الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تطالب بتوحيد الجيش اليمني

واشنطن تطالب بتوحيد الجيش اليمني
20 فبراير 2012
عقيل الحـلالي (صنعاء) - توقعت مصادر حكومية يمنية امس مشاركة أكثر من عشرة ملايين ناخب في الانتخابات الرئاسية المبكرة غداً الثلاثاء للتصويت للمرشح التوافقي والوحيد نائب الرئيس عبدربه منصور هادي،لفترة انتقالية مدتها عامين، خلفا للرئيس علي عبدالله صالح. وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء استكمال كافة الترتيبات الأمنية والفنية والقانونية” لادارة العملية الانتخابية من خلال 21 لجنة إشرافية و301 لجنة أصلية، و28742 لجنة فرعية، موزعة على مختلف أنحاء اليمن. فيما يتولى أكثر من 103 آلاف جندي حماية العملية الانتخابية، التي توعدت فصائل مسلحة انفصالية بإفشالها في بعض مناطق جنوب اليمن. وأعلنت الحكومة الانتقالية في اليمن، اليوم الاثنين وغدا الثلاثاء، “إجازة رسمية” بمناسبة الانتخابات الرئاسية. وحثت وزارة “الخدمة المدنية والتأمينات”، جميع موظفي وحدات الجهاز الإداري للدولة والقطاعين العام والمختلط” والناخبين اليمنيين، على “التوجه إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم والمشاركة فيها كواجب وطني”. إلى ذلك طالبت الولايات المتحدة، أمس، بتوحيد الجيش اليمني، المنقسم منذ قرابة عام، وذلك لمواجهة “التحديات المستقبلية” التي تواجه اليمن، منذ أكثر من عام على وقع احتجاجات شعبية مطالبة برحيل صالح. وقال مساعد الرئيس الأميركي ونائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، جون بيرنان، في مؤتمر صحفي، عقده أمس الأحد، بمبنى السفارة الأميركية بصنعاء، “القادة العسكريون يجب أن يعلموا بأن مهمتهم عدم الاقتتال مع قادة عسكريين آخرين”، لافتا إلى أن هادي، المرشح الرئاسي التوافقي، في الانتخابات الرئاسية، “ذو خلفية عسكرية ويفهم ضرورة تحويل الجيش إلى مؤسسة وطنية”. وأشار برينان إلى وجود “قادة عسكريين” يمنيين يخافون من عملية إعادة هيكلة الجيش “لأنها تهدد مصالحهم الخاصة”. وقال: أنادي اللواء الأحمر أن يضع جانبا أجندته الفردية ويعمل للمصالح الوطنية”، مؤكدا أنه “آن الأوان للقوات المسلحة أن تكون قوات موحدة ومنظمة ومهنية بحتة حتى يتمكن اليمن من مواجهة التحديات المستقبلية”. ورداً على سؤال “الاتحاد” حول موعد عودة الرئيس صالح، الذي يتواجد حاليا في الولايات المتحدة، أجاب برينان : “عندي من الذكاء ما يجعلني ألا أتنبأ بالمستقبل”، لكنه استدرك قائلا: “أتوقع عودته بعد الانتخابات” الرئاسية، بموجب اتفاق “المبادرة الخليجية” لإنهاء الأزمة اليمنية المتفاقمة منذ نحو 13 شهرا. وقال المسؤول الأميركي إن “صالح بعد الانتخابات سيصبح مواطنا يمنيا عاديا”، مقللاً من المخاوف التي تبديها أطراف يمنية معارضة، إزاء عودة الرئيس علي عبدالله صالح، وممارسته للعمل السياسي من خلال رئاسته لحزب المؤتمر الشعبي العام، بالقول: “أفهم أن صالح داعم للمرحلة الانتقالية.. هو قال ذلك علنا”..وقال مساعد الرئيس الأميركي ونائب مستشار الأمن القومي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، إن اليمن هو البلد الوحيد الذي حقق انتقالا سلميا للسلطة، من بين البلدان “التي تأثرت بما عُرف بثورات الربيع العربي”، داعيا اليمنيين ِإلى أن “يفخروا بما أنجزوه”. واعتبر أن اليمن “على مشارف مرحلة تاريخية جديدة”، مشيرا إلى أن هذا البلد “أثبت أنه قادر عن أن ينتقل من الماضي إلى الحاضر عبر صناديق الاقتراع”، في إشارة إلى الانتخابات الرئاسية المبكرة. ولفت إلى أنه نقل، خلال زيارته الحالية لصنعاء، رسالة خطية من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى نائب الرئيس اليمني، المرشح الرئاسي التوافقي، تضمنت تأكيد أوباما بأن اليمن أصبح “نموذجا للانتقال السلمي للسلطة في منطقة الشرق الأوسط”. وأوضح المسؤول الأميركي أن العلاقة بين أميركا واليمن “ليست مبنية على قادة وأفراد”، وإنما على “مبدأ استقرار اليمن ودعم كرامة ووحدة الشعب اليمني”، لافتا إلى أن العلاقة بين البلدين “قديمة جدا”، وأنها “ارتباط وثيق بين الشعبين” منذ حوالي 65 عاما. واكد أن “المجتمع الدولي متفائل بأن فجر يوم جديد بدأ بالشروق” في اليمن، وأن المجتمع الدولي “جاهز لدعم اليمن لمواجهة التحديات التي تواجه”. ولفت إلى أن “احتجاجات الشعب اليمني كبيرة وعظيمة”، وأنه “لا بد أن تكون هناك مساعدات خارجية ليتمكن (اليمن) من التغلب على احتياجاته”، داعيا حكومة “الوفاق الوطني” إلى أن “تدرس احتياجاتها وتقدمها للمجتمع الدولي” في الاجتماع المقبل، لمجموعة “أصدقاء اليمن”، الذي من المتوقع أن تستضيفه العاصمة السعودية الرياض، الشهر المقبل. وقال برينان إنه سيغادر اليمن متوجها إلى المملكة العربية السعودية وأوروبا “”لمناقشة اللقاءات التي أجريتها (في صنعاء) ونقل الثقة التي لدينا باليمن، من أجل المضي قدما”، متوقعا أن “ارتفاع الدعم الدولي” لليمن “خلال الشهور والأعوام القادمة”. وأشار إلى أن مؤتمر “الحوار الوطني” بين مختلف القوى السياسية اليمنية، والمزمع تنظيمه بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، “لا يقل أهمية” عن هذه الانتخابات. وقال: “نشجع جهود الحكومة لضم “الحوثيين” و”الحراك الجنوبي” إلى مؤتمر الحوار”، مدينا محاولة “قوى خارجية” استغلال جماعة الحوثي المسلحة، التي تسيطر على مناطق في شمال اليمن، منذ العام 2004. وقال: “لا يمكن لأي دولة أن تسمح بوجود (مليشيات مسلحة) داخل إطارها”، مشددا على ضرورة إعادة هيكلة الجيش اليمني، المنقسم، منذ إعلان قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، اللواء الركن علي محسن الأحمر، أواخر مارس الماضي، تأييده لمطالب الحركة الاحتجاجية الشبابية بإنهاء حكم الرئيس صالح. وفيما يتعلق بالحرب التي يشنها اليمن على الإرهاب، قال مساعد الرئيس الأميركي: “قلقون من وجود تنظيم القاعدة في جنوب البلاد”، لافتا إلى أن واشنطن دعمت القوات اليمنية بـ”النوعية المختلفة من المعدات”، إضافة إلى التدريب والمشورة. وقال: “هادي ملتزم جدا بتدمير القاعدة.. اعتقد أنه سيكون شريكا قويا في مكافحة تنظيم القاعدة”، مشددا على ضرورة أن تذهب المعونات التي تقدمها واشنطن، في مجال مكافحة الإرهاب، إلى “تلك الوحدات التي تقاتل القاعدة”. من جهته، أكد هادي، أمس الأحد، ضرورة وجود “تعاون دولي فاعل” للقضاء على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وقال، لدى استقباله عضو مجلس اللوردات البريطاني، البارونة ايما نيكولسن، ورئيس بعثة الاتحاد الأوربي لدى صنعاء، ميكليه سيرفونيه درسو: “لا بد من ملاحقة ومكافحة تنظيم القاعدة، والعمل على إنهائه من جزيرة العرب”، مشيرا إلى أن ذلك “يتطلب تعاونا دوليا فاعلا في إطار الشراكة لمحاربة الإرهاب العابر للحدود والقارات”. من جانبها، أكدت نيكولسن، أن المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي عموما “سيعملان بقوة على مساعدة ودعم اليمن حتى بلوغ الغايات المنشودة”. وأشادت المبعوثة البريطانية بالدور “الحيوي” الذي قام بها هادي، لإخراج بلده من أزمته الراهنة، واصفة الخطوات التي اتخذتها الأطراف اليمنية المتصارعة، لتنفيذ اتفاق “المبادرة الخليجية”، بـ”المدهشة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©