رئيس الدولة يبحث مع الرئيسين السويسري والفرنسي تعزيز العلاقات

يجري صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مباحثات مع فخامة رئيس الاتحاد السويسري هانز رودلف ميرز الذي يصل الى البلاد اليوم، تتعلق بعلاقات التعاون والصداقة بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات. ويلتقي فخامة الرئيس السويسري خلال زيارته الرسمية التي تستمر ثلاثة ايام، عددا من المسؤولين في الدولة. كما يستعرض صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» مع فخامة رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي الذي يصل البلاد غدا، علاقات التعاون والصداقة بين البلدين في مختلف المجالات بالاضافة الى تبادل الرأي حول عدد من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك. وأكد جان دافيد لافييت المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي على أهمية الشراكة الاستراتيجية النموذجية والفريدة القائمة مع دولة الامارات والتي تقدم نموذجا حيا يتكامل فيه الحفاظ على التراث والدخول الى عالم الحداثة في نفس الوقت. وقال لافييت خلال مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الاول في باريس بمناسبة زيارة الرئيس ساركوزي الى الامارات، على رأس وفد سياسي واقتصادي وثقافي وبرلماني رفيع المستوى، إن الرئيس ساركوزي سوف يبحث خلال الزيارة مع صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عددا من الموضوعات في مقدمتها العلاقات الثنائية بين البلدين الى جانب عدد من القضايا الإقليمية من أهمها السلام في الشرق الأوسط ومستقبل أفغانستان والصومال والملف النووي الإيراني. وأوضح ان الرئيس الفرنسي يولي أهمية قصوى لهذه الزيارة بسبب ما تعنيه دولة الإمارات بالنسبة لفرنسا، مؤكدا ان الامارات تقدم نموذجا حيا يتكامل فيه الحفاظ على التراث والدخول الى عالم الحداثة في نفس الوقت. وقال «لو أن أحدا منكم زار أبوظبي منذ قيام الدولة ويزورها الآن لن يجد نفس المدينة، هذا فضلا عن قادة هذا البلد الذين يتحلون برؤية مستقبلية بعيدة المدى لعملية التنمية في بلادهم في كافة المجالات بمعدلات تنمية غير مسبوقة «. وأضاف ان فرنسا التي لم يكن لها أي تواجد تاريخي في المنطقة، لديها الآن شراكة استراتيجية نموذجية وفريدة مع الامارات، مشيرا الى ان العلاقات بين البلدين تمتد في أربعة قطاعات استراتيجية هي الاقتصاد والدفاع والتعاون في مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية والثقافة والتعليم. وأكد ان أبوظبي التي تمتلك خمس احتياطي العالم من الطاقة تتحلى برؤية استراتيجية صائبة تتمثل في ضرورة الحفاظ على هذه الثروة لأطول فترة ممكنة من خلال إقامة عدد من المفاعلات الذرية لإنتاج الكهرباء للاستخدام المحلي بدلا من استخدام الطاقة النفطية. واشار الى انه سوف يجري بدء طرح العطاءات في هذا المجال في بداية يوليو المقبل على أن يجري إرساؤها في شهر سبتمبر حيث تواجه فرنسا منافسة شديدة من أطراف أخرى. وأوضح ان هناك تعاونا وثيقا لا مثيل له بين البلدين في مجال الثقافة يتمثل في فرع جامعة السوربون أبوظبي والذي يدرس فيه الآن نحو 409 طلاب سيتم من خلاله منح الطلبة الدبلومات للمرة الأولى في أكتوبر من هذا العام، مشيرا الى مشروع إقامة فصول امتياز بالشراكة مع مدرسة «لوي لو جراند» الباريسية. وقال ان دولة الامارات الحريصة على الانفتاح على العالم رأت من خلال مشروع متحف اللوفر استحضار الثقافات العالمية لشعبها على أرضها، ويمكن تسميتها «الدولة العالم» كونها تعد نموذجا للانفتاح على العالم، مشيرا الى ان دولة الامارات تعيش في القرن الـ21 وتعرف كيفية تطويع العولمة فوق أراضيها وفي علاقاتها مع العالم الخارجي. وفي مجال الدفاع اوضح المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي أن البلدين اتفقا على تسمية القاعدة التي سيجري افتتاحها بـ«معسكر السلام» لأن هدف القاعدة هو قيام فرنسا بالتنسيق مع الإمارات لتحقيق السلام في المنطقة التي تمثل أهمية شديدة للعالم. وقال انه بعد زيارة الرئيس ساركوزي للإمارات في يناير 2008 تم وضع الخطوط الرئيسية لعلاقات البلدين في المستقبل حيث تم تكوين مجموعة عمل تجتمع كل ستة أشهر في أبوظبي وفي باريس لمتابعة سبل تعزيز العلاقات الثنائية، مشيرا الى انه سيتم خلال زيارة الرئيس الفرنسي التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين في عدة مجالات. ويرافق فخامة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في زيارته للدولة التي تعد الثانية له منذ يناير من العام الماضي وفد يضم معالي برنارد كوشنير وزير الخارجية ومعالي كريستين لاجارد وزيرة الاقتصاد والصناعة والعمل ومعالي هيرفيه موران وزير الدفاع ومعالي كريستين ألبانيل وزيرة الثقافة والاتصالات. كما يضم الوفد عددا من كبار البرلمانيين الفرنسيين من بينهم جي تيسيير رئيس لجنة شؤون الدفاع الوطني والقوات المسلحة وأكسل بونياتوفسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالجمعية الوطنية الفرنسية واولوفيير داسو رئيس لجنة الصداقة الفرنسية الإماراتية وبيير لولوش عضو لجنة الشؤون الدفاعية وممثل فرنسا الخاص بشأن أفغانستان وباكستان والسيناتور فيليب ماريني رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية ودول الخليج والسيناتور سيرج داسو بالاضافة الى عدد كبير من رؤساء مجالس إدارة كبرى الشركات الفرنسية. أبوظبي تحتضن غداً أعمال مؤتمر الأمن البحري تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» وفخامة الرئيس نيكولاس ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية تستضيف كل من القوات البحرية بدولة الإمارات العربية المتحدة والبحرية الفرنسية غدا الاثنين، مؤتمر الامن البحري في أبوظبي. وينظم المؤتمر الذي يستمر يومين في نادي ضباط القوات المسلحة بابوظبي، مركز الشرق الادنى والخليج للتحليل العسكري، بمشاركة عسكريين بارزين وخبراء من دولة الإمارات وفرنسا والشرق الأوسط والدول الغربية. ويستضيف المؤتمر عددا من رؤساء الأركان وقادة القوات البحرية ووزراء ودبلوماسيين وغيرهم من كبار الضباط من مختلف الدول الصديقة والشقيقة الى جانب كبار الشركات المصنعة وخبراء في مجال الامن البحري. ومن المقرر أن يلقي كلمتي الافتتاح في المؤتمر سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ومعالي برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي. ويناقش المؤتمر خلال جلساته القضايا المختلفة المتصلة بالأمن البحري الإقليمي من بينها التعاون الاستراتيجي المتعدد الجنسيات والتحديات التي تواجه التهديدات الحالية والمستقبلية والتقنيات الحديثة التي تدعم القدرات البحرية والإرهاب والتهديدات غير المتماثلة ومكافحة القرصنة وغيرها من النشاطات غير المشروعة الى جانب القضايا المتعلقة بالكوارث البيئية وعمليات الإنقاذ في حالة الكوارث ودور المنظمات والهيئات الدولية.