عمر الحلاوي (العين) - أُغلقت جميع الأبواب أمام المواطن خليفة الكعبي إلا باب الله، ومن ثم خالته التي تساعده بقدر استطاعتها، بعدما ضاقت به السبل، وتراكمت عليه الديون البنكية، وفصل من عمله، وهو متزوج ولديه طفل لم يبلغ الفطام، وآخر في الطريق، يبحث عن وظيفة منذ عامين.
بدأت مأساة الكعبي منذ 32 عاماً، حينما كان يبلغ من العمر يوماً واحداً وهو في المستشفى مريض لم يتوقع أحد شفاءه، بعدما وضعت والدته تؤاماً، مضت بالأول إلى المنزل وتركت الثاني في المستشفى، لتأتي جدته لأمه بعد شهر وتأخذه إلى منزلها ليتربى في كنفها ويشتد عوده، ويكمل دراسته حتى الصف الخامس الابتدائي.
وتزيد معاناة الكعبي حينما تتوفى جدته، وهو يبلغ من العمر 25 عاماً، يبحث عن الوظيفة والزوجة، ليكون حياته وحلمه مثله مثل آلاف المواطنين، فيرضى بالعمل في شركة براتب لا يتجاوز 7 آلاف درهم ثم يتزوج، ويدخل في دوامة الديون البنكية التي لا ترحم، وهي تنصب شباكها على كل الشباب المواطنين.
وتدمع عينا خليفة، وهو يروي معاناته في البحث عن لقمة العيش لابنه الصغير «زايد» الذي لم يتعلم النطق بعد، وعن مصاريف البيت والكهرباء، فتفاجأ باتصال هاتفي لإخلاء الشقة لعدم القدرة على دفع الإيجار البالغ 40 ألف درهم سنوياً، وخليفة لم يترك مكاناً للبحث عن وظيفة تستر أسرته الصغيرة، فتقدم إلى مؤسسات توظيف المواطنين المختلفة والشركات الخاصة، ولكن الحال تغني عن السؤال، يرن هاتفه يومياً ليس من قبل شركات التوظيف، ولكن من البنك الذي يطالبه بسداد 140 ألف درهم، أو من أجل سداد قيمة الإيجار.
زارت «الاتحاد» خليفة الكعبي في منزله المتواضع الذي أصبح خالياً من الأثاثات، وبعد تخلي أشقائه عنه، ووفاة والده، لتجد معه خالته «أم موزة»، وهي تحكي تفاصيل معاناة ابن أختها، حيث تقتسم معه معاشها الذي تصرفه من وزارة الشؤون ولا يتجاوز 4 آلاف درهم شهرياً، وحينما طلب الكعبي مساعدة إنسانية؛ لأنه عاطل عن العمل ومحاصر بالديون صرف له مبلغ ألف ومائتين درهم لا غير لا تسد حتى فواتير الكهرباء.
باع الكعبي سيارته الخاصة وثلاجة المنزل ليواجه ظروفه المعيشية، وأحياناً لا يجد مبلغاً من المال لكي يذهب للتقدم لوظيفة في أبوظبي، ووصلت به الحال قبل السكن في شقته الحالية لأن ينام في سيارته السابقة ثلاثة أيام هو وعائلته، ويمضي عليه أحياناً اليوم كاملاً لم يدخل منزله شيء.
عدد اليوم
