حصة الخيال مهمومة بتطوير صناعة الغذاء في الإمارات

تحلم ابنة الإمارات حصة حسن سالم الخيال منذ الطفولة بالوصول إلى أعلى المراتب العلمية، وبالجدية والمثابرة تمكنت من الحصول على الماجستير والدكتوراة في إدارة الأعمال من جامعة عين شمس وأسعدتها التوصية بتداول رسالة الدكتوراة بين الجامعات وطباعتها على نفقة الجامعة، مما يؤكد الجهد المخلص الذي بذلته لنيل الدرجة العلمية المرموقة بعد تعب عدة سنوات· ولا يتوقف طموح حصة سالم وتستريح الآن استراحة المحارب لتبدأ رحلة اخرى لاثبات جدارة المرأة الاماراتية في المجال العلمي· وتقول حصة الخيال انها تعمل في وزارة العمل بالإمارات وتحرص على تطوير مهاراتها المهنية والعلمية باستمرار وتلك نقطة مهمة في مسيرة حياتها لاستكمال الدراسات العليا في مجال ادارة الأعمال حيث تمكنت من الحصول على درجة الماجستير في موضوع التجارة الإلكترونية، ثم الدكتوراة بتفوق عن موضوع استخدام تكنولوجيا المعلومات في تطوير الأداء التسويقي للشركات الاماراتية، وطبقت رسالتها على 150 فردا من قيادات الشركات العاملة في صناعة الأغذية بالامارات، وخرجت بنتائج مهمة تدفع مسار هذه الشركات لتحقيق نجاحات اقتصادية وصناعية متميزة· وأكدت أن الدافع الأساسي وراء استكمالها الدراسات العليا هو تحقيق حلمها منذ الصغر بالوصول إلى أعلى المراتب العلمية خاصة مع الاهتمام الكبير الذي تلقاه المرأة الاماراتية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ، و''أم الإمارات'' سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ومثل هذا الاهتمام دافعا اضافيا لإثبات جدارة المرأة الإماراتية التي تأمل ان تكون عند حسن ظن قيادات الدولة· وقالت حصة الخيال ان أسعد لحظة في حياتها كانت توصية لجنة المناقشة بطباعة رسالة الدكتوراة وتداولها بين الجامعات حيث كانت تلك اللحظة بمثابة تتويج لمشوار تفوقها العلمي، والتفوق - من وجهة نظرها - لا يأتي بضربة حظ ولا وليد الصدفة وإنما ببذل كل الجهد بعد التوكل على الله، ومفتاح أي تفوق يكمن في الثقة بالنفس ودعم المحيطين من أفراد الأسرة في البيت والأساتذة في الجامعة، وقد وجدت كل الرعاية والمساندة من والديها وأساتذتها للوصول إلى هدفها بالتفوق رغم المصاعب التي واجهتها· وأشارت حصة الخيال إلى أن أكبر الصعوبات التي واجهتها أثناء رحلة البحث العلمي عدم حصولها على اجازة دراسية وتفرغ كامل طوال فترة الماجستير وجزء كبير من فترة الدكتوراه، حيث كانت تتنقل باستمرار بين الامارات ومصر وهي فترة أثقلت كاهلها ولم يخفف عنها سوى مساندة الأهل والأصدقاء والأساتذة الذين كانوا يشرفون عليها، ثم كان قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله بمنح الوزراء صلاحيات ادارة وزاراتهم وفق مصالحها ومصالح موظفيها وتحفيز الموظفين على استكمال دراستهم وهو القرار الذي أزاح العراقيل من أمامها وحصلت على الاجازة الدراسية في المرحلة الأخيرة من رسالة الدكتوراه مما مكنها من انجازها بيسر· وتضيف ان التحدي الآخر الذي واجهها تمثل في التوفيق بين العمل ومجال البحث العلمي، وتمكنت من ذلك بالصبر والمثابرة والإصرار على إكمال المشوار حتى النهاية لأنها مؤمنة بما تفعله ولم تجعل البعد بين مكان العمل والدراسة شماعة تعلق عليها الفشل بل اعتبرته تحديا أمامها حتى تمكنت من انجاز رسالة الدكتوراة بتفوق الأمر الذي يؤكد أن الايمان بشيء والاصرار عليه هو سر النجاح مهما كانت التحديات والصعوبات· ولا تنسى حصة الخيال ان علاقاتها الطيبة بالطالبات الاماراتيات اللاتي يدرسن بالقاهرة كانت سندا ودعما لها خصوصا من الناحية المعنوية فقد وجدت تشجيعا من هؤلاء الفتيات لكي تتجاوز الصعوبات والتحديات، وكان لنادي طلبة الامارات بالقاهرة أيضا دور مهم في التواصل بين الطلاب المغتربين مما خلق التفاعل والحميمية بين الاماراتيين الذين يبتعدون عن وطنهم وجعلهم يشعرون بأنهم داخل وطنهم ويرجع هذا المناخ بالدرجة الأولى إلى الملحق الثقافي بسفارة الامارات بالقاهرة د· فاطمة العامري التي تحرص على التعامل مع الطلاب باعتبارهم أسرة واحدة· وتقول حصة الخيال انها تستريح الآن استراحة المحارب بعد أن أنجزت رسالة الدكتوراة بتفوق بعدها ستسعى إلى اعداد الرسالة في كتاب مستقل فضلا عن انفاقها على نشر عدة بحوث متخصصة في دوريات اجنبية معنية بقضايا الادارة والتسويق وتكنولوجيا المعلومات· وتضيف أنها ستحاول تطبيق الافكار والنتائج التي توصلت إليها في رسالتها لقدرة تلك الافكار على تطوير صناعة الأغذية بالامارات، ومنها زيادة مخصصات البحوث وبناء قنوات اتصال الكترونية مباشرة مع الشركات الموردة، وإنشاء مجلس أعلى لصناعة الأغذية بالامارات لوضع سياسة خاصة بهذه الصناعة لتقليل المشكلات التي يواجهها هذا القطاع وإقامة قاعدة بيانات لقطاع الأغذية تشتمل على كافة المعلومات الخاصة بتطور هذه الصناعة مثل ظروف الأسواق الخارجية وفرص التصدير للمنتجين المحليين والتواصل مع العملاء والموردين·