الأهلي «يغازل» الدرع في ملعب الشباب

اللقب والدرع والعالمية على الأبواب والتاريخ ينتظر أول رواده، وهذا التاريخ يختلف عن التاريخ القديم، عندما كانت لعبة الكرة مجرد منافسة بين هواة، ولكنها اليوم للمحترفين والملايين التي تصرف على اللعبة من أجل الظفر بلقب أول دوري للمحترفين. ويستضيف الشباب مساء اليوم فريق الأهلي في مباراة ستكون كل الأضواء مسلطة عليها، ولعل القدر أراد مكافأة حامل اللقب فلو أراد الأهلي اللقب فعليه انتزاعه من أرض حامله الأخير. إذا هو اللغز وبيننا وبين حله تسعون دقيقة سوف نعرف بعدها من هو أول بطل للمحترفين، وما بين الأهلي والجزيرة والفاصلة تسعون دقيقة، فلمن تبتسم هذه الدقائق التسعون في ختام أول دوري للمحترفين. الأهلي هو المرشح الأوفر حظاً لمعانقة اللقب مساء اليوم، ولكن عندما ينزل إلى أرضية استاد مكتوم بن راشد في نادي الشباب، فلا يوجد شيء مضمون وخصوصاً عندما نعرف هوية المنافس، بل لكم أن تعلموا مدى شراسة الفريق المنافس، وهو يخوض مباراة اليوم على أرضه، وبالإضافة إلى ذلك فهي مباراة «ديربي» للفوز فيها طعم خاص ومذاق مختلف. ونضيف أيضاً التاريخ الحافل بحقائق كان فيها الشباب سبباً في عرقلة الأهلي، وكانت الأحلام الحمراء تتحطم عند الصخرة الخضراء، كل هذا يمنحنا الحق في توقع مباراة لا مجال للتكهن بنتيجتها ولقب حائر حتى نهاية آخر تسعين دقيقة في عمر المسابقة. ويحتاج الأهلي اليوم لتحقيق الفوز بأي نتيجة لتخرج بعدها مسيرة الاحتفالات الحمراء بلقب أول دوري للمحترفين، وتتويج مجهود موسم كامل وحافل لم يخسر فيه الفريق سوى مباراة واحدة وحافظ على وتيرة متوازنة طوال جولات المسابقة، ويضم الفريق مجموعة متميزة من اللاعبين في كل الخطوط، وفي الأسبوع الماضي خاض الفريق آخر مبارياته في البطولة الآسيوية بمجموعة من لاعبي الصف الثاني وقدموا مستوى طيب وتقدموا على سابا بتري الإيراني بثلاثة أهداف نظيفة، وبعد 68 دقيقة من التميز الأهلاوي انقلبت الصورة، وشهدت آخر 22 دقيقة قمة الغرابة في كرة القدم، عندما سجل الفريق الإيراني خمسة أهداف دفعة كاملة، ودقت هذه الدقائق نواقيس الخطر بالنسبة للأهلاوية، حيث أن الموقف شبيه في بطولة الدوري فالفريق يتقدم الجميع منذ فترة ولكن العبرة دوما تكون بالخواتيم. أما الشباب حامل اللقب فسيكون اليوم في مهمة لتحديد وجهة اللقب الجديد، ويواجه الأهلي اليوم بطموحات تاريخية في إعادة الماضي من جديد، وعرقلة الأهلي في مشواره نحو اللقب والفريق يخوض مباراة اليوم من أجل الفوز، ولا ينظر كثيراً للفريق الذي سوف يستفيد من هذه النتيجة، فهو يلعب أولاً وأخيراً من أجل نفسه، ويسعى الشباب إلى عدم تحويل ملعبه إلى ساحة احتفال للأهلاوية، كما سيكون الفوز بالـ»ديربي» بعد عدة هزائم تعرض لها الجوارح أمام الفرسان في الفترة الماضية وهي أهداف كافية لتحويل مباراة اليوم إلى قمة من نار في «ديربي ديرة».