الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المخرج الياباني تاكيدا يوثق لمذبحة مدينة نانجينج الصينية

29 مارس 2010 21:59
عندما طلب إلى توموكازو تاكيدا، وهو مخرج ياباني شاب، المساعدة في إنتاج عمل وثائقي عن “اغتصاب نانجينج”، لم يكن تاكيدا على دراية سوى باسم تلك المدينة الصينية. كما لم يمر بخاطره مطلقاً أن يعود به ذلك العمل لذكريات جده الراحل. وقال تاكيدا “تذكرت جملة واحدة حوتها سطور كتبنا الدراسية..لم أفكر مطلقا في ما فعلته اليابان”. من المقرر أن يعرض الفيلم المستقل إنتاجياً، ويحمل اسم “ذكريات ممزقة من نانجينج”، وتبلغ مدة عرضه 84 دقيقة، اليوم الثلاثاء خلال مهرجان هونج كونج الدولي للأعمال السينمائية الرابع والثلاثين. والفيلم يعتمد في بنائه على تسجيل شهادات أهالي الضحايا الصينيين، وكذلك جنود يابانيين سابقين في الجيش الإمبراطوري، عن “البشائع التي ارتكبها الجيش الياباني إبان احتلال المدينة”. في 13 ديسمبر عام 1937، اقتحم الجنود اليابانيون مدينة نانجينج، وكانت عاصمة الصين في ذلك الوقت، وقتلوا مئات الآلاف من أبناء الشعب الصيني، بينهم الكثير من المدنيين في حملة عنف بالغ دامت ستة أسابيع. وخلف الهجوم ثلاثمائة ألف قتيل، وعشرين ألف سيدة مغتصبة، حسب تقديرات السلطات الصينية، ويعتقد أن أعداد القتلى من اليابانيين كانت أقل بكثير. ومع ذلك هناك بعض المؤرخين والصحفيين اليابانيين الذين ينكرون وقوع تلك المذبحة، ويصفون ما شهدته أرض نانجينج بـ”الحادثة”. وفي سبيل دحض تلك المزاعم اليابانية، قضى تاماكي ماتسوكا، وهو مدرس سابق في إحدى المدارس الابتدائية، والمخرج المساعد للفيلم، ما يزيد على عشر سنوات في إجراء مقابلات مع ما يربو على 300 من ذوي الضحايا الصينيين و250 جندياً يابانياً. وقال تاكيدا وهو لا يزال بعد في أوائل الثلاثينيات من عمره، إن الجنود الذين شاركوا في تلك المذبحة كانوا “يتحدثون بوضوح شديد كما لو أن ما حدث كان بالأمس”. ويتحدث جوهي تيراموتو -جندي سابق-خلال الفيلم قائلا: “في نانجينج أخبرنا الضباط الأعلى رتبة أن نقوم بالسطو والقتل والاغتصاب وإضرام الحرائق.. وفعل أي شيء”. وشعر تاكيدا بالصدمة عندما رأى تباهي بعض الجنود الذين أجريت معهم المقابلات بعدد النساء اللاتي قاموا باغتصابهن. يقول تاكيدا إن كثيرا من الجنود “لا يزالون ينظرون للصينيين باعتبارهم مخلوقات غير آدمية.. ويبدو أنهم لم تتح لهم الفرصة لتصحيح أو عكس وجهات نظرهم تلك بعد الحرب”. غير أن المخرج الشاب تذكر كيف أن الجندي الذي يبلغ من العمر الآن 90 سنة انهار وغرق في دموعه، عندما سافر معه هو وماتسوكا إلى نانجينج، وزار النصب التذكاري الذي يخلد ذكرى الضحايا. وأعادت قصص الجندي إلى أذهان تاكيدا ما قاله له جده الذي تم إرساله لنانجينج بعد مذبحة عام 1937. ومثل جده، نقل عدد محدود للغاية من الجنود اليابانيين ذكريات الحرب للجيل الذي لحق بهم، وقال تاكيدا” فقط لو كانوا تحدثوا عنها..لكنا تعلمنا أكثر بكثير مما تلقيناه في المدرسة”. وأضاف: في المقابل، يحرص الشعب الصيني على توعية الأجيال المقبلة بمدى المعاناة التي تجرعوها خلال الحرب. لذا كانت هناك هوة تزداد اتساعا بين البلدين فيما يتعلق برؤية كل منهما للحرب”. وعندما أخبر تاكيدا عددا من أقرانه عن الفيلم، نصحه بعضهم بعدم الخوض في الأمر، بينما قال آخرون إن الصين أيضا كانت على خطأ. وقال “يبدو أنهم يخلطون بين الماضي والحاضر.. ولا يريدون سوى التحدث عن الجانب الجيد من اليابان”. وقال الجندي الياباني السابق تيراموتو “قالوا لنا... قاتلوا من أجل الإمبراطور.. لكنهم خدعونا لنخوض الحرب”.
المصدر: وساكا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©