تحتاج أبوظبي إلى 600 مرشد سياحي خلال السنوات الثلاث المقبلة بالتزامن مع افتتاح عدد من المشاريع السياحية، يضافون إلى 134 مرشداً مرخصاً من هيئة أبوظبي للسياحة التي تعمل حاليا على برنامج لتشجيع المواطنين لتعبئة تلك الشواغر، بحسب مدير إدارة المعايير السياحية في الهيئة ناصر الريامي.
وقال الريامي لـ «الاتحاد» أمس «سنرى مرشدين سياحيين مواطنين في مواقع سياحية مهمة في أبوظبي». وبين أن أبوظبي تحتاج إلى المزيد من المرشدين السياحيين المحترفين بمختلف اللغات، استنادا إلى عدد من وكالات السفر ومشغلي الرحلات السياحية الموجودين حاليا. وتباعا، ستشهد أبوظبي خلال الفترة المقبلة افتتاح العديد من المناطق السياحية الترفيهية والثقافية مع اكتمال المشروعات والجزر التي تقوم بتطويرها الشركات العقارية وتشمل فنادق ومنتجعات ومتاحف، بالتزامن مع خطة حكومية تطمح إلى مضاعفة عدد السياح، ما يؤكد حاجة الإمارة لكوادر مؤهلة في القطاع. ولتحقيق هذا الهدف، تتعاون الهيئة مع الجامعات والكليات الموجودة في أبوظبي لرسم ملامح برامج الإرشاد السياحي، وتشجيع المواطنين على الدخول في هذا المجال وإخضاعهم للبرامج التدريبية. وأكد الريامي أن جميع المرشدين العاملين في أبوظبي مرخصون من هيئة أبوظبي للسياحة، وفي حال وجود مرشد غير مرخص فإنه يعتبر مخالفا للقانون. ويمر المتقدم لوظيفة المرشد السياحي في عدة اختبارات ويخضع لمعايير محددة، منها التقدم إلى امتحانات تحديد مستوى ودورات مختلفة إضافة الى معرفة نوعية الترخيص سواء لمتحف معين أو كمرشد سياحي عام، مشيرا الى أن الهيئة ستستمر في تقديم الدورات التدريبية سواء بشكل شهري أو سنوي.وقال «نحتاج الى مرشدين مواطنين في أبوظبي لأنهم الأكثر إلماما بتاريخ بلدهم وثقافتها». وقامت الهيئة عبر إدارة المعايير السياحية بالتوسع في تنظيم الدورات الخاصة بالإرشاد السياحي في الإمارة، حيث التحق بالدورة الأخيرة التي اختتمت يوم 15 مايو الجاري نحو 15 متدرباً. وقامت الهيئة عبر ثلاثة أسابيع بتزويد المتدربين بالمعارف الضرورية العملية والنظرية عن الإرشاد السياحي. ويأتي هذا التوسع نتيجة الطلب المتزايد على الدورات من القطاع السياحي الحكومي والخاص، بحسب الريامي. ويبلغ عدد العاملين في قطاع السياحة بإمارة أبوظبي 47.7 ألف موظف، أما نسبة المواطنين العاملين في هذا القطاع فتصل حاليا إلى 1%، وتتطلع هيئة أبوظبي للسياحة إلى رفعها لتصبح 5% بحلول العام 2012، بحسب إحصاءات الهيئة.
خطط تدريب
وفيما يتعلق بخطط الهيئة لتدريب العمالة الجديدة والبرامج التشجيعية لزيادة عدد العالمين في هذا القطاع الحيوي، قال الريامي إن الهيئة بدأت منذ العام 2007 ببرنامج «سفير أبوظبي» الذي يستهدف فئة الشباب الجامعي لتشجيعه على الانضمام إلى العمل في قطاع السياحة بعد التخرج. وأضاف «استطعنا عبر السنتين الماضيتين تدريب 38 طالبة من جامعة الشيخ زايد على العمل السياحي من خلال دورات تدريبية مكثفة وإلحاقهن بالعمل في المؤتمرات والمعارض والفعاليات وكان أبرزها معرض الخليج لسياحة الحوافز والمؤتمرات». وقال «استقبال الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لهؤلاء الطالبات وتشجيعهن كان له أكبر الأثر في دعم برنامجنا ودفعنا نحو المزيد من استقطاب الطلبة في سائر أنحاء الإمارة». وأثمر برنامج «سفير أبوظبي» عن التحاق بعض الخريجات بالعمل في قطاع السياحة، بحسب الريامي الذي أكد أنه الهيئة على وشك الإعلان عن برنامج جديد يستهدف طلبة المدارس من ذوي الأعمار 15- 18 سنة لتدريبهم خلال الصيف المقبل أيضا على العمل السياحي. وقال «شاركنا في معرض العين للتوظيف الذي أقيم مؤخرا لاستقطاب الراغبين في العمل في قطاع السياحة من الطلبة والخريجين، وتلقينا نحو 500 طلب وظيفة نعمل على فرزها حاليا». وأكد الريامي أن الهيئة تجري مباحثات مع أعرق المؤسسات التعليمية المتخصصة في السياحة والفندقة سواء لبرامج تدريبية قصيرة المدى أو دائمة. وتكثف الهيئة برامج تثقيف المواطنين بشكل أكبر، وتشجيعهم للانخراط في مجال السياحة وخصوصا الفنادق، مشيرا الى أنه سيتم اطلاق برنامج صيفي للطلاب المواطنين في المجال السياحي وتدريبهم في الفنادق. وأشار إلى قيام الهيئة بتنظيم برامج ودرورات تدريبية للعاملين داخل الفنادق، مشيرا الى أن برامج التدريب لا تقتصر على الفنادق فقط، بل على مكاتب السياحة والسفر والمرشدين السياحيين. وأطلقت الهيئة خلال معرض الخليج لسياحة الحوافز والمؤتمرات الذي أقيم مؤخرا مبادرة «فرص أبوظبي» بهدف تنشيط حركة فعاليات الأعمال المبتكرة والمثمرة والتي تندرج ضمن الرؤية الاقتصادية التي تنتهجها حكومة أبوظبي للعام 2030. وقال الريامي «ستعمل هيئة أبوظبي للسياحية على دعم مبادرة «فرص أبوظبي» من خلال رفدها باستراتيجية تطويرية تعتمد إلحاق الكوادر والقوى العاملة ببرنامج تدريبي احترافي بهدف تعزيز البعد التنافسي للإمارة». وتشمل الاستراتيجية ثلاثة محاور تدريبية تغطي جميع القطاعات المرتبطة بصناعة المؤتمرات والمعارض، مع التركيز على قطاع سياحة الأعمال، ومن هذه المحاور جعل إمارة أبوظبي مركزاً إقليميا متخصصاً في البرامج التدريبية والتأهيلية في قطاع السياحة وخدمات الضيافة.وفقا للريامي. وكان مبارك المهيري المدير العام للهيئة قال حين أعلن عن هذه المبادرة إن هناك «اتصالا مع أعرق المؤسسات التعليمية المتخصصة في السياحة والفندقة لبحث فرص تطوير برامج تدريبية قصيرة الأمد وأخرى دائمة للطلاب المواطنين ولمن يرغب بالالتحاق بهذا النوع من البرامج من دول المنطقة». وقال الريامي «نحاول استحداث المزيد من الخطط والبرامج بهدف استقطاب العمالة المحلية، وخصوصا مع التنامي المضطرد للقطاع السياحي في الإمارة والحاجة الملحة لمزيد من العاملين فيه».
عدد اليوم
