قلل الحزب الحاكم في اليمن «المؤتمر الشعبي العام» من تصريحات نائب الرئيس اليمني السابق الموجود في الخارج علي سالم البيض والذي طالب فيها بعودة جنوب البلاد كدولة منفصلة كما كانت قبل اندماجها في دولة واحدة مع الشمال في 22 مايو 1990.
وعزا الحزب استهانته بتصريحات البيض الى «اعتبارين اثنين الاول هو ان دولة الوحدة تتمتع بأرضية شعبية صلبة وواسعة ، والثاني ان البيض لم يعد يمتلك قوة عسكرية كانت بحوزته عندما حاول إعلان فصل شمال اليمن عن جنوبه في حرب صيف 1994م» . وقالت مصادر الحزب الحاكم لـــ«الاتحاد»: «ان الوحدة اليمنية جذورها راسخة في ضمير الشعب اليمني ولم تعد الامور مرتبطة باشخاص كمــا ان القوة العسكرية الكبيرة التي كانت بحوزة البيض عند محاولته الانفصال اندحرت»، مستدركة ان «البيض اليوم ليس له اي قاعدة شعبية حتى المخربين الخارجين عن القانون هم شــرذمـة صغيرة من المنتفعــين الذين يحاولون اثارة الفوضى والقــلاقل اضافة إلى ان السلطة تملك اوراقا دستورية وقانونية سيتم استخدامها اذا لم يتوقف دعاة الانفصال عن ممارسة أنشطتهم لإثارة اعمال التخريب في البلاد». وقد شعرت الأوساط السياسية اليمنية المعارضة بالصدمة لتصريحات البيض لكنها ألزمت نفسها الصمت حتى الان لكون البيض ظهر فجأة في ميونيخ بالمانيا في وقت كانت احزاب اللقاء المشترك المعارضة الرئيسية تعقد اجتماعا عريضا مع فئات شعبية مختلفة وتعتزم اصدار بيان تطالب فيه السلطات بالسماح بعودة البيض وحيدر العطاس اول رئيس وزراء في دولة الوحدة من الخارج إلى اليمن. وطالب البيض، في مؤتمر صحافي عقده في ميونيخ في الذكرى الـ 19 للوحدة اليمنية الدول العربية «بالضغط على صنعاء لسحب قواتها من جنوب اليمن».. وأضاف أنهم كانوا يتطلعون لـ«وطن واحد يسع الجميع عندما وقعوا اتفاق الوحدة اليمنية قبل 19 عاما، لكن السلطة في صنعاء كانت تتربص بنا وبشعبنا». في المقابل قال القيادي الجنوبي ســالم صالح محمد وهو مستشار للرئيس علي عبد الله صالح وعضو مجلس الرئاسة عن الاشتراكي في دولة الوحدة ان الوحدة اليمنية «منجز عظيم وعمل تاريخي لا يجب تحميله الأخطاء المرتكبة من قبل الأشخاص مهما كانت مواقفهم»، مشيراً إلى أن الوحدة والوطن الجديد هو الأفضل والتشطير والتمزق هو الأسوأ ». وطالب في حوار خاص مع صحيفة «26 سبتمبر» تنشره اليوم السبت بمناسبة احتفالات اليمن بالعيد الوطني التاسع عشر ، القيادات الوطنية التي شاركت في صنع هذا الإنجاز بالحفاظ على هذا المنجز الوحدوي العظيم. كما طالب الأحزاب السياسية بصيانة الوحدة والتوجه بروح 22 مايو التاريخي نحو الحوار الجاد والبناء لمعالجة كافة الأمور المطروحة وكافة الاختلالات وإطلاق مسيرة الحكم المحلي كامل الصلاحيات وإصلاح النظام الانتخابي بما يعزز النهج الديمقراطي.
عدد اليوم
