانياً كل صغيرwة وكبيرة، يبث الحماس في مرؤوسيه ويدعم الجميع معنوياً، كنت يومها في المرحلة الثانوية والآن على مشارف التخرج من الجامعة، كان إعجابي شديداً بشخصية الشيخ حمدان بن مبارك وبعمل اللجنة المنظمة، كنت في غاية السعادة وأنا أشاهد وطني يتألق وشباب بلادي يبدعون، كنت حاضراً في المدرجات وشاهداً على عمل متواصل وجهودٍ مضنية، وفي الافتتاح والختام كان علمنا عالياً خفاقاً كما يريد له قادتنا وشعبنا دائماً. لن أستطرد أكثر في وصف ذكرياتي ومشاعري مع كأس الخليج ونجاح اللجنة المنظمة، ولكن ما يعنيني هو الأعراس، وقد تتساءلون ما علاقة كرة القدم بالأعراس؟ ولكن العلاقة قوية جداً فبطولة الخليج هي” عرس” شبابي رياضي وطني اجتماعي، يجمع أهل المنطقة على الأخوة والمحبة والتعاضد، ويتطلب كحدث جماهيري ضخم حسن التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة، وكلما كان العمل مدروساً وكلما كان الإعداد جيداً كلما زادت جودة العمل وتحقق التميز المأمول. نواجه في الإمارات أزمة فعلية في الأعراس من نواح مختلفة، كالتكاليف المرتفعة وغيرها، وكلنا نتألم لوفاة المواطن محمد الحبسي مؤخراً بطلق ناري طائش في أحد الأعراس بإمارة رأس الخيمة، ليعمنا الحزن والألم جميعاً حكاماً ومحكومين، وبادر صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة بتقديم العزاء والمواساة لأهل الفقيد رحمه الله، وهذه عادة غير غريبة على حكام هذه البلاد الطيبة، ما أردته من إيراد هذه الحادثة أن أبين مثالاً على المساوئ والمخاطر التي تحصل في الأعراس وهي كثيرة. عندما يفكر الواحد منا في أن يكمل نصف دينه ويتزوج ليعف نفسه، ويربي ذرية صالحة تخدم الوطن والمجتمع، تتبادر إلى ذهنه مجموعة كبيرة من المهام والمتطلبات التي عليه إنجازها، وربما يكون على رأسها الجوانب المالية من مهر وقاعات وغير ذلك من التكاليف، ويبدأ بالتحضير لمراسم الزواج من مرحلة عقد القران وصولاً إلى ليلة الدخلة بالتعاون مع أهله ويستعين أيضاً بخبرات أصدقائه، ولكن ألا تتفقون معي أنه من المفيد جداً أن يضع الشاب خطة متكاملة ومدروسة لمراسم عرسه، ويوزع الأدوار ويشرف على التنفيذ، فيقوم بعمل إداري متكامل؟. أليس من المهم أيضاً أن تشكل لجنة حكومية لتنسق الجوانب الإدارية والأمنية للأعراس؟ تخيل معي أنك تعقد اجتماعاً في المنزل بحضور أهلك واجتماعاً آخر في المقهى بحضور أصدقائك لتناقش وتنسق جميع الجوانب التنظيمية للعرس ليخرج بأبهى الحلل وأفضل الأسعار وأحسن التنفيذ، تخيل معي أنك بمجرد عقد القران تتوجه إلى اللجنة المحلية في إمارتك لتطلب ترخيص عرس، وتجد أنهم يوفرون لك الدعم والتسهيلات لتقيم عرساً بهياً وآمناً ومنظماً، ألا تتفقون معي أن أعراسنا ستختلف كلياً خصوصاً من الناحيتين المالية والأمنية ؟. سليمان أحمد الظهوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©